حراك أممي في العراق.. بحث عن حلول لتفكيك الانسداد السياسي

حراك أممي في العراق.. بحث عن حلول لتفكيك الانسداد السياسي

02 يونيو 2022
بلاسخارت حذرت من مستقبل خطير للعملية السياسية بالعراق (محمد صواف/فرانس برس)
+ الخط -

دعت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس الأربعاء، إلى أهمية الخروج من الانسداد السياسي في البلاد وتجاوز أزمة تشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدة ضرورة العمل لتلبية الاستحقاقات الوطنية.

وأجرت الممثلة الأممية لقاءات متفرقة مع عدد من القيادات السياسية خلال اليومين الماضيين، كان أبرَزها اجتماعٌ، ليل أمس الأربعاء، مع الرئيس العراقي برهم صالح، والقيادي في تحالف "الإطار التنسيقي" هادي العامري، الذي سبق أن وجه انتقادات حادة للبعثة الأممية حيال موقفها من الأزمة.

ووفقاً لبيان لرئاسة الجمهورية، فإنّ "اللقاء، بحث مجمل التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية في البلد، والتأكيد على ضرورة تعزيز الاستقرار الأمني وملاحقة فلول الإرهاب التي تسعى لزعزعة أمن واستقرار المواطنين في بعض المناطق والقصبات".

وأضاف البيان أنّ "الجانبين أكدا أيضاً أهمية دعم مسار الحوار والتلاقي للخروج من الانسداد السياسي الراهن، والأخذ بالاعتبار التحديات التي تواجه البلد، والتي تستدعي رصّ الصف الوطني ومعالجة المسائل العالقة بروح المسؤولية والشروع في تلبية الاستحقاقات الوطنية وبما يرقى وتطلعات العراقيين".

وعلى الرغم من المواقف المتشنجة لتحالف "الإطار التنسيقي" الذي يضم قوى حليفة لإيران، إزاء بلاسخارت، إلا أنّ القيادي في التحالف وزعيم كتلة "الفتح"، الجناح السياسي لفصائل "الحشد الشعبي"، هادي العامري، التقاها في مكتبه ببغداد، وأبلغها دعمه لأي تحرك لتفكيك الأزمة.

ووفقاً لما نقلته صحيفة الصباح العراقية الرسمية، فإنّ العامري أكد للمبعوثة الأممية، دعم كتلته "لمبادرة المستقلين التي تتضمن رؤى متقاربة بين الطرفين"، مشدداً على "ضرورة إعلان تشكيل الكتلة الكبرى، وضمان حق المكون الاجتماعي الأكبر".

وأضاف أنّ "الإطار منفتح مع كل من يريد تقريب وجهات النظر، بهدف الوصول إلى نقطة الالتقاء والتفاهم، من أجل إنهاء الانسداد الحاصل وتشكيل حكومة قادرة على تحمل مسؤولياتها في تقديم الخدمات وجميع الملفات المهمة التي تحقق مصالح الشعب العراقي".

النواب المستقلون أكدوا، من جهتهم، أنّ بلاسخارت بحثت مبادرتهم الأخيرة، وقال النائب المستقل، حسين عرب، في تغريدة على "تويتر"، إنّ "اللقاء مع ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة، تناول مبادرة المستقلين التي طرحت في وقت سابق"، مؤكداً "اتفقنا على تواصل الحوار مع جميع الأطراف للوصول إلى حل حقيقي".

وكان النواب المستقلون، الذين فشلوا في توحيد صفوفهم، قد طرحوا، منتصف مايو/أيار الماضي، مبادرة للخروج من الأزمة السياسية، إلا أن تلك المبادرة لم يتمخض عنها شيء.

ويؤكد سياسيون أنّ بلاسخارت، تسعى للتقريب بين القوى السياسية، وأنها ستجري حوارات أخرى، وقال نائب في البرلمان العراقي، فضّل عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، إنّ "بلاسخارت تمهد للقاء ممثلين عن التيار الصدري، وتحالف السيادة، والقوى الكردية"، مؤكداً أنّ "الممثلة الأممية تخوض حالياً حواراً تسعى من خلاله إلى تقليل الفجوة بين الأطراف السياسية، ومحاولة تفكيك الأزمة السياسية".

وأشار إلى أنّ "بلاسخارت حذرت السياسيين العراقيين من مستقبل خطير للعملية السياسية بالعراق، إذا ما استمرت حالة الانسداد وعدم التفاهم".

ولم يتضح بعد أي موقف للتيار الصدري إزاء حراك بلاسخارت، كما لم تعلق أي من قيادات التيار على إمكانية عقد لقاء للتيار معها أو عدمه.

بدوره، رأى الباحث في الشأن السياسي العراقي، شاهو القرداغي، أنّ بلاسخارت "تعمل على ترميم المحاصصة بالبلاد"، وقال في تغريدة على "تويتر"، إنّ "بلاسخارت من جهة تنتقد السياسيين في المحافل الدولية، ومن جهة أخرى تعمل على ترميم المحاصصة من جديد، ليأخذ كل طرف حصته من الكعكة بحجة إنهاء الانسداد السياسي"، متسائلاً "هل تصارحهم بلاسخارت بالمشاكل الموجودة في العراق، كما تحدثت عنها في خطابها الأخير أمام مجلس الأمن الدولي؟".

يجري ذلك في وقت تتواصل الأزمة السياسية غير المسبوقة في العراق منذ نحو سبعة أشهر، عقب إجراء الانتخابات التشريعية المبكرة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي أفرزت فوز التيار الصدري بفارق كبير عن أقرب منافسيه من قوى "الإطار التنسيقي". 

ويُصرّ الصدر، الذي نجح في استقطاب قوى سياسية عربية سنية وأخرى كردية ضمن تحالف عابر للهويات الطائفية (إنقاذ وطن)، على تشكيل حكومة أغلبية وطنية. في المقابل، تريد القوى المدعومة من طهران ضمن "الإطار التنسيقي"، الذي يتكون من كتل عدة أبرزها "دولة القانون" بزعامة نوري المالكي، و"الفتح" بزعامة هادي العامري، تشكيل حكومة توافقية على غرار الحكومات السابقة القائمة على نهج المحاصصة داخل مؤسسات الدولة وفقاً للأوزان الطائفية وليس الانتخابية.