حراك تضامني مع غزة في 60 مدينة مغربية وفاء لدماء الشهداء
استمع إلى الملخص
- رفع المتظاهرون أعلام فلسطين ولافتات تندد بمجازر الاحتلال الإسرائيلي، مطالبين بإيقاف التطبيع وطرد مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، مع ترديد شعارات مثل "فلسطين أمانة والتطبيع خيانة".
- من المتوقع استمرار الفعاليات الاحتجاجية، حيث ستشهد الرباط مسيرة حاشدة دعماً للمقاومة الفلسطينية ورفضاً لجرائم الاحتلال، في سياق التعبئة الشعبية المستمرة منذ مارس الماضي.
تتوالى الفعاليات المؤيدة للفلسطينيين وقطاع غزة والمناهضة للتطبيع في المغرب، إذ خرج آلاف المغاربة اليوم عقب صلاة الجمعة في عشرات التظاهرات التي دعت إليها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية). فيما ينتظر أن تنظم وقفات مماثلة عقب صلاتي المغرب والعشاء، ووقفة أمام البرلمان في العاصمة الرباط، مساء اليوم، بدعوة من "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (مستقلة).
وللأسبوع 71 على التوالي، تظاهر المغاربة بعد صلاة الجمعة أمام المساجد في عشرات من المدن منها مراكش والدار البيضاء والرباط وسلا وتطوان وطنجة والجديدة والفقيه بنصالح وتالسينت وقلعة مكونة وأزرو وبركان وشفشاون وسطات وبني ملال وبنجرير وقصبة تادلة والزمامرة. وحيا المشاركون في التظاهرات صمود المقاومة في فلسطين، ودعوا إلى وقف إطلاق النار في غزة وفتح المعابر، كما طالبوا من خلال الشعارات التي رددوها والكلمات التي تخللت الاحتجاجات بإسقاط التطبيع مع دولة الاحتلال.
ورفع المشاركون في الوقفات التي نظمت تحت شعار "الوفاء لدماء الشهداء"، أعلام فلسطين ولافتات منددة بمجازر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة و"بالتواطؤ الغربي والخذلان العربي والتطبيع مع دولة الاحتلال". كما ردد المحتجون خلال وقفاتهم شعارات تندد بالتطبيع وطالبوا بإيقاف كل أشكاله وطرد مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط. ومن الشعارات التي رددها المحتجون: "فلسطين أمانة والتطبيع خيانة"، و"المقاومة أمانة والتطبيع خيانة".
وبالتوازي مع هذه الوقفات، ينتظر أن يشارك آلاف المغاربة في وقفات احتجاجية أمام المساجد بعد صلاتي المغرب والعشاء، كما يرتقب تنظيم وقفة شعبية أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط مساء اليوم، بدعوة من "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية) تحت شعار: "طوفان الأقصى.. المعركة المتواصلة ضد الإبادة والتجويع والتطبيع.. وضد مؤامرات التصفية ومن أجل القدس والأقصى".
إلى ذلك، قال الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، محمد الرياحي الإدريسي، لـ"العربي الجديد"، إن الهيئة دعت الشعب المغربي إلى الانخراط الواسع والقوي في فعاليات "جمعة طوفان الأقصى" رقم 71 في سياق الدعم والإسناد المتواصل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، كاشفا أن أكثر من 60 مدينة مغربية أعلنت خروجها في 120 تظاهرة داعمة لغزة اليوم. ولفت الإدريسي إلى أن فعاليات اليوم تنظم بعدما شهد المغرب على مدار أسبوعين متواصلين فعاليات شعبية حاشدة جسدتها مسيرة الرباط المليونية والمسيرات والتظاهرات التي خرجت منذ الاثنين الماضي من طرف التلاميذ والطلبة والأساتذة والمحامين.
واعتبر أن الفعاليات المنظمة تؤكد الهبة التضامنية غير المسبوقة للشعب المغربي مع الشعب الفلسطيني عامة وأهل غزة على وجه الخصوص، لافتا إلى أن هذا الحراك المتزايد وما يرافقه من وعي بطبيعة الصراع وطبيعة المعركة هو رسالة لكل الأنظمة العربية والإسلامية المطبعة كي تتراجع عن اتفاقيات التطبيع مع القتلة والمجرمين، التي هي خيانة لدماء وتضحيات الشعب الفلسطيني وجريمة لن تسقط بالتقادم. وأضاف: "ما قام به الشعب المغربي وما يقوم به من إسناد ودعم لغزة العزة، لهو وسام شرف وعزة ونخوة وشهامة وكرامة مطلوبة في هذا الوقت العصيب أكثر من أي وقت آخر، وهي رسالة ضمنية للحكام العرب كي يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية في حماية شعب غزة الذي يتعرض للتجويع والتقتيل والتهجير في سياق حرب شرسة غير مسبوقة".
من جهة أخرى، وفي سياق تنامي الزخم الشعبي المغربي الداعم للقضية الفلسطينية، ينتظر أن تشهد العاصمة المغربية بعد غد الأحد مسيرة شعبية حاشدة دعما للمقاومة الفلسطينية و"احتجاجا على جرائم الاحتلال الصهيوني"، بدعوة من"مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، وذلك بعد أسبوع على تنظيم مسيرة مليونية داعمة لفلسطين.
وقالت "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، في بيان بها، إن المسيرة تأتي استمرارا للتعبئة الشعبية التي انخرط فيها الشعب المغربي دعمًا لكفاح الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والعدوان وحرب الإبادة الجماعية الهمجية، والحصار الممنهج للتجويع وإخضاع غزة وشعبها ومقاومتها، سعيًا نحو التهجير القسري وتصفية القضية.
وتتواصل منذ 18 مارس/ آذار الماضي احتجاجات المغاربة تنديداً باستئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة، إذ شهدت عشرات المدن في مختلف أنحاء البلاد تنظيم وقفات ومسيرات غاضبة ومنددة بالعدوان. ومنذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، شهد المغرب العديد من مظاهر التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني، من خلال وقفات ومسيرات نظمت بشكل شبه يومي في مختلف أنحاء البلاد، كان عنوانها الرئيس دعم ومساندة الفلسطينيين والمقاومة ورفض التطبيع.