شن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات طاولت غربي دوار الكرامة، شمال غربي مدينة غزة.
بينما تتواصل حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، أفادت تقارير إعلامية بأن قطر ومصر والولايات المتحدة قدمت مقترحاً محدثاً لحركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، في إطار المساعي للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وذكر موقع أكسيوس الإخباري الأميركي، ليل أمس الخميس، نقلاً عن مصدرين وصفهما بالمطلعين، أنّ الوسطاء يعتقدون أنّ "التنازلات الأخيرة من إسرائيل"، التي أُدرجت في الاقتراح المُحدّث قد تُمكّن الطرفين من التوصل إلى اتفاق قريباً، وفقاً للمصادر.
ويتضمن الاتفاق الذي يجري العمل عليه وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً في غزة والإفراج عن عشرة محتجزين أحياء وجثامين 18 محتجزاً، وفي المقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية المُقدمة إلى غزة. ويريد الرئيس الأميركي دونالد ترامب
استخدام مدة الـ60 يوماً للتفاوض على اتفاق أوسع لإنهاء الحرب، بما في ذلك هيكل حكم جديد للقطاع.ميدانياً، أكدت مصادر طبية أن غارات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على قطاع غزة، منذ فجر أمس الخميس، أدت إلى استشهاد 56 فلسطينياً. وتواصلت الإدانات العربية والدولية لقصف إسرائيل، أمس الخميس، كنيسة في غزة، أدى إلى استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة حوالى عشرة آخرين بجروح. وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "إدانته الشديدة" للقصف الإسرائيلي الذي استهدف كنيسة "العائلة المقدسة" في غزة، وقال إنها تحظى "بحماية تاريخية من فرنسا". وتابع ماكرون في منشور على منصة إكس: "لقد تحدّثتُ مع الكاردينال بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين"، مؤكّداً "تضامن فرنسا مع جميع المسيحيين الفلسطينيين الذين هم اليوم، من غزة إلى الطيبة، يتعرضون للتهديد". وشدّد الرئيس الفرنسي على أنّ "استمرار هذه الحرب أمر غير مبرّر. يجب تثبيت وقف إطلاق النار فوراً، وتحرير المدنيين والرهائن من خطر الحرب الدائمة".
وقال البيت الأبيض، أمس الخميس، إن الرئيس دونالد ترامب اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث الغارة الإسرائيلية على الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة، مضيفاً أن رد فعل ترامب على الحادث لم يكن إيجابياً. وسُئل البيت الأبيض في مؤتمر صحافي عن رد فعل ترامب على القصف الإسرائيلي على الكنيسة، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحافيين: "لم يكن رد الفعل إيجابياً. واتصل برئيس الوزراء نتنياهو للحديث عن الغارة على الكنيسة في غزة"، وأضافت: "فهمي هو أن رئيس الوزراء وافق على إصدار بيان. كان خطأ من الإسرائيليين ضرب تلك الكنيسة الكاثوليكية. وهذا ما نقله رئيس الوزراء إلى الرئيس".
شن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات طاولت غربي دوار الكرامة، شمال غربي مدينة غزة.
قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل مكثف مدينة جباليا شمالي القطاع.
قال أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنهم عرضوا "مراراً خلال الأشهر الأخيرة عقد صفقة شاملة نسلم فيها كل أسرى العدو دفعة واحدة لكن مجرم الحرب (بنيامين) نتنياهو وحكومته رفضوا هذا العرض"، مضيفا أنه "إذا تعنت العدو بجولة المفاوضات فلن نضمن العودة مجدداً لصيغة الصفقات الجزئية ولا لمقترح الأسرى الـ10".
وتابع أبو عبيدة في كلمة متلفزة: "نحن نُرَاقِب عن كثب ما يجري من مفاوضات، ونعمل أن تُسفِر عن اتفاق وصفقة تضمن وقف الحرب على شعبنا، وانسحاب قوات الاحتلال، وإغاثة أهلنا. ولكن إذا تعنّت العدو وتنصّل من هذه الجولة كما فعل في كل مرة، فإننا لا نضمن العودة مجددًا بصيغة الصفقات الجزئية"، مردفا: "تبيّن لنا أن حكومة المجرم نتنياهو ليست معنية بالأسرى كونهم من الجنود، وأن ملفهم ليس أولوية، وأنهم هيّأوا الجمهور في الكيان لتقبّل فكرة مقتلهم جميعًا، لكننا تمسكنا بالحفاظ عليهم بقدر المستطاع حتى الآن".
