تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها مختلف أنحاء قطاع غزة المحاصر، وسط كارثة إنسانية يعانيها السكان بفعل سياسات التجويع من جراء إغلاق المعابر، فيما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يعمل على خطة "لإطعام الناس" في غزة، وذلك على الرغم مما شهده القطاع في الأيام الأخيرة من عمليات إسقاط جوي للمساعدات بعد أن ظهرت صور مروعة لآثار التجويع في القطاع.
ونفت حركة حماس، اليوم السبت، موافقتها على نزع سلاحها، وقالت في بيان مقتضب: "تعليقاً على ما نشرته بعض وسائل الإعلام، نقلاً عن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، من أن الحركة أبدت استعدادها لنزع سلاحها، نؤكد مجدداً أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني وقانوني ما دام الاحتلال قائماً، وقد أقرّته المواثيق والأعراف الدولية، ولا يمكن التخلي عنهما إلّا باستعادة حقوقنا الوطنية كاملة". وقال ويتكوف، في وقت سابق اليوم السبت، خلال لقاء في تل أبيب مع عائلات المحتجزين الإسرائيليين، إنّ "الخطة هي عدم توسيع الحرب وإنما إعادة الجميع إلى الديار بصفقة واحدة وإنهاء الحرب من دون صفقات جزئية. حماس وافقت على نزع سلاحها ونتنياهو ملزم بوقف الحرب".
وكانت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، قد نشرت، أمس الجمعة، فيديو لأسير إسرائيلي محتجز لديها ظهر وهو يعاني من فقدان شديد في الوزن، وذلك نتيجة استمرار سياسة التجويع الإسرائيلية. وقالت "القسام" في مقطع الفيديو، الذي نشرته على صفحتها بمنصة "تليغرام"، إن هذا الأسير (لم تسمّه) كان "ينتظر أن يخرج بصفقة (تبادل أسرى)". وفي المقطع، ظهر الأسير الإسرائيلي وهو يجلس على سرير في غرفة ضيقة بينما تظهر عليه علامات المجاعة وسوء التغذية، إذ برزت أضلاعه بحدّة نتيجة النقص الشديد في الوزن، في مشهد يعكس جانباً من سياسة التجويع التي تواصل إسرائيل تنفيذها في غزة.
وعلى وقع استمرار المجازر ضدّ منتظري المساعدات، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، أمس الجمعة، إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تكتفي باستخدام التجويع سلاحاً ضد المدنيين في قطاع غزة المحاصر، بل تطلق النار بشكل شبه يومي على حشود الفلسطينيين في أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية. وأكدت المنظمة أن آليات توزيع المساعدات التي تعمل بإشراف مباشر من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبمشاركة شركات أميركية خاصة، فشلت في حماية المدنيين، وحوّلت مواقع توزيع المساعدات إلى "حمامات دم متكرّرة".
"العربي الجديد" يتابع تطوّرات حرب الإبادة على غزة أولاً بأول..