دخلت إلى قطاع غزة المحاصر، اليوم الأحد، عدة شاحنات مساعدات إنسانية محدودة من منطقة زيكيم شمال غربي القطاع وكرم أبو سالم جنوباً، بالتزامن مع إنزال طائرات بالتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي لمساعدات من الجو على المناطق الشمالية الغربية. وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إنّ سلطات الاحتلال وافقت على طلبات لمؤسسات عربية ودولية لإدخال مساعدات عبر مصر والأردن شرط تسليمها لجهات دولية في غزة، بعيداً عن أيدي الجهات المسؤولة في حكومة غزة.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر رسمي أردني قوله إنّ الأردن والإمارات أسقطا اليوم الأحد ما مجموعه 25 طناً من المساعدات على قطاع غزة في أول عملية إنزال جوي لهما منذ أشهر. وأضاف المسؤول أنّ الإنزال الجوي ليس بديلا عن تسليم المساعدات براً. وفي وقت مبكر فجر الأحد، قالت الخارجية الإسرائيلية إنها ستنفذ "هدناً إنسانية" للسماح بتوزيع المساعدات، على حد زعمها، في قطاع غزة اعتباراً من صباح اليوم الأحد. وأضافت في بيان، نشرته على منصة إكس، إنّ الهدنة ستطبق في "المراكز المدنية والممرات الإنسانية" في القطاع المنكوب، ويأتي ذلك في ظل استمرار الاحتلال بشن حرب الإبادة على غزة، المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي ظل تصاعد التحركات والمبادرات الشعبية في أنحاء مختلفة من العالم بهدف الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفك الحصار عن القطاع وفتح المعابر البرية والسماح بدخول المساعدات للقطاع المنكوب.
وكان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، قد لفت، أمس السبت، إلى أنّ طرح إسقاط المساعدات على قطاع غزة عبر الجو مجرد تشتيت للانتباه ودخان للتغطية على حقيقة الكارثة الإنسانية بالقطاع. وقال لازاريني في تدوينة على "إكس"، إنّ "الإمدادات الجوية لن تعكس واقع الجوع المتفاقم (في غزة) فهي مكلفة وغير فعالة، بل قد تودي بحياة مدنيين جائعين".
في الأثناء، قال مصدر مصري مطلع لـ"العربي الجديد"، إن وفداً إسرائيلياً وصل إلى القاهرة اليوم الأحد، للتباحث حول تنسيق دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح الحدودي. وبحسب المصدر، فإن الوفد الإسرائيلي، الذي يحمل طابعاً فنياً، ضم عدداً من المسؤولين الأمنيين والعسكريين، وذلك بهدف تحديد آليات تنقل الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة. وأكد المصدر خلال حديثه، أن الوفد الإسرائيلي ناقش مع المسؤولين المصريين تحديد مسارات الشاحنات داخل القطاع، بما يتناسب مع المواعيد التي يحددها جيش الاحتلال الإسرائيلي لوقف العمليات العسكرية.
وتحذر منظمات أممية ومؤسسات محلية من أن استمرار الحصار ومنع المساعدات من جانب إسرائيل ينذران بوقوع وفيات جماعية بين الأطفال، وسط تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية، وانهيار المنظومة الطبية بالكامل. ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تنصلت إسرائيل من مواصلة تنفيذ اتفاق مع حركة حماس لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وأغلقت معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود، ما أدى إلى أزمة غذائية تفاقمت في الأيام الأخيرة إلى مجاعة قاتلة.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال، فجر الأحد، سفينة "حنظلة" التابعة لأسطول الحرية والمتجهة لكسر الحصار عن القطاع، وظهر جنود الاحتلال وهم يدخلون السفينة، وأدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة "جريمة اقتحام قوات الاحتلال لسفينة التضامن حنظلة في أثناء إبحارها في المياه الدولية، ضمن مهمة إنسانية لكسر الحصار الظالم على قطاع غزة"، فيما اعتبرت حركة حماس، في بيان صحافي، أن اعتراض الاحتلال للسفينة حنظلة "جريمة إرهاب وقرصنة، وتحدٍّ سافر للإرادة الإنسانية".
"العربي الجديد" يتابع آخر تطورات حرب الإبادة على غزة أولاً بأول..