أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة دخل حيز التنفيذ في تمام الساعة 12:00 من ظهر اليوم الجمعة بتوقيت القدس المحتلة. وقال الجيش في بيان، إنه "ابتداءً من الساعة 12:00، تموضعت قوات الجيش على خطوط الانتشار العملياتية الجديدة بناءً على اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين)". وأضاف أن "قوات الجيش الإسرائيلي في قيادة المنطقة الجنوبية تنتشر في المنطقة وستواصل العمل لإزالة أي تهديد فوري". وأفاد مراسل "العربي الجديد" بأن جيش الاحتلال أعلن السماح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال القطاع عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، مشيراً إلى أن الآلاف من الفلسطينيين يعودون عبر شارع الرشيد إلى مدينة غزة.
وحث المتحدث باسم جيش الاحتلال البريغادير جنرال إيفي ديفرين سكان غزة، اليوم الجمعة، على تجنب دخول المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الإسرائيلية. وقبيل إعلانه هذا، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف مناطق عدّة في قطاع غزة، في إطار حرب الإبادة التي يشنها على القطاع منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، على الرغم من إقرار حكومة بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار، بعد ساعات من الإعلان في شرم الشيخ المصرية، أمس الخميس، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وتعرضت المناطق الشرقية في مدينة غزة لقصف مدفعي، إضافة لمخيم النصيرات، وسط القطاع.
وكانت حركة حماس قد قالت في بيان، أمس الخميس، حول استهداف قوات الاحتلال منزل عائلة غبّون، غربي مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من سبعين مدنياً، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تهدف من خلال استمرار ارتكاب المجازر إلى "خلط الأوراق، والتشويش على جهود الوسطاء، وتعطيل مساعي تنفيذ اتفاق وقف الحرب والعدوان على غزة"، وطالبت الوسطاء والإدارة الأميركية "بتحمّل مسؤولياتهم تجاه هذه الجرائم الوحشية، وإدانتها، والتدخّل الفوري لإلزام الاحتلال بوقف استهداف الأطفال الأبرياء والمدنيين العزّل". وكشف رئيس حركة حماس في قطاع غزة ورئيس وفدها المفاوض خليل الحية، أمس الخميس، أن حماس تسلمت ضمانات من الوسطاء والإدارة الأميركية بأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة "انتهت بشكل تام".
في الأثناء، أعلن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، اليوم الجمعة، بدء مهلة الـ72 ساعة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين من غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. وبموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تطلق حركة "حماس" 20 أسيراً أحياء و28 أسيراً أمواتاً في غضون 72 ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، لكن بنود الاتفاق تشير إلى صعوبات في إيجاد جثث الأسرى. وبمقابل المحتجزين الإسرائيليين الأحياء، تطلق إسرائيل سراح 250 أسيراً فلسطينياً محكومين بالسجن المؤبد و1700 أسير تم اعتقالهم في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إضافة إلى السماح بالانتقال من جنوب القطاع إلى مدينة غزة وإلى شماله.
ونشرت وزارة القضاء الإسرائيلية، اليوم الجمعة، قائمة تضم أسماء 250 أسيراً فلسطينياً يُرتقب الإفراج عنهم في إطار اتفاق التبادل. ولا تتضمّن القائمة أسماء عدد من القيادات الفلسطينية البارزة التي تُعد رموزاً للكفاح الفلسطيني المسلّح ضد إسرائيل والتي طالبت حماس بالإفراج عنها، على غرار مروان البرغوثي وأحمد سعدات وحسن سلامة. وعقب ذلك، نشر "مكتب إعلام الأسرى" على حسابه بمنصة تليغرام تنويهاً قال فيه إنه "حتى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق رسمي بشأن قوائم الأسرى ضمن صفقة التبادل". وأوضح المكتب أنه "في حال تم التوصل إلى اتفاق نهائي، سيتم نشر القوائم الرسمية عبر منصات مكتب إعلام الأسرى".
وعلى صعيد الترتيبات المتسارعة لتوقيع الاتفاق، قالت الشرطة الإسرائيلية، اليوم الجمعة، إنها تجري استعدادتها لزيارة ترامب يوم الاثنين المقبل. وقال ترامب، أمس الخميس، إنه ينبغي إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في القطاع يوم الاثنين أو الثلاثاء من الأسبوع المقبل، وإنه يأمل حضور مراسم في مصر لتوقيع اتفاق يشمل هذه الخطوة إلى جانب وقف إطلاق النار في غزة. وقال ترامب إن المفاوضات خلال الأيام الماضية أدت إلى اتفاق لإنهاء الحرب، مشدداً على أنه "لن يُجبَر أحد على مغادرة غزة".