يكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات القصف العنيف على غزة وأنحاء أخرى في القطاع المحاصر تمهيداً لاحتلال المدينة المكتظة بالنازحين والسكان، وسط مواصلة الحكومة اليمينية المتطرفة رفض عروض التفاوض للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب. ووواصل الاحتلال، اليوم السبت، استهداف الأبراج السكنية المتبقية في مدينة غزة بغارات عنيفة بغية دفع سكان المدينة إلى النزوح القسري.
وقالت حركة حماس، السبت، إن تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي برجاً سكنياً جديداً في مدينة غزة يمثل "إمعاناً واضحاً في ارتكاب جريمة تهجير قسري وتطهير عرقي". وقالت "حماس"، في بيان: "استهداف الأبراج السكنية المكتظة بالنازحين والنساء والأطفال، بذريعة استخدامها من المقاومة، أكاذيب مفضوحة وذرائع واهية، تمثّل استخفافاً بالمجتمع الدولي، وتغطية لجرائم حرب مكتملة الأركان ترتقي إلى جريمة إبادة جماعية".
ودعا جيش الاحتلال الإسرائيلي، سكان مدينة غزة في شمال القطاع الفلسطيني، إلى الانتقال إلى "منطقة إنسانية" جنوباً، تحضيراً لهجوم بري على أكبر مدينة في القطاع. وفي رسالة موجهة "إلى سكان مدينة غزة وكل المتواجدين فيها"، قال: "ابتداء من هذه اللحظة وبهدف التسهيل على من يغادر المدينة، نعلن منطقة المواصي (جنوب) منطقة إنسانية".
وحذر مسؤولون أمنيون إسرائيليون من مخاطر العملية البرية التي أطلقتها تل أبيب لاحتلال مدينة غزة على حياة الأسرى في القطاع، مرجحين استمرار العملية العسكرية عدة أشهر. ونقلت هيئة البث العبرية الرسمية، الجمعة، عن المسؤولين، دون تسميتهم، قولهم إن العملية العسكرية في مدينة غزة قد تستمر عدة أشهر، وبحد أدنى ثلاثة أشهر. وأضاف المسؤولون أن من "المستحيل ضمان عدم تعرض المحتجزين (الأسرى الإسرائيليين) للأذى في العملية العسكرية في مدينة غزة". وقالوا إن الجيش سيواصل في الأسبوع المقبل قصف ما يُوصف بـ"الأهداف النوعية" داخل المدينة، تمهيداً للدخول البري الذي من المتوقع أن يستمر أشهراً.
سياسياً، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم السبت، إنه "سيتم نشر قوات دولية إذا كان هناك طلب من الجانب الفلسطيني"، ودعا إسرائيل للقبول بمقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزّة، مشدداً في مؤتمر صحافي مشترك مع المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، فيليب لازاريني، على أن تعنت إسرائيل عقبة رئيسية أمام تحقيق تقدم في مسار التهدئة. واعتبر عبد العاطي إن إسرائيل تستخدم التجويع سلاح حرب في غزة، مؤكداً رفض القاهرة تصفية القضية الفلسطينية.
وفي السياق، علم "العربي الجديد" أن وفداً قيادياً رفيع المستوى من حركة حماس وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة، اليوم السبت، بشكل غير معلن بناء على دعوة من مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية. ويضم الوفد عدداً من أعضاء المكتب السياسي للحركة وعلى رأسهم زاهر جبارين، مسؤول حماس في الضفة الغربية. وبحسب معلومات "العربي الجديد" من المقرر أن يبحث الوفد مع مسؤولين مصريين منخرطين في الوساطة المصرية بعض النقاط التي أثارها المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف مؤخراً.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد قال، الجمعة، إنّ مفاوضات "عميقة" تجرى مع حركة حماس لإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في غزة، مهدداً الحركة بحدوث "أمر سيئ" في حال عدم إطلاقها سراح "الرهائن". وقال ترامب في تصريحات للصحافيين في البيت الأبيض: "نحن في مفاوضات عميقة للغاية مع حماس لإطلاق سراح جميع الرهائن"، مضيفاً: "إذا لم يطلقوا سراح الرهائن فسيكون الأمر سيئاً".
تطورات حرب الإبادة على غزة يتابعها "العربي الجديد" أولًا بأول..