حرائق متزامنة في الساحل السوري والحكومة تتهم فلول النظام

06 مارس 2025   |  آخر تحديث: 15:01 (توقيت القدس)
من الحرائق التي اندلعت في منطقة الساحل، 5 مارس 2025 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت مناطق الساحل السوري حرائق حراجية واسعة في أكثر من 20 نقطة، مما أدى إلى خسائر زراعية كبيرة، وسط اتهامات للحكومة بضلوع فلول النظام السابق في إشعالها.
- واجهت فرق الدفاع المدني تحديات كبيرة في إخماد الحرائق بسبب وعورة المناطق وسرعة الرياح، وشارك السكان المحليون في جهود الإطفاء، مما حال دون وقوع كارثة أكبر.
- اتهم وزير الزراعة فلول النظام السابق بافتعال الحرائق لزعزعة الاستقرار، بينما تكررت الحرائق في السنوات الأخيرة، مع اتهامات لتجار الحطب بالاستفادة منها.

شهدت مناطق الساحل السوري، على مدى يومين، حرائق حراجية واسعة في أكثر من 20 نقطة في وقت متزامن، وأدت إلى خسائر زراعية كبيرة، وسط اتهامات وجّهتها الحكومة لفلول النظام السابق بتعمّد إشعالها. وقالت منظمة الدفاع المدني إن 20 حريقاً اندلع في ريفي اللاذقية وطرطوس، منذ مساء الثلاثاء حتى بعد منتصف ليلة يوم أمس الأربعاء. وألحقت هذه الحرائق أضراراً كبيرة في الأحراج، خاصة في ريف القرداحة، وحرف المسيترة بريف اللاذقية، حيث احترقت عشرات الدونمات من المساحات الحراجية، إضافة إلى الأضرار الواقعة على الحيوانات الطبيعية الموجودة.

واندلع حريق حراجي في منطقة دير حنا في محيط القرداحة هو الأضخم في اللاذقية. وقال الدفاع المدني في بيان صدر عنه اليوم الخميس، إن فرقه واجهت تحديات كبيرة بسبب وعورة المنطقة، وعدم قدرة سيارات الإطفاء على الوصول إليها، وسرعة الرياح التي تزيد من سرعة وتمدد الحريق.

وكانت بعض هذه الحرائق قريبة من منازل المدنيين، لا سيما في مدينة جبلة باللاذقية ودريكيش بريف طرطوس، حيث شارك سكان محليون في جهود إطفاء الحرائق. وقال أحمد حديد، وهو من أهالي جبلة (25 كم جنوب اللاذقية) لـ"العربي الجديد" إن "الحريق وصل إلى محيط المدينة، واستمر لساعات، وكان قريباً من محطة وقود"، مضيفاً أنه "لولا جهود السكان الكبيرة لتسبب في كارثة حقيقية".

من جهته، اتّهم محمد طه الأحمد، وزير الزراعة في حكومة تسيير الأعمال، فلول النظام السابق بافتعال الحرائق التي اندلعت غربي سورية. وقال في تصريحات نقلتها وكالة "سانا" الرسمية، إن الحرائق التي اندلعت في اللاذقية هي نتيجة "أعمال تخريبية لفلول النظام البائد"، بهدف زعزعة الاستقرار، وإزعاج المواطنين، وحرق ممتلكاتهم، متوعداً بمحاسبة المتورطين.

وقال مسؤول محلي في الدفاع المدني باللاذقية لـ"العربي الجديد"، إن الحرائق وقعت في وقت متزامن، وكانت هناك رياح شديدة، وجزء من الحرائق الحراجية كان في أماكن غير مأهولة، مضيفاً أن "هناك معطيات تشير إلى أن هذه الحرائق مفتعلة، لكن لا يوجد حتى الآن دلائل بأيدينا لمتورطين". وتكررت خلال الأعوام الأخيرة الحرائق الحراجية في الساحل السوري، ويتهم البعض تجار الحطب وأشخاصاً منتفعين بتعمّد إحراق الأحراج للاستفادة من الشجر، أو من المساحات التي تخلفها هذه الحرائق.

وتشير أرقام وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي إلى أن الحرائق قضت عبر سنوات الحرب بين الأعوام 2010 و2018 على أكثر من ربع مساحة غابات البلاد، أي قرابة 10200 هكتار. وتعرّضت منطقة الساحل السوري لأقسى الحرائق في عام 2020، وقدّرت حينها المساحات الزراعية المحروقة بآلاف الهكتارات في محافظتي طرطوس واللاذقية.