حراك شعبي ودبلوماسي تركي لليوم الثالث دعماً لفلسطين

حراك شعبي ودبلوماسي تركي لليوم الثالث دعماً لفلسطين

11 مايو 2021
تظاهرات تعم شوارع تركيا نصرة لفلسطين (أوزان كوس/فرانس برس)
+ الخط -

رغم إجراءات الحظر الكاملة بسبب كورونا، عمت التظاهرات مختلف الولايات التركية، لليوم الثالث على التوالي، دعماً للقضية الفلسطينية، ترافقت مع موقف رسمي موحد حول إدانة واستنكار الاعتداءات الإسرائيلية، في القدس المحتلة وقطاع غزة.
وشهدت مختلف الولايات التركية تظاهرات عديدة، ليل أمس الإثنين، تنديداً بممارسات الاحتلال الإسرائيلي في القدس والمسجد الأقصى، والاعتداءات على قطاع غزة، والتي أسفرت عن سقوط 25 شهيداً، بينهم 9 أطفال، وحوالى 115 جريحا.
وعمت التظاهرات شوارع إسطنبول، وشارك الآلاف من الأتراك والجالية العربية في تظاهرة نظمتها منظمات مجتمع مدني أمام القنصلية الإسرائيلية في المدينة.
ورفعت خلال التظاهرة الأعلام التركية والفلسطينية، وردد المتظاهرون شعارات داعمة للقدس وفلسطين، ومنددة بالممارسات والإجراءات الإسرائيلية والقصف على قطاع غزة.
وفي أنقرة، شارك الآلاف في تظاهرات مماثلة، رافعين الأعلام التركية والفلسطينية واللافتات الداعمة لفلسطين والمنددة بالممارسات الإسرائيلية.

تقارير دولية
التحديثات الحية

كما شهدت ولايات إزمير وتوكات، وموش، ونوشهير، وأنطاليا، وأسبارطا، وعومشهانة، وباتمان والعديد من الولايات التركية تظاهرات مماثلة.
ورغم الحظر، فإن القوى الأمنية سهلت مرور الراغبين في التظاهر للمشاركة في التظاهرات التي نظمتها منظمات المجتمع المدني. 
وكان لافتاً أن التظاهرات شملت كافة الولايات التركية من مختلف أطياف الشعب، ما يشير إلى أن قضية فلسطين تشكل حالة إجماع شعبية في تركيا.
على خط موازٍ، تتواصل ردود الفعل على المستوى السياسي، أبرزها الموقف الموحد من الأحزاب البرلمانية بإدانة الممارسات الإسرائيلية، ويتزامن ذلك مع حراك دبلوماسي دولي تركي.
وأدان البرلمان التركي بشدة الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، ودعا العالم بأسره لـ"التحرك بفاعلية" لمواجهتها، وذلك في بيان مشترك حمل توقيع كافة الأحزاب الممثلة في البرلمان.

وعبّرت الأحزاب السياسية في بيانها عن "إدانتها لهذا الظلم وعدم احترام القانون"، داعية "العالم بأسره للتحرك سريعاً وبشكل فعّال لمواجهة الممارسات الإسرائيلية التي تنتهك القانون الدولي وفي مقدَّمها قرارات مجلس الأمن بشأن القدس".
وشدد البيان على أن عمليات إسرائيل لمصادرة منازل الفلسطينيين، والتي يعيشون فيها منذ أجيال في حيي الشيخ جراح وسلوان بالقدس، ولإخلائها بالقوة لصالح المستوطنين غير الشرعيين، هي ممارسات "غير قانونية ولا إنسانية".
 وأكد البرلمان أنه "سيواصل دائماً إبداء رد الفعل اللازم حيال تجاوزات إسرائيل الرامية لتقويض وضع الحرم القدسي الشريف، ومحاولاتها اغتصاب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وسيواصل الدفاع عن القضية الفلسطينية"، داعياً المحكمة الجنائية الدولية إلى القيام بمهامها واتخاذ موقف حازم حيال إسرائيل ومحاسبتها على ممارساتها وجرائمها ضد الإنسانية.
بدورها، أدانت وزارة الخارجية التركية "بشدة الغارات الإسرائيلية على غزة، والتي أدت لمقتل عدد كبير من المدنيين بينهم أطفال"، مؤكدةً أنه "على إسرائيل أن تدرك أن استخدام القوة المطلقة لن ينجح في قمع مطالب الشعب الفلسطيني".
كما شددت على أن "إسرائيل مسؤولة بشكل رئيسي عن تصاعد وتيرة الأحداث في الأراضي الفلسطينية".
وفي وقت سابق من اليوم، انتقد حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، مزاعم إسرائيل التي ادعت فيها أن غاراتها الأخيرة على الفلسطينيين في قطاع غزة، هي "بهدف الدفاع عن نفسها".
وقال متحدث الحزب عمر جليك، في تغريدة على "تويتر": "يدعي أحدهم أن إسرائيل تمتلك حق الدفاع عن النفس. أياً كان من يسعى لتبرير هذه الهجمات الإسرائيلية الغاشمة على أنها دفاع عن النفس، فإنه شريك مع قتلة الأطفال".
كما فنّد رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون، مزاعم للسفارة الإسرائيلية لدى واشنطن، مفادها بأن الاعتداءات ضد الفلسطينيين، هدفها "حماية نفسها".
وقال المسؤول التركي إن "الفلسطينيين هم من يحمون أراضيهم ويدافعون عنها، والعديد من الفلسطينيين وعلى رأسهم الأطفال، فقدوا أرواحهم جراء الاعتداءات الإسرائيلية، فضلاً عن تعرضهم للظلم، وانتهاك أبسط حقوقهم".
وأجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدة اتصالات مع عدد من القادة والمسؤولين، منذ أمس الإثنين، أكد خلالها ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية، وبحث خطوات حشد موقف عربي ودولي ضدها.
وشملت الاتصالات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية.
كما أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، اتصالات مع نظرائه؛ الفلسطيني رياض المالكي، والإيراني محمد جواد ظريف، والجزائري صبري بوقادوم، والتونسي عثمان الجرندي، والباكستاني شاه محمود قريشي، والروسي سيرغي لافروف، وآخرها اتصال مع نظيره المصري سامح شكري في أول تعاون دبلوماسي مع العودة التدريجية لتطبيع العلاقات بين البلدين، رغم أن الوزير التركي في زيارة رسمية للسعودية منذ أمس.
كما بحث وزير الخارجية التركي خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، الخطوات المزمع اتخاذها لعقد اجتماع لـ"لجنة القدس"، اليوم الثلاثاء.
وانتقل التوتر من القدس المحتلة إلى قطاع غزة، أمس الإثنين، حيث قصفت قوات الاحتلال قطاع غزة، مخلفة 25 شهيداً فلسطينياً على الأقل، وعشرات الجرحى.

المساهمون