حافلات تنقل عائلات البدو المحتجزة في السويداء إلى درعا
استمع إلى الملخص
- أكدت الحكومة السورية على جهود الوساطة لوقف التصعيد وتعزيز المصالحة، مع ضمان عودة آمنة للعائلات المحتجزة، والتزام بوقف إطلاق النار وإعادة الأمن والاستقرار.
- تزامنًا مع عملية النقل، رُصد تحليق طائرات استطلاع إسرائيلية في أجواء السويداء، دون تسجيل أي تدخل مباشر، وسط تصعيد حاد واشتباكات دامية بين الأطراف.
دخلت أكثر من عشر