أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن بلاده تتمسك بموقفها الرافض لأي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين إلى خارج قطاع غزة، مشددًا على أن التهجير يمثل "خطًا أحمر" لا يمكن تجاوزه تحت أي ظرف من الظروف. وأضاف عبد العاطي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة التخطيط رانيا المشاط، ووزيرة التعاون الاقتصادي الألمانية ريم العبلي رادوفان، أن مصر تنتظر التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، من أجل تحديد موعد مؤتمر إعادة إعمار القطاع، وذلك استنادًا إلى الرؤية المصرية بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية، والشركاء الإقليميين والدوليين، والأمم المتحدة، والبنك الدولي.
وأوضح عبد العاطي أن المؤتمر سيُعقد على مدى يومين؛ الأول على مستوى كبار المسؤولين للتركيز على قضايا محددة، وسيشمل ورش عمل تتناول الترتيبات الأمنية في القطاع وحوكمته، إضافة إلى مناقشة دور القطاع الخاص والشركات العالمية في عملية إعادة الإعمار. وأشار إلى أن مصر تبنت خطة واضحة لتولي لجنة إدارية غير فصائلية إدارة غزة لمدة ستة أشهر، يعقبها تولي السلطة الفلسطينية مهام إدارة القطاع، مؤكداً أهمية العلاقة العضوية التي تجمع الضفة الغربية وقطاع غزة كأساس لإقليم الدولة الفلسطينية.
وشدد عبد العاطي على أن الأولوية خلال الأشهر الأولى من وقف إطلاق النار ستكون للتعافي المبكر، وتثبيت المواطنين الفلسطينيين في أماكنهم داخل قطاع غزة، مع تخصيص إحدى الورش لمناقشة ملف التمويل والإجابة عن سؤال: من سيتحمل تكلفة التعافي المبكر ومشروعات إعادة الإعمار في غزة؟ وأشار إلى أن اليوم الثاني من المؤتمر سيكون على المستوى الوزاري، بمشاركة واسعة من وزراء الخارجية وعدد كبير من الدول، إضافة إلى حضور فعّال من مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية، لبحث المراحل الثلاث لإعادة الإعمار.
من جهتها، قالت وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية في الحكومة الألمانية إن إعادة إعمار قطاع غزة "مهمة ضخمة" بعد تدمير نحو 90% من المباني، ما يتطلب جهدًا وتعاونًا دوليًا واسع النطاق. وأشارت إلى أن المحادثات مع الجانب المصري تناولت خطة إعادة الإعمار، التي اعتبرتها نقطة انطلاق جيدة، لكنها أكدت أن وقف إطلاق النار الدائم شرط أساسي لانطلاق جهود الإعمار.