على بعد أقل من أسبوعين على دخول حرب الإبادة على غزة عامها الثالث، كثف جيش الاحتلال غاراته على القطاع مرتكباً سلسلة مجازر أدت إلى سقوط أكثر من 90 شهيداً منذ فجر اليومالسبت. واستهدفت الغارات عدة منازل في أحياء مدينة غزة ومخيمات وسط القطاع، ما أسفر عن استشهاد عائلات بأكملها.
سياسيا، قالت قناة "كان" العبرية الرسمية، الجمعة، إن مقربين من الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغوا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن واشنطن تريد التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب على غزة. ونقلت القناة التابعة لهيئة البث العبرية عن مصادر قولها إن "مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر التقيا نتنياهو في نيويورك الخميس، وأكدوا له أن الوقت حان لإنهاء الحرب" على غزة. وأوضحت أن اللقاء جاء لبحث تعديلات طلبتها إسرائيل على الخطة الأميركية لوقف الحرب، تمهيداً لعقد لقاء بين نتنياهو وترامب، الاثنين المقبل، بعد التوصل إلى تفاهمات بشأنها.
ووفق القناة، فإن نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر عبّرا أمام الوفد الأميركي عن رفضهما عدداً من بنود الخطة، فيما شدد مقربون من رئيس الوزراء على أن "أي اتفاق يجب أن يتضمن القضاء الكامل على حركة حماس". في المقابل، قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، اليوم السبت، إنها لم تتسلم خطة ترامب لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وجاءت هذه التعليقات بعد أن نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مصادر قولها إنّ حماس وافقت مبدئياً على إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الذين تحتجزهم مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين والانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية بموجب خطة ترامب.
وأضافت الصحيفة أن الاقتراح تضمن أيضاً إنهاء حكم حماس في غزة، وموافقة إسرائيل على عدم ضم القطاع أو ترحيل الفلسطينيين المقيمين فيه. وقال مسؤول من حماس طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة رويترز إن الحركة لم تُعرض عليها أي خطة. وكانت "هآرتس"، قد نقلت، في وقت سابق اليوم السبت، عن "مصادر مطلعة"، قولها إنّ حركة حماس وافقت مبدئياً على خطة الرئيس الأميركي، لافتةً إلى أن قطر لعبت دوراً مركزياً في إقناع حماس بالموافقة على الخطة.
وكانت حركة حماس قد علّقت، أمس الجمعة، على كلمة نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وقالت إنها شكّلت مشهداً كاشفًا لعمق العزلة الدولية التي باتت تحاصر نتنياهو وكيانه، وعكست في الوقت نفسه اتساع التضامن العالمي مع حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة. وقالت الحركة في بيان، إنّ "من المفارقات أن يُسمح لمجرم حربٍ مطلوبٍ لمحكمة الجنايات الدولية أن يُحاضر في الأمم المتحدة عن العدالة والإنسانية والحقوق، وهو من ينتهكها ويخترقها يومياً في قطاع غزّة".
"العربي الجديد" يتابع تطورات الحرب على غزة أولاً بأول..