حراك ليبي في المغرب لبحث منح الثقة لحكومة الدبيبة

حراك ليبي في المغرب لبحث منح الثقة لحكومة الدبيبة

26 فبراير 2021
مباحثات منتظرة الجمعة بين بوريطة (يسار) وصالح (جلال مرشدي/الأناضول)
+ الخط -

تتجه الأنظار يوم الجمعة إلى العاصمة المغربية الرباط، التي يُنتظر أن تشهد مباحثات رسمية تجمع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، مع كل من رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتخبة من ملتقى الحوار السياسي الليبي، عبد الحميد الدبيبة، ورئيس برلمان طبرق عقيلة صالح.

ويأتي ذلك في وقت أعلن فيه أنه قدم لمجلس النواب، مقترحاً لهيكل الحكومة ومعايير اختياره الوزراء فيها، في انتظار عقد جلسة لمجلس النواب لمنح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية.

وكشفت مصادر من الخارجية المغربية، لـ"العربي الجديد"، أنّ مباحثات منتظرة في حدود الساعة الثانية من بعد زوال الجمعة بتوقيت الرباط، بين بوريطة وصالح، على أن تتلوها، مباشرة، مباحثات مماثلة مع الدبيبة.

ويبدو لافتاً أنّ توقيت زيارة كل من صالح والدبيبة إلى الرباط يأتي بالتزامن مع انتهاء مهلة الـ21 يوماً، التي حددتها مخرجات ملتقى الحوار الليبي في 5 فبراير/ شباط الحالي، لتقديم تشكيلة الحكومة إلى مجلس النواب، فيما لا يعرف إلى حد الساعة إن كان مقترح هيكلية الحكومة التي بعثها الدبيبة إلى هيئة رئاسة مجلس النواب تضمنت أسماء الوزراء.

مصادر ليبية مطلعة، كشفت لـ"العربي الجديد"، أنّ الزيارة المتزامنة لكل من صالح والدبيبة إلى الرباط للقاء وزير الخارجية المغربية تروم حل عقدة إجراء جلسة مجلس النواب لاعتماد حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتخبة من ملتقى الحوار السياسي، مشيرة إلى أنّ المغرب سيكون وسيطاً لحل العقدة من خلال محاولة إقناع الطرفين بعقد جلسة في منطقة الغرب الليبي في مدينة غدامس أو مدينة أخرى.

وبحسب المصادر، التي طلبت عدم كشف هويتها، فإنّ مساعي عقد جلسة مجلس النواب لإقرار حكومة الدبيبة تصطدم بانسداد جراء تمسك صالح ومجموعته في المنطقة الشرقية بالحصول على مناصب في الحكومة، وإصرار التكتل الأكبر المشكل من ما يزيد عن 70 نائباً بمطلب عقد الجلسة خارج مدينتي سرت وطبرق، وكذا فشل إمكانية عقد نائبي صالح (الأول والثاني) لجلسة المجلس دون الرجوع إليه بسبب اشتراط الأول استلام جهاز المخابرات لافتتاح الجلسة، وصعوبة حسم لجنة 75 لذلك لحاجتها إلى اعتمادها بأغلبية 60+ 1.

وبحسب المصادر ذاتها، فإنّ الحراك الليبي في المغرب يراهن على فك عقدة إجراء جلسة مجلس النواب لإقرار الحكومة، مضيفة: "المغرب سيلعب دور الوسيط كما اعتاد على امتداد السنوات والأشهر الماضية، ونأمل أن تكلل هذه الجهود بالنجاح".

وكان الدبيبة قد عبّر، خلال مؤتمر صحافي ليل الخميس، عن أمله في حصول حكومته على الثقة حال انعقاد جلسة مجلس النواب، وأنه "جاهز لتقديمها متى ما طلب مجلس النواب".

ودون أن يبين ما إذا كانت رئاسة مجلس النواب في طبرق أم في طرابلس، شدد الدبيبة على احترامه لـ"المدة الزمنية الممنوحة لنا في خارطة الطريق"، مشيراً إلى أنّ المعايير المقدمة لرئاسة مجلس النواب ستكون "أساساً لإعداد مقترح هيكلية الحكومة".

ويأتي الحراك الليبي الجديد في المغرب، بعد ما يقارب الشهر من إعلان وفدي برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة الليبي، في ختام الجولة الخامسة من الحوار الليبي بمدينة بوزنيقة المغربية، عن التوصل إلى اتفاق بمثابة خريطة طريق لحلحلة ملف شاغلي المناصب السيادية السبعة.

وكان تفعيل المفاوضات بين الأطراف الليبية مرة جديدة من بوابة المغرب، كما حصل عام 2015، قد فتح الباب أمام تحقيق تقدم نحو حل أزمة مستمرة منذ 9 سنوات، حيث شكلت جلسات الحوار بالمغرب، في رأي الأفرقاء الليبيين أنفسهم، رصيداً يمكن البناء عليه للخروج بالبلاد إلى الاستقرار وإنهاء حالة الانقسام المؤسساتي.

ونجح الحراك الدبلوماسي المغربي على امتداد الأشهر الماضية، في إطلاق مسار بوزنيقة في 6 سبتمبر/ أيلول الماضي، وجمع أطراف الأزمة الليبية بعد فترة طويلة من عرقلة العملية السياسية.

وسمح دعم الرباط للحوار الليبي ـ الليبي، كمسار لتحقيق تقدم للخروج بتسوية نهائية للأزمة، بالتوصل إلى خريطة طريق بشأن كيفية تقاسم السلطة وتحديد معايير تولي المناصب السيادية في أفق إنهاء الانقسام المؤسساتي.

المساهمون