حرب غزة تهدد بإعادة تشكيل الانتخابات في أستراليا

08 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 12:39 (توقيت القدس)
فعالية في ملبورن أستراليا تحضيراً للانتخابات، 6 إبريل 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- آز فهمي، ناشطة حقوقية، بدأت حملة ضد حزب العمال الأسترالي بسبب رد فعله على العدوان الإسرائيلي على غزة، معتبرة أن الانتخابات فرصة للمسلمين للتأثير على الحكومة لدعم الفلسطينيين.

- هافا ميندل، ربة منزل يهودية، تقود حملة ضد الحكومة بسبب عدم كفاية جهودها لوقف الهجمات المعادية للسامية، مما يبرز التحديات التي يواجهها حزب العمال.

- التركيبة السكانية في دوائر مثل غرب سيدني قد تؤدي إلى تحولات انتخابية ضد حزب العمال، حيث أصبحت حرب غزة قضية محلية تؤثر على نتائج الانتخابات.

كانت آز فهمي، التي تعمل لدى منظمة غير ربحية في سيدني، متطوّعة مخلصة لحساب حزب العمال الحاكم في أستراليا، وتوزع منشورات من أجل إعادة انتخاب ممثلها المحلي، وهو وزير الشؤون الداخلية توني بيرك، لكنّ كل ذلك تغيّر بالنسبة لآز، الناشطة في مجال حقوق الإنسان، بعد أن شنت إسرائيل عدواناً على غزة رداً على عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي يقول مسؤولون فلسطينيون إنه أسفر عن مقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني، وتشريد الملايين، وتدمير القطاع.

وتشن آز الآن حملة ضد بيرك قبل الانتخابات المقررة في الثالث من مايو/أيار، بسبب ما تعتقد أنه رد "محبط" من حزبه على دعوات الطائفة المسلمة للحكومة الأسترالية لدعم الفلسطينيين في غزة، وقالت آز، وهي مسلمة ومن أصول سورية عراقية، لـ"رويترز": "الوقت الوحيد الذي سيستمعون فيه هو وقت الانتخابات".

أما هافا ميندل، وهي ربة منزل يهودية في برزبين، فقد دعمت حزب العمال في آخر انتخابات بسبب سياساته المناخية، لكنّها تقود الآن حملة تضمّ مئات المتطوعين لإطاحة "حكومة حزب العمال الضعيفة التي لم تفعل ما يكفي" لوقف موجة من الهجمات المعادية للسامية، ويسلّط استياء الناخبين، مثل آز وهافا، الضوء على تفتيت التأييد لحزب العمال، الذي يسعى إلى إبعاد المعارضة الليبرالية الوطنية المحافظة، والفوز بولاية ثانية في السلطة، بسبب حرب غزة.

وتسير حكومة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي منذ أواخر عام 2023، على خط رفيع بين إبداء القلق إزاء الفلسطينيين، والدعوة مراراً إلى وقف إطلاق النار، وبين دعم "حقّ" حليفتها إسرائيل في الدفاع عن النفس، وقال خبراء انتخابات إن هذا النهج أثار غضب الناخبين المناصرين للفلسطينيين والمؤيدين لإسرائيل، ما جعل حزب العمال عرضة لخطر خسارة تسعة على الأقل من مقاعد مجلس النواب التي يحتاج إليها للحفاظ على أغلبيته في البرلمان المكوّن من 150 مقعداً.

وتُعدّ دائرة آز واحدة من ثلاث دوائر انتخابية متعددة الثقافات وتسودها الطبقة العاملة في غرب سيدني، التي كانت منذ فترة طويلة معاقل لحزب العمال، إذ إنّ هناك ناخباً مسلماً من كل ثلاثة ناخبين، رغم أنهم يشكلون 3.2% فحسب من سكان أستراليا، واليهود الأستراليون كذلك لا يشكلون إلا 0.5% من إجمالي عدد السكان، لكنّهم يمثلون ما يصل إلى سُدس الناخبين في الدوائر الانتخابية الثرية بالمدن الداخلية في سيدني وملبورن.

ويقول خبراء الانتخابات إنّ التركيبة السكانية للطائفتين قد تؤدي إلى تحولات كبيرة ضد المشرّعين الحاليين، وقال محلل الانتخابات المستقل وليام بوي إن حزب العمال قد يواجه تحولاً مدمراً ضده بنسبة 20% في غرب سيدني، إذ حصل المرشحون الحاليون على ما يزيد قليلاً على نصف الأصوات الأولية في عام 2022، ما يعكس خسائر حزب العمال البريطاني العام الماضي بسبب رد فعل الناخبين المسلمين بعد حرب غزة.

"السياسة كلّها محلية"

وفي السياق، قال آندي ماركس، المدير التنفيذي لمركز غرب سيدني، وهو مؤسسة بحثية، إن الناخبين المسلمين ليسوا "متجانسين"، وإن القضايا المحلية، مثل الرعاية الصحية، والإسكان، عادة ما تحظى بالأولوية على حساب الأحداث على الجانب الآخر من العالم، لكنّ الروابط العائلية بالشرق الأوسط أتت بحرب غزة إلى أستراليا، وتؤثر على العديد من الناخبين في هذه الانتخابات، وتابع ماركس يقول "القاعدة السائدة في غرب سيدني هي أنّ السياسة كلّها محلية".

وأضاف "سرعة (وصول) الأحداث في الشرق الأوسط، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال الروابط العائلية، تجعل هذه القضايا تبدو محلية جداً لبعض" المسلمين، وقال زياد بسيوني، وهو طبيب مسلم يخوض الانتخابات ضد بيرك، إنه كان يشعر بالتجاهل وهو يعيش في دائرة انتخابية آمنة بالنسبة لحزب العمال لمدة 20 عاماً، لكن "قضية غزة كانت القشّة التي قصمت ظهر البعير عندما حدثت".

ولم يرد ألبانيزي أو بيرك أو وزير التعليم جيسون كلير، الذي يشكل عدد السكان المسلمين في دائرته في غرب سيدني، 32%، على طلبات للتعليق.

(رويترز)

المساهمون