حراك أميركي واسع لوقف حرب اليمن: ليندركينغ ينتقل إلى مسقط

حراك أميركي واسع لوقف حرب اليمن: ليندركينغ ينتقل إلى مسقط

25 فبراير 2021
لدى ليندركينغ تجارب سابقة في المشاورات السرية مع الحوثيين منذ سنوات (تويتر)
+ الخط -

 

وصل المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، اليوم الخميس، إلى العاصمة العمانية مسقط، كثاني محطة في جولته الجديدة التي استهلها من الرياض، لإحياء عملية السلام المتعثرة.  

وعقد المبعوث الأميركي محادثات مع وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي لمناقشة "تطورات الأوضاع في اليمن والجهود المبذولة لإنهاء الحرب"، وفقاً لوكالة الأنباء العمانية الرسمية.  

وحسب الوكالة، فقد شدد الجانبان "على أهمية معالجة الأزمة الإنسانية ودعم جهود تحقيق التسوية السياسية بين جميع الأطراف اليمنية عبر الحوار البنّاء والمفاوضات السلمية". 

ومن المتوقع أن يعقد المبعوث الأميركي محادثات مع الوفد التفاوضي لجماعة الحوثيين الموجود في مسقط منذ آواخر 2018، إذ يمتلك ليندركينغ تجارب سابقة في المشاورات السرية مع الحوثيين منذ سنوات.  

وتعد سلطنة عمان من أبرز اللاعبين الإقليمين في الملف اليمني، حيث ترتبط بعلاقات ودية مع جماعة الحوثيين، كما استقبلت أمس، الأربعاء، وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الذي زار مسقط لبحث الملف اليمني.  

وكان ليندركينغ قد عقد خلال اليومين الماضيين سلسلة لقاءات مع مسؤولين يمنيين وسعوديين في الرياض لإحياء الحل السياسي باليمن، بالتزامن مع تحركات مماثلة أجراها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.  

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، مساء اليوم الخميس، أن اللقاء الذي جمع ليندركينغ بالوزير العماني "كان مثمراً"، كما أكدت أن الحكومة الشرعية في اليمن "ضرورية لإيجاد حل سياسي مستدام للصراع في اليمن". 

وبالتزامن مع الحراك الدولي، بدأ وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك جولة إقليمية تشمل عددا من العواصم الخليجية، في تحرك يهدف على الأرجح إلى حشد موقف موحد حول الحل السياسي المرتقب.  

واستهل بن مبارك جولته من أبوظبي، حيث التقى نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد، وأكد التزام الحكومة الشرعية بمواصلة انخراطها الإيجابي في جهود إحلال السلام الشامل والمستدام وفقاً للمرجعيات الثلاث، وهي القرار 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.  

ويأمل وزير الخارجية اليمني خلال الجولة التي من المقرر أن تشمل المنامة ومسقط والدوحة والكويت، في الخروج بموقف إقليمي موحد يتمسك بالمرجعيات الثلاث التي تضمن حلاً سياسياً لا يمس بمنصب الرئيس عبدربه منصور هادي خلال الفترة القادمة، وهو ما ترفضه جماعة الحوثيين.  

ولا يزال الغموض يلف صيغة الحل السياسي المرتقبة التي تتحرك واشنطن في إطارها. وفي اليومين الماضيين، قدّم الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد العزيز العويشق خطة من ثماني نقاط لحل الأزمة اليمنية، وصفها بأنها "خطوات عملية" مقترحة للمبعوث الأميركي.  

وشددت خطة المسؤول الخليجي على ضرورة "فصل الأزمة اليمنية عن الملف النووي الإيراني، لتفادي ربط مصير اليمن بملفٍّ مستعصٍ قد يستمر سنوات طويلة، قياساً على المفاوضات السابقة التي استمرت نحو عشر سنوات للوصول إلى الاتفاق النووي عام 2015، ولو سُمح بربط الملفين، فإن الأزمة الإنسانية في اليمن ستزداد سوءاً والاقتتال اليمني سيتصاعد".  

وطالب العويشق المبعوث الأميركي بأن يكون واضحاً بشأن شكل الحل السياسي الذي يعمل عليه، والذي يجب أن يعتمد على "نظام سياسي ديمقراطي، لامركزي وغير طائفي، مع وضع خاص للجنوب، والتخطيط كذلك للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، لطمأنة المواطن اليمني بأن مستقبله سيكون مكفولاً بنظام حُرّ بعيد عن الأفكار التي عفى عليها الزمن بشأن الحق الإلهي والفوقية المذهبية والقبلية". 

ووصف رئيس مجلس الشورى اليمني أحمد بن دغر الخطة التي قدمها العويشق بأنها "ذات قيمة معرفية وراشدة"، لافتاً إلى أن المسؤول الخليجي "بيّن مواطن الخلل والضعف في الطريقة التي أدارت بها الأمم المتحدة الأزمة في اليمن، وخاصة غياب الضمانات الدولية الكافية لتنفيذ القرارات الدولية". 

وقال بن دغر، في بيان صحافي: "نحن لا نستطيع الوصول إلى سلام دائم وعادل في اليمن دون أن يكون لدينا تصور حول مستقبل الدولة وشروط الحكم، ووسائله وآلياته، وقد دعا العويشق المبعوث الأميركي إلى تبني مشروع الغالبية الساحقة من أبناء اليمن، وأعني به مشروع الدولة الاتحادية، الدولة الديمقراطية". 

 وكان مبعوثا الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية وسفراء الاتحاد الأوروبي قد أجروا، الثلاثاء الماضي، سلسلة لقاءات مع وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، لمناقشة جهود إحلال السلام والتصعيد الحوثي الأخير في مأرب، وفقا لوسائل إعلام رسمية.  

ووفقاً لوكالة "سبأ" الخاضعة للشرعية، فقد أبلغ وزير الخارجية اليمني المبعوث الأممي مارتن غريفيث بأن "المليشيات الحوثية غير جادة في السلام وأن هجومها العسكري في مأرب وقصفها للمدنيين، يثبت أن قرار الجماعة مرهون بيد النظام الإيراني". 

 وفيما جدد التزام الحكومة المعترف بها دوليا بمواصلة انخراطها في إحلال السلام الشامل والمستدام، دعا بن مبارك الأمم المتحدة إلى الضغط على المليشيات الحوثية "حتى تدرك أن العنف لا يولد إلا العنف وأن القتل لا يولد إلا القتل وأن وهم ونشوة القوة تتلاشى أمام إرادة وتصميم اليمنيين". 

في لقاء آخر، اتهم وزير الخارجية اليمني، خلال لقائه المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ، جماعة الحوثيين بـ"إدمان الحرب واسترخاص أرواح اليمنيين وخصوصاً الأطفال الذين تزج بهم في معارك خاسرة"، حسب تعبيره.  

وأشار بن مبارك إلى أنّ قوات الجيش الوطني في مأرب وغيرها من المحافظات "تقوم بواجبها الوطني للدفاع عن المدن والمدنيين ضد هذا العدوان الإرهابي الحوثي"، محذراً من الكلفة الإنسانية الكبيرة الناشئة من استمرار هذا التصعيد، "خاصة مع ما تقوم به هذه المليشيات الإرهابية من اعتداءات على معسكرات النازحين في مأرب واستخدامهم كدروع بشرية". 

وحسب الوكالة، فقد جدد المبعوث الأميركي موقف بلاده بضرورة وقف الحوثيين لجميع العمليات العسكرية في مأرب والامتناع عن الأعمال المزعزعة للاستقرار في اليمن، مؤكداً على أنه لا حل عسكرياً للوضع في اليمن.