أعرب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن صدمته وغضبه الشديد "من الموقف الأوروبي الرسمي، الذي جاء على لسان ممثلين في اجتماع وزراء الخارجية الأخير في بروكسل، والذي كرّس العجز الأخلاقي والسياسي للاتحاد الأوروبي في وجه الإبادة الجماعية التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ 650 يوماً متواصلة"، واعتبر المكتب في بيان أن "تصريحات الممثل الأعلى السابق للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، التي أكد فيها أن أوروبا قررت عدم معاقبة إسرائيل والسماح باستمرار الإبادة الجماعية دون هوادة، تُعد شهادة دامغة من داخل المؤسسة الأوروبية نفسها على حجم التواطؤ الغربي المعيب".
وأضاف المكتب: "لقد تجاوز الاتحاد الأوروبي كل الخطوط الحمراء، وهو يشاهد 2.4 مليون من السكان المدنيين الفلسطينيين يُذبحون ويُجوّعون ويُهجّرون بلا رحمة، دون أن يفعّل آلية محاسبة واحدة، رغم أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنتهك بوضوح المادة المتعلقة بحقوق الإنسان في اتفاقية الشراكة الأوروبية"، معتبراً أن "الاكتفاء بالمراقبة من كثب هو خيانة للقيم الإنسانية التي لطالما تشدّق بها الأوروبيون، وغياب أي إجراء عقابي هو ضوء أخضر لاستمرار المجازر ضد السكان المدنيين بموافقة أوروبية صريحة".
وحمل المكتب "الاتحاد الأوروبي رسمياً المسؤولية السياسية والأخلاقية الكاملة عن هذه الجريمة المستمرة، وندعوه إلى وقف سياسة النفاق والتواطؤ والازدواجية، والتحرك الفوري والفعلي لتعليق اتفاقية الشراكة، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه وتقديم مجرمي الحرب "الإسرائيليين" إلى المحاكمات العادلة لنيل جزائهم".
قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن عدد الأطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذية ارتفع إلى 69 طفلاً، فيما بلغ عدد الوفيات الناتجة عن نقص الغذاء والدواء 620 مريضاً، مؤكداً أن ذلك يأتي "في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الكامل وغياب أي تدخل فعّال لوقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة".
ونشر المكتب في بيان أرقاماً تُظهر أسباب الحالة الكارثية التي وصلت إليها أوضاع أهالي قطاع غزة بسبب نقص الطعام والدواء:
ودان المكتب في بيانه "بأشد العبارات هذه الجريمة المتواصلة، ونُحمّل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عنها، إلى جانب الدول المنخرطة في هذه الإبادة الجماعية بالصمت أو التواطؤ أو الدعم المباشر، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وفرنسا، نُحملهم المسؤولية التاريخية تجاه هذه الكارثة الإنسانية المتصاعدة"، داعياً "المجتمع الدولي ودول العالم الحر إلى التحرّك العاجل لوقف سياسة التجويع وإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة تُباد أمام مرأى ومسمع العالم، ونطالب بفتح المعابر وكسر الحصار وإدخال المساعدات بشكل فوري وعاجل".
جيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أطلق من شمال قطاع غزة، ويأتي ذلك في أعقاب إطلاق صفارات الإنذار في محيط القطاع.
يدور جدل كبير في صفوف الجيش الإسرائيلي وقادته بشأن أسلوب القتال في قطاع غزة، وسط إقرار من بعض الضباط والقادة بفشل "عربات جدعون"، ومن قبلها "الجرأة والسيف"، في تحقيق أهدافها، وأن المستوى السياسي يروّج أكاذيب بشأن السيطرة على مناطق في القطاع، مؤكدين أن جيش الاحتلال يحتاج سنوات أخرى من القتال هناك، وأشاروا إلى تفضيل المستوى السياسي مقتل الجنود الأصغر سناً في الخدمة النظامية على الأكبر من جنود الاحتياط، لأن التكاليف اللاحقة أقل...
