حركة "طالبان": بقاء القوات التركية استمرار للاحتلال وسنتعامل معها

حركة "طالبان": بقاء القوات التركية استمرار للاحتلال وسنتعامل معها

13 يوليو 2021
دعت الحركة شعب تركيا وسياسييها لأن يرفعوا أصواتهم تجاه هذا القرار (Getty)
+ الخط -

جدّدت حركة "طالبان"، اليوم الثلاثاء، موقفها الرافض استمرار وجود القوات التركية في أفغانستان، بعد انسحاب القوات الأجنبية من البلاد.

وقالت الحركة إن بقاء القوات التركية لتأمين مطار كابول ولأي ظرف أو تحت أي غطاء، يُعدّ استمراراً لاحتلال لأفغانستان، والحركة تتعامل معها كمحتل إذا لم تعد الحكومة التركية النظر في القرار، مطالبة الشعب التركي والسياسيين برفع الأصوات ضد القرار لأنه يُضرّ بمصلحة البلدين.

ولفتت إلى أن الجميع يعرفون أنه بناءً على اتفاقية الدوحة، جرى الاتفاق على خروج جميع القوات الأجنبية من أفغانستان، وقد لقي هذا القرار تأييداً من قبل الأمم المتحدة وأكثر دول العالم، ومن بينها تركيا التي كان وزير خارجيتها حاضراً في مجلس توقيع الاتفاقية.

وأكد بيان الحركة أن الحكومة التركية قد أعلنت بقاء قواتها في أفغانستان بعد التوافق مع أميركا، لذا هي تنبه إلى أن أفغانستان تربطها قيم تاريخية وثقافية ودينية بالشعب التركي، واستمرار الاحتلال من قبل تركيا سيثير مشاعر البغض والعداوة في أفغانستان إزاء المسؤولين الأتراك، كما أنه سيلحق الضرر بالعلاقات الثنائية.

كما وصف بيان الحركة قرار تركيا بغير المدروس والمعارض لحرية الشعب الأفغاني واستقلال البلاد وسلامة أراضيها والمصالح الوطنية، مشدداً على أن "طالبان" تندد بهذا القرار بأشد العبارات، لأن قرارات كهذه تثير المشاكل والمتاعب بين الشعبين التركي والأفغاني، مطالباً المسؤولين الأتراك بأن يتراجعوا عن قرارهم، لأنه ليس في مصلحة البلدين.

وأكدت الحركة كذلك أن بقاء القوات الأجنبية في أفغانستان، بغض النظر عن هدف بقائها وكونها تابعة لأي دولة، يُعدّ احتلالاً، وسيتم التعامل معها وفق الفتوى التي أصدرها 1500 من علماء أفغانستان عام (1422 هـ الموافق 2001 م).

أعلنت تركيا قبل أيام بقاء قواتها في أفغانستان من أجل تأمين مطار حامد كرزاي الدولي في كابول

كما دعا بيان الحركة شعب تركيا وسياسييها لأن يرفعوا أصواتهم تجاه هذا القرار، لأنه، حسب تعبيرها، ليس في مصلحة تركيا ولا أفغانستان، بل سيخلق الكثير من المشاكل والمتاعب بين الشعبين، لافتة إلى أن سياستنا هي أننا نريد إقامة علاقات حسنة وإيجابية ومبنية على الاحترام المتبادل مع جميع الدول، فلا نتدخل في شؤون أحد، ولا نسمح لأحد بأن يتدخل في شؤوننا.

كما أوضح بيان الحركة أنها كانت منذ فترة على اتصال بالمسؤولين الأتراك، وعُقدت بين الطرفين اجتماعات عدة، تمّ خلالها تطمين الحركة على أنهم لن يتخذوا مثل هذا القرار من تلقاء أنفسهم من دون رضاها، وبما أنهم الآن اتخذوا القرار نفسه، فإن ذلك يعتبر نقضاً للعهد.

وخلص بيان الحركة إلى أنه إذا لم يُعِد المسؤولون الأتراك النظر في قرارهم من جديد، فإن الحركة ستقف في وجههم امتثالاً لما وصفته بالمسؤولية الدينية والوطنية والوجدانية، كوقوفها في وجه الاحتلال منذ عشرين عاماً، والعواقب ستكون على عاتق من يتدخل في شؤون الآخرين، ويتخذ مثل هذه القرارات الساذجة.

وكانت تركيا قد أعلنت قبل أيام بقاء قواتها في أفغانستان من أجل تأمين مطار حامد كرزاي الدولي في كابول.

وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في وقت سابق عن استعداده لتحمّل الكثير من المسؤوليات لضبط الوضع في أفغانستان بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي من هذا البلد. وقال أردوغان، في كلمة له، إنه "يمكن لتركيا أن تتحمل مزيداً من المسؤولية في أفغانستان بعد قرار الولايات المتحدة الانسحاب منها".

وقال مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جيك سوليفان، إن تركيا تخطط لضمان أمن مطار كابول بعد الانسحاب الأميركي، مشيراً إلى أن رئيسي البلدين جو بايدن وأردوغان تحدثا عن ذلك في اجتماع هذا الأسبوع".

على صعيد آخر، التقى المبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد، أمس الإثنين، مع أعضاء الوفد الحكومي لمفاوضات السلام في أفغانستان، حيث جرى وفق مصادر الوفد، بحث تطورات الأوضاع في أفغانستان، وتسريع عملية المفاوضات الجارية في الدوحة، مع حركة "طالبان".