في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على قطاع غزة المحاصر، ذكرت منصات إسرائيلية، ليل الجمعة - السبت، أن جنود جيش الاحتلال تعرضوا لكمين في حي الزيتون، متحدثة عن مقتل جندي وإصابة وفقدان آخرين، قبل أن يشير موقع "واينت" العبري، في وقت لاحق من صباح اليوم، نقلاً عن جيش الاحتلال، بأن مدرعة عسكرية من نوع "نمر" اعتلت عبوة ناسفة في حي الزيتون، ما تسبب بإصابة جندي بجروح متوسطة الخطورة، وستة آخرين بجروح طفيفة نُقلوا جميعهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، فيما سُرح الأخيرون إلى بيوتهم خلال ساعات الليل. ومساء السبت، أعلن جيش الاحتلال، مقتل عسكري وإصابة اثنين آخرين، في معارك جنوبي قطاع غزة. وقال الجيش، في بيان، إنّ الرقيب (أول) احتياط أريئيل لوبلينير (34 عاما) قُتل في معارك جنوبي قطاع غزة".
وقتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 68 فلسطينياً بهجمات متفرقة على قطاع غزة منذ فجر السبت، فيما نفذ عمليات نسف ضخمة في عدة أحياء أبرزها الزيتون والشيخ رضوان اللذان يشهدان هجمات مكثفة في إطار خطة تل أبيب لإعادة احتلال مدينة غزة. في أحدث التطورات استشهد 9 فلسطينيين بينهم 5 بغارات على مدينة غزة، و4 من منتظري المساعدات في منطقة السودانية شمالي القطاع، وفق ما ذكرت مصادر طبية للأناضول. كما استشهد 12 فلسطينياً، بينهم ستة أطفال، في غارات استهدفت خيمة وبناية غربي مدينة غزة شمالي القطاع.
وفي شمال غزة أيضاً، استشهد 12 فلسطينياً، بينهم ستة أطفال، في قصف إسرائيلي على خيمة ومخبز شعبي غربي مدينة غزة، وفق مصدر طبي لوكالة الأناضول. كما استشهد سبعة فلسطينيين وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية على بناية في حي الرمال غربي المدينة أيضاً. كذلك، أصيب عدد من الفلسطينيين من جراء إلقاء طائرات مسيرة إسرائيلية قنابل على حيي الصبرة والزيتون جنوبي المدينة. وفي وقت سابق، استشهد فلسطينيان بقصف إسرائيلي استهدف تجمعاً مدنياً بجوار مدرسة حليمة السعدية التي تؤوي نازحين في منطقة جباليا النزلة شمالي القطاع. وقبل ذلك، استشهد 35 فلسطينياً في قصف إسرائيلي متفرق على القطاع.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز "الشاباك"، في بيان مشترك مساء اليوم السبت، "استهداف عنصر مركزي في حماس بواسطة طائرة تابعة لسلاح الجو" من دون تسميته، فيما قال موقع "واينت" إن التقديرات تشير إلى أن الاحتلال أراد من وراء العملية اغتيال المتحدث العسكري باسم "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة.
وفي بيان رسمي لحركة حماس، قالت إن "الغارة الجوية الإجرامية التي نفّذها جيش الاحتلال الفاشي على بناية سكنية مأهولة في حي الرمال المكتظ بالسكان والنازحين غربي مدينة غزة، وأسفرت عن سقوط العشرات من المواطنين بين شهيد وجريح؛ تمثّل إمعاناً في حرب الإبادة، وتصعيداً وحشياً في استهداف المدنيين الأبرياء لإرهابهم وإرغامهم على إخلاء المدينة". وأضافت: "هذه الجريمة البشعة، وعمليات القصف المتواصل للأحياء السكنية؛ تأتي في إطار خطط الاحتلال المُعلَنة لاستهداف مدينة غزة بالتدمير، وتهجير سكانها قسراً، في جريمة حرب مكتملة الأركان يُجاهر قادة الاحتلال في الإعلان عن تنفيذها على مرأى ومسمع العالم".
وفيما يواصل جيش الاحتلال تهجير الفلسطينيين من مدينة غزة إلى مناطق في جنوب القطاع غالبيتها مصنّفة مناطق قتال خطيرة، نددت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش بخطط إسرائيل لإخلاء مدينة غزة من سكانها تمهيداً للسيطرة العسكرية عليها، مؤكدة أنه من المستحيل تنفيذ عملية إجلاء جماعية بصورة آمنة. وقالت في بيان: "من المستحيل تنفيذ إجلاء جماعي لـ(سكان) مدينة غزة بطريقة آمنة وكريمة في ظل الظروف الحالية"، واصفة خطط الإجلاء بأنها "ليست غير قابلة للتنفيذ فحسب بل لا يمكن فهمها".
دبلوماسياً، لا يزال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض حتى الساعة الردّ على مقترح اتفاق غزة الذي وافقت عليه حركة حماس، والذي يتضمّن اتفاقاً جزئياً على أساس مقترح أميركي سابق، ويقضي بهدنة لمدة 60 يوماً، تتخللها مجموعة من الإجراءات، يأتي في مقدمتها إطلاق سراح عشرة من المحتجزين الإسرائيليين الأحياء، ونحو 19 من الجثامين، في مقابل إدخال كميات كبيرة يُتَّفَق عليها من المساعدات الإنسانية إلى القطاع وتوزيعها عبر الآلية الأممية.
"العربي الجديد" يتابع تطورات حرب الإبادة على غزة أولاً بأول..