حذر أميركي من مشاركة الصين في جهود السلام بين روسيا وأوكرانيا

04 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 12:48 (توقيت القدس)
السفير الأميركي السابق لدى الصين نيكولاس بيرنز، بكين 6 نوفمبر 2024 (كيفن فراير/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد السفير الأميركي السابق لدى الصين، نيكولاس بيرنز، أن مشاركة الصين في جهود السلام بين روسيا وأوكرانيا مرحب بها، لكن يجب التعامل معها بحذر، مشيرًا إلى أن الصين ليست محايدة وتقف بجانب روسيا دبلوماسيًا واقتصاديًا وعسكريًا.

- أبدت الصين اهتمامها بمساعدة أوكرانيا في إعادة الإعمار بعد الحرب، مما أثار مخاوف واشنطن من أن تكون هذه الخطوة مناورة استراتيجية لشراء نفوذ في مستقبل كييف.

- رغم ادعاء الصين الحياد، إلا أن دعمها لروسيا في الحرب الأوكرانية أثار شكوك الغرب، خاصة مع تزويدها موسكو بالسلع ذات الاستخدام المزدوج.

شدد السفير الأميركي السابق لدى الصين، نيكولاس بيرنز، على أن مشاركة الصين في جهود السلام بين روسيا وأوكرانيا مرحب بها لكن يجب أن تؤخذ "بحذر"، وكانت بكين أظهرت اهتمامها بمساعدة كييف في إعادة الإعمار بعد الحرب مع استئناف محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول يوم الاثنين الماضي.

وحذر بيرنز في كلمة ألقاها بمؤسسة بروكينغز في واشنطن، أمس الثلاثاء، من أن الاهتمام المتزايد من جانب بكين بإعادة إعمار أوكرانيا لم يكن لفتة حسن نية بقدر ما كان مناورة استراتيجية من جانب حكومة ساعدت موسكو طوال الحرب. وأضاف "إنهم ليسوا محايدين، بل يقفون في صف روسيا، دبلوماسياً واقتصادياً وعسكرياً". وجاءت تصريحات السفير الأميركي بعد يوم من عقد روسيا وأوكرانيا جولة ثانية من المفاوضات في إسطنبول، الاثنين الماضي، حيث اتفق الجانبان على تبادل كبير للأسرى، لكنهما لم يُحرزا تقدماً يُذكر في التوصل إلى اتفاق سلام.

وقالت وسائل إعلام صينية، اليوم الأربعاء، إن تعليقات بيرنز عكست المخاوف المتزايدة لدى واشنطن من أن الصين، من خلال عرض مساعدات إعادة الإعمار على أوكرانيا، قد تشتري طريقها إلى مستقبل كييف في مرحلة ما بعد الحرب، في حين تجنبت المساءلة عن دعم آلة الحرب التابعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتن.

وكان لي مينغ، المتحدث باسم الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي، أكد في مارس/آذار الماضي أن الصين سلمت أربع دفعات من المساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا منذ بدء الحرب الشاملة التي تشنها روسيا، وقال لي في تصريح رداً على تقارير تفيد بأن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أعرب عن أمله في مشاركة الصين في استعادة السلام ودعم إعادة إعمار أوكرانيا، إن بكين تظل ملتزمة بأن تكون قوة إيجابية من أجل السلام والاستقرار العالمي وقوة تقدمية من أجل العدالة والإنصاف. وأضاف نحن مستعدون لمواصلة تقديم المساعدة في حدود قدراتنا وفقا لرغبات الأطراف المعنية، والتي تشمل بالطبع إعادة الإعمار بعد الحرب.

ومنذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، وضعت بكين نفسها طرفا محايدا في الحرب، داعية إلى حلول دبلوماسية مع الحفاظ على العلاقات مع موسكو. ولكن هذا الموقف خضع للتشكيك الغربي خاصة بعد أن أصبحت الصين المصدر الرئيسي للسلع ذات الاستخدام المزدوج التي تغذي صناعة الدفاع الروسية. وظل المسؤولون الغربيون حذرين بشأن العلاقات المتنامية بين بكين وموسكو، حيث وصف حلف شمال الأطلسي الصين بأنها العامل الحاسم للحرب الروسية.

وكان زيلينسكي قال في إبريل/نيسان الماضي إن أوكرانيا لديها معلومات تفيد بأن  هناك عدداً "كبيراً جداً" من الصينيين يقاتلون إلى جانب الروس في الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وجاء كلامه عقب إعلان الجيش الأوكراني أسر صينيين اثنين يقاتلان في صفوف الجيش الروسي، في إقليم دونيتسك شرقي البلاد. ورفضت الصين من جهتها هذه الاتهامات وأضافت أن "لا أساس لها على الإطلاق".

المساهمون