دخل بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا وبطريرك القدس للروم الأرثوذكس البطريرك ثيوفيلوس الثالث إلى غزة الجمعة، بحسب ما أعلنت بطريركية اللاتين، غداة ضربة إسرائيلية طاولت كنيسة العائلة المقدسة، وأدت إلى استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة حوالى عشرة آخرين بجروح. وجاء في بيان للبطريركية: "في أعقاب الضربة المؤلمة على مجمّع كنيسة العائلة المقدسة في قطاع غزة"، دخل البطريركان "إلى القطاع صباح اليوم على رأس وفد كنسي، معبّرين عن التضامن الرعوي المشترك لكنائس الأرض المقدسة وعن اهتمامهم برعية القطاع"...
أكدت حركة حماس أن الاحتلال "يُراكم الإخفاقات، وحربه على غزّة ليست سوى مرآة لفشله على كلّ الأصعدة، في معركة تاريخية ستبقى محفورة في ذاكرة الصراع، كمنعطف استراتيجي يكشف هشاشة هذا الكيان المتصاعدة، ويفضح جرائمه في القتل والتجويع والإبادة الجماعية"، وأضافت الحركة في بيان أن "المقاومة، بثباتها وتنوّع تكتيكاتها، تُربك حسابات العدو، وتنتزع منه زمام المبادرة، وتفاجئه يومياً بتكتيكات جديدة يعجز عن فهمها أو التصدّي لها، رغم محاولاته تركيع الشعب بالتجويع والحصار".
وقالت الحركة إن "المجاعة التي يفرضها الاحتلال على قطاع غزّة تمثل جريمة مُتعمدة ضد الإنسانية، يستخدم فيها الطعام سلاح حرب لإخضاع شعب صامد"، داعية إلى "حراك شعبي ورسمي عاجل لوقف هذه الجريمة البشعة، وإنقاذ مئات الآلاف من الجائعين المحاصرين". وأكدت حماس أنه "بعد فشل الاحتلال في تحرير الأسرى بالقوّة، لم يبقَ أمامه سوى طريق الصفقة مع المقاومة، وفق شروطها وإرادتها، وبما يضمن كامل الحقوق الوطنية والإنسانية العادلة، وعلى رأسها رفع الحصار وإنهاء سياسة التجويع الجماعي".
أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبيّة، أنها قصفت تجمعاً لجنود الاحتلال في محور التوغل، شرق جباليا البلد، شمالي قطاع غزة، بقذائف الهاون من عيار 60 ملم النظامي، وذلك بالاشتراك مع قوات الشــهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وكتائب شــهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح.
في باحة المستشفى المعمداني، وسط مدينة غزة، وقف الفلسطيني عبد الكريم عليوة محاولاً أن يتمالك نفسه وهو ينظر إلى التراب الذي احتضن جثماني ابنيه محمد وفادي، بعدما قتلا في الحرب الإسرائيلية على القطاع المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. اقترب من مرقدهما الذي حُفر على عجل في أحد أركان المستشفى ووقف بصمت يراقب التراب بعدما دفنا بلا جنازة ولا مشيعين. فقط عدد قليل من العاملين وبعض الأهالي، بينما أصوات سيارات الإسعاف لا تتوقف.
وقف على خشبة المسرح الكبير في فندق "تيرمال". لا يبدو على ملامحه الاهتمام بما يدور أمامه. كأن لا شيء يهمّ. ظلّ يحمل ابنه الصغير واقفاً بجوار فريق العمل، بعدما قدّمهم كارل أوخ، المدير الفني لـ"مهرجان كارلوفي فاري السينمائي"، بدورته الـ59 (4 ـ 12 يوليو/ تموز 2025)، قبل العرض الأول لـ"إلّي باقي منك"، للفلسطينية الأميركية شيرين دعيبس، إلى الجمهور التشيكي. بعد انتهاء العرض، صفّق الجمهور تسع دقائق متواصلة، والتفّ حولهم للتعبير عن مشاعره وتضامنه ودعوته بأن يعود إليهم بلدهم، ويعيشوا بسلام. كأنّ كلّ هذا لم يُحرّك ساكناً في أعماقه. إنّه الممثل الفلسطيني صالح بكري، أحد أشهر الوجوه السينمائية الفلسطينية، والعربية والأوروبية، عضو "أكاديمية فنون الصور المتحرّكة وعلومها"، ما يعني أنّ له حقّ التصويت لأفلام وممثلين ومخرجين يُشاهَدون في العالم، ويُرشَّحون لجوائز "أوسكار".
التفاصيل عبر الرابط: