حراك دبلوماسي أرميني باتجاه بروكسل وموسكو لبحث الصراع في كاراباخ

حراك دبلوماسي أرميني باتجاه بروكسل وموسكو لبحث الصراع في كاراباخ

21 أكتوبر 2020
رئيس أرمينيا آرمين ساركيسيان إلى بروكسل اليوم (Getty)
+ الخط -

كثّفت أرمينيا، أخيراً، حراكها الدبلوماسي متجهة نحو بروكسل وموسكو لبحث الصراع في إقليم ناغورنو كاراباخ، وذلك بعد يوم على دخول الولايات المتحدة الأميركية على خط المواجهة بين أرمينيا وأذربيجان، عبر استضافتها مباحثات تجمع الطرفين في الـ23 من الشهر الحالي.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مكتب رئيس أرمينيا آرمين ساركيسيان، أنه توجّه، اليوم الأربعاء، إلى بروكسل لبحث الصراع في إقليم ناغورنو كاراباخ مع حلف شمال الأطلسي ومسؤولين بالاتحاد الأوروبي.

وأشار مكتب الرئيس الأرميني إلى أنّ ساركيسيان سيلتقي خلال الزيارة بالأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.

وتابع أنّ أرمينيا تنتظر من قادة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي "فعل كل ما هو ممكن" لوقف القتال و"إحياء" اتفاق لوقف إطلاق النار.

توازياً، ذكرت يريفان، مساء أمس الثلاثاء، أنّ وزير الخارجية الأرميني زوغراب مناتساكانيان وصل إلى موسكو في زيارة عمل قصيرة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأرمينية أنا ناغداليان، في تدوينة مقتضبة عبر "فيسبوك" نقلها موقع "روسيا اليوم"، إنّ مناتساكانيان "وصل إلى موسكو في زيارة عمل قصيرة الأمد" من دون الكشف عن أي تفاصيل.

من جهتها، أعلنت الخارجية الأذربيجانية، في بيان، بحسب "فرانس برس"، أنّ الوزير جيهون بيراموف سيكون أيضاً في موسكو الأربعاء لإجراء "مشاورات مع الجانب الروسي". ولم يتمّ الإعلان حتى الساعة عن أي لقاء مشترك.

وتوصل الاجتماع المشترك السابق الذي عُقد في 9 أكتوبر/ تشرين الأول إلى اتفاق على هدنة إنسانية دخلت حيّز التنفيذ في اليوم التالي، إلا أنها بقيت حبراً على ورق. وبعد أسبوع، فشل تطبيق وقف إطلاق نار ثان.

وكثّفت روسيا دعواتها لوقف إطلاق النار، ووصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استمرار الاشتباكات بأنه أمر "غير مقبول" وأشار، الاثنين، إلى أن روسيا وأذربيجان وأرمينيا تعمل من أجل وضع "قريباً" آلية لمراقبة وقف إطلاق النار.

ويأتي هذا الحراك الديلوماسي على خلفية تصعيد عسكري متواصل في إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه بين الجانبين الأرميني والأذربيجاني.

وأمس الثلاثاء، قالت أرمينيا وأذربيجان إن وزيري خارجية البلدين سيجتمعان مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في واشنطن يوم الجمعة، في مسعى لإنهاء أعنف قتال على ناغورنو كاراباخ منذ التسعينيات.

ولم تعلق وزارة الخارجية الأميركية على الفور. وترأس روسيا والولايات المتحدة وفرنسا "مجموعة مينسك" وهي الوسيط التاريخي في النزاع حول كاراباخ.

لكن الاجتماعات المزمعة تشير إلى أن الولايات المتحدة تسعى، قبيل الانتخابات الرئاسية، إلى تكثيف مشاركتها في تحركات لتهدئة الصراع الذي أسقط مئات القتلى منذ اندلاعه في سبتمبر/ أيلول الماضي.

ميدانياً، أعلنت أذربيجان، اليوم الأربعاء، تدمير كتيبة للجيش الأرميني خلال المعارك الدائرة في كاراباخ.

وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية، في بيان أوردته وكالة "الأناضول"، إنّ كتيبة الفوج 556 بالجيش الأرميني تم تدميرها خلال العمليات على جبهة جبرائيل.

وأكد البيان تحييد معظم عناصر الكتيبة المشكلة من نحو 400 جندي، مشيراً إلى أن الوحدة العسكرية عادت إلى مدينة أرارات الأرمنية لإعادة تشكيلها.

ولفت إلى تسريح قائد الفوج لرفضه إعادة إرسال الجنود الباقين من الكتيبة إلى القتال مرة أخرى، وإلى فتح تحقيق مع العديد من الجنود الذين رفضوا القتال.

واندلعت، في 27 سبتمبر/ أيلول، اشتباكات مسلحة على خط التماس بين القوات الأذربيجانية والأرمينية في إقليم ناغورنو كاراباخ والمناطق المتاخمة له، في أخطر تصعيد بين الطرفين منذ أكثر من 20 عاماً، وسط اتهامات متبادلة ببدء الأعمال القتالية وجلب مسلحين أجانب.

وكانت أذربيجان وأرمينيا أعلنتا توصلهما إلى اتفاق حول هدنة إنسانية اعتباراً من منتصف ليل السبت الماضي، إلا أن الطرفين تبادلا الاتهامات بخرقها.

وهذه الهدنة هي الثانية من نوعها التي تم إعلانها منذ اندلاع التصعيد العسكري الحاد في إقليم ناغورنو كاراباخ، بعد توصل الطرفين إلى اتفاق مماثل في موسكو يوم 10 أكتوبر/ تشرين الأول خلال اجتماع ثلاثي على مستوى وزراء الخارجية بمشاركة روسيا.