حرب أوكرانيا.. نحو منازلة مكشوفة بين السلاحين الأميركي والروسي

حرب أوكرانيا.. نحو منازلة مكشوفة بين السلاحين الأميركي والروسي

03 مايو 2022
تلويحات روسية متكررة باللجوء إلى الخيار النووي في أوكرانيا (Getty)
+ الخط -

يجري الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الثلاثاء، زيارة غير مسبوقة لأحد مراكز التصنيع العسكري في ولاية ألاباما، والتي يتردد أنها لعبت دوراً هاماً في تدمير الدبابات والعربات الروسية المصفحة.

وحسب البيت الأبيض، يزور بايدن مركز التصنيع التابع لشركة لوكهيد مارتن المنتجة لبعض الأسلحة التي يجري تزويد أوكرانيا بها، وأهمها قذيفة جافلين المحمولة المضادة للمدرعات، ويلقي كلمة حول ضرورة إسراع الكونغرس في الموافقة على التمويل للتعجيل في إنتاج قاتل المدرعات الذي تستهلك القوات الأوكرانية منه حوالي "500 قذيفة يومياً".

ولا يحتاج الكونغرس إلى حثّ لإقرار مشروع هو بحزبيه، متحمس له مثل الرئيس، ومن المتوقع أن يوافق عليه قريباً. البيت الأبيض أراد أن تكون الزيارة بمثابة إعلان أن حرب أوكرانيا تحوّلت إلى منازلة مكشوفة بين السلاحين الأميركي والروسي، تعتقد الإدارة بأنها ستؤدي إلى "إضعاف روسيا"، حسب تعبير وزير الدفاع لويد أوستن، وهي حصيلة لا تستبعدها معظم التقديرات والتوقعات في ضوء العمليات العسكرية الروسية "المتعثرة وعشوائيتها" حتى الآن.

وهناك اعتقاد بتعذر "التصحيح الذي يستدعي بدائل غير متوفرة مقوماتها اللوجستية والتخطيطية والتي فاقمها "التصدي الأوكراني والتسليح الأميركي"، وهذا ما يفسر التصعيد في لهجة التحذيرات الروسية التي كان آخرها ما صدر عن وزير الخارجية سيرغي لافروف، والذي جاء أقرب إلى الإنذار بضرب خطوط الإمدادات العسكرية لأوكرانيا ومصادرها.

وكالعادة، تأخذ مثل هذه التهديدات الملتبسة أكثر من تفسير. ثمة من يراها جدية تنوي موسكو ترجمتها كردّ على مشروع الـ33 مليار دولار الذي قد تساهم نوعية سلاحه في تعديل موازين القوة، إلا إذا خرجت المواجهة عن حدود الحرب الكلاسيكية.

في المقابل، يرى آخرون أن نمط تعامل بوتين مع الحرب يدل على أنه في "مأزق"، إذ إنه كلما "ازداد حشره في الزاوية يلجأ إلى التهويل والتصعيد ليعود بعده وفي ظله إلى إعادة التموضع وتكييف أهداف عملياته.. ومع ذلك، يواصل الفشل". ويبدو أن مثل هذا الاعتقاد سائد لدى الإدارة وأيضا الكونغرس الذي قام وفد منه أمس الأحد بزيارة لكييف برئاسة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب والتقى الرئيس زيلينسكي، وحتى زيارة بايدن صارت مسألة وقت.

بيد أن حسابات السلاح والتسليح لا تضمن بالضرورة تقليص المخاطر أو التحصّن ضد الانزلاق إلى الأخطر. في بدايات الحرب العالمية الثانية، سنة 1940، بدأت واشنطن في تزويد الحلفاء وبالتحديد بريطانيا بالسلاح مع رفض الدخول في الحرب، لكن هذا المسار انتهى بعد 14 شهراً إلى مشاركتها في الحرب بعد الهجوم الياباني على قاعدة بيرل هاربر البحرية الأميركية في هاواي. 

المشهد الراهن فيه شيء من ذلك، إذ يرفع الرئيس بايدن وتيرة تسليح أوكرانيا مع التعهّد بالبقاء خارج ميدان القتال إلا "دفاعا عن أراضي الناتو"، ويهدد الرئيس بوتين الأراضي التي تستخدم لتمرير الإمدادات لأوكرانيا. وربما قام بعملية من هذا النوع مع اقتراب 9 مايو/أيار الجاري الذي يصادف يوم احتفال موسكو بالانتصار على النازية. تطور يجبر واشنطن على القيام بردّ ما سيؤدي إلى توسيع الحرب. وهذا كابوس مقيم في واشنطن منذ الاجتياح الروسي لأوكرانيا. 

التلويح بالسلاح النووي

التلويحات الروسية المتكررة باللجوء إلى الخيار النووي "لو وقف أحد في طريقنا"، كما قال الرئيس بوتين، فرضت دخول الموضوع كاحتمال لا بدّ من أخذه في الحسبان وإن كان ثمة من لا يرى فيه سوى خدعة للترهيب والتخويف من التصدي لموسكو.

النائب الجمهوري المقرب من الديمقراطيين، آدم كينزينجر، تقدم بمشروع قانون في مجلس النواب يدعو الإدارة إلى التدخل العسكري لو استخدمت القوات الروسية سلاحاً كيميائياً أو غيره من أسلحة الدمار في أوكرانيا. وكانت تلميحات من هذا النوع قد صدرت عن السناتور الديمقراطي كريس كونز وربما غيره من دون إعلانها، وكأن الحرب التي بدأت بالاجتياح ودخلت الآن في طور المنازلة بين السلاحين، تزحف نحو "الحرب العالمية الثالثة" وخطر المواجهة بين القوتين العظميين.