فيما تتواصل الحرب المفتوحة على قطاع غزة بلا هوادة، تتعمّق المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون تحت وطأة القصف المتواصل والتجويع المنهجي. وبينما تتصاعد أرقام الشهداء والإصابات بوتيرة مأساوية وسط نقص فادح في الغذاء والدواء والمياه، تتزايد المؤشرات على دخول الحرب مرحلة أكثر تعقيداً، مع عودة الحديث عن مقترحات تسوية شاملة، وتصعيد ميداني محتمل في حال فشلها. وفي ظل هذا المشهد، يبدو أنّ سكان القطاع محاصرون بين فكي المجاعة والنسف، حيث تتواصل عمليات نسف المنازل وحرمان المدنيين المساعدات في الوقت الذي يلفّ فيه الموت كل تفاصيل الحياة.
وفي سياق سياسي موازٍ، كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن وجود اتصالات متقدّمة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
والرئيس الأميركي دونالد ترامب لبحث مقترح جديد يتضمّن منح حركة "حماس" مهلة للإفراج عن جميع المحتجزين، مقابل وقف شامل للحرب، يتضمن إدارة دولية لغزة بقيادة أميركية، ونزع سلاح المقاومة. ويأتي هذا الطرح بعد فشل المقاربة التدريجية السابقة، وسط جمود في المفاوضات. وفي الوقت نفسه، بثّت كتائب القسام تسجيلاً مصوراً لأحد المحتجزين الإسرائيليين، ظهر فيه في حالة صحية متدهورة للغاية، متهماً حكومة الاحتلال بالتخلي عنه وسط ظروف من الجوع والإهمال، ما سلط الضوء من جديد على التداعيات المأساوية للحصار حتى على الأسرى الإسرائيليين.
ميدانياً، قالت وزارة الصحة في غزة إنّ عدد الشهداء ارتفع إلى أكثر من 60 ألف شهيد، وأكثر من 148 ألف إصابة منذ بداية العدوان في أكتوبر/ تشرين الأول، بينما بلغت حصيلة الشهداء منذ منتصف مارس/ آذار فقط أكثر من 9 آلاف و200 شهيد. كذلك تواصلت مجازر "لقمة العيش" مع ارتفاع عدد الضحايا الذين سقطوا في أثناء محاولاتهم للحصول على مساعدات غذائية إلى أكثر من 1400 شهيد، فيما لا تزال المستشفيات تستقبل أعداداً متزايدة من المصابين يومياً. وفي ظل هذا الواقع الكارثي، أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير أن العمليات العسكرية ستستمر وسيجرى تكييفها بما يخدم "مصالح إسرائيل"، مؤكداً أنّ ما تحقق من "انتصارات" يمنح الجيش مرونة أوسع لمواصلة الهجوم.
"العربي الجديد" يتابع تطوّرات حرب الإبادة على غزة أولاً بأول..