"تمكين" تطلق حراكها السياسي من قلب دمشق: نحو صياغة مستقبل سورية الديمقراطي
استمع إلى الملخص
- تأسست حركة تمكين من قبل سوريين مهجّرين قسرياً، وتركز على التعاون مع السلطات الجديدة لتحقيق مشاركة سياسية حقيقية، مع إعطاء الأولوية لملف المعتقلين والمغيبين قسرياً، والعمل على حلول عادلة ومستدامة.
- تسعى الحركة لتمكين مختلف الشرائح الاجتماعية، بما في ذلك النساء والشباب، وتعزيز دورهم في العمل السياسي والمدني، مع التركيز على العدالة الانتقالية ودعم العمل المدني داخل السجون وخارجها.
في خطوة تهدف إلى إعادة إحياء العمل السياسي في سورية بعد عقود من التغييب والقمع، نظّمت حركة تمكين وقفة تحت شعار "نحو استعادة الفضاء العام للعمل السياسي في سورية"، اليوم الجمعة، في ساحة الحجاز وسط العاصمة دمشق. وشارك في الوقفة عدد من الناشطين والمواطنين الذين طالبوا بإعادة تمكين الساحات السورية كمراكز حيوية للتعبير السلمي والحوار المجتمعي.
تأتي هذه الوقفة بعد أكثر من ثلاثة أشهر على استلام الحكومة السورية الانتقالية الجديدة زمام السلطة عقب سقوط نظام بشار الأسد، حيث يسعى السوريون لإعادة بناء وطن قائم على الديمقراطية والمواطنة وحقوق الإنسان. وتهدف حركة تمكين من خلال هذا الحراك إلى خلق بيئة تمكّن المواطنين من المشاركة الفاعلة في العملية الانتقالية وتحقيق العدالة الانتقالية، إضافةً إلى تعزيز الوعي السياسي الجمعي والمساهمة في بناء توافقات وطنية تساهم في رسم مستقبل سورية الديمقراطي والتشاركي.
تقول سهى عزي، وهي عضو المكتب السياسي والعلاقات الخارجية ضمن مكتب "تمكين"، في حديث لـ"العربي الجديد": "تأسست حركة تمكين بعد سقوط النظام السوري السابق من قبل سوريين هُجّروا قسرياً، ورغم التحديات الأمنية والملاحقات، تمكنت الحركة من الحفاظ على قنوات التواصل والعمل المشترك. اليوم، تسعى الحركة إلى التعاون مع السلطات السورية الجديدة والأحزاب السياسية السورية، بهدف تحقيق مشاركة سياسية حقيقية لجميع السوريين". وأشارت عزي، إلى أن "الحركة تؤكد أن ملف المعتقلين والمغيبين قسرياً هو أولوية في عملها، إذ ترى أنه لولا هؤلاء لما استمرت في نضالها. وتعمل الحركة باستمرار على التشاور مع مختلف القوى السياسية والجهات المعنية، من أجل الوصول إلى حلول عادلة ومستدامة ضمن ميثاق سياسي واضح لسورية المستقبل".
بدورها، تقول ماري العلي، وهي طبيبة أسنان سورية ومشاركة في الوقفة والبيان التأسيسي، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن "حركة تمكين السورية تُعدّ كياناً سياسياً يسعى إلى تمكين مختلف الشرائح الاجتماعية في سورية، بما في ذلك النساء والشباب، وتعزيز دورهم في العمل السياسي والمدني. الحركة تشمل أعضاء من مختلف المحافظات السورية، وتسعى لتوسيع نشاطها ليشمل جميع المناطق، رغم التحديات الحالية التي تعيق تواصل بعض الأعضاء داخل سورية وخارجها". ولفتت العلي، إلى أن "رؤية الحركة تتمثل في تحقيق المواطنة والديمقراطية، وترسيخ حقوق الإنسان من خلال تعزيز سيادة القانون وتفعيل آليات العدالة الانتقالية، بما في ذلك جمع الأدلة والوثائق المتعلقة بالمعتقلين والمغيبين قسرياً". كما تطالب الحركة بـ"الإفراج الفوري عن المعتقلين السوريين المحتجزين تعسفياً في سجون المنفى، مثل سجن رومية اللبناني".
وتزامنت هذه الوقفة مع إعلان حركة تمكين انطلاقها كمشروع سياسي وطني سوري، مستلهمةً رؤيتها من مبادئ الثورة السورية والإرث الوطني الذي صنعته تضحيات السوريين والسوريات. وتهدف الحركة وفق بيانٍ الإعلان إلى تحقيق المواطنة والديمقراطية وترسيخ حقوق الإنسان، من خلال تعزيز سيادة القانون وترسيخ العدالة الاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة. كما تسعى إلى خلق فضاء سياسي شامل يتيح لكل السوريين والسوريات فرصة المشاركة الفاعلة في بناء مستقبل البلاد، مؤكدةً ضرورة إعادة الاعتبار للعمل السياسي باعتباره ممارسة مجتمعية ضرورية لإعادة بناء سورية بوصفها دولة قائمة على العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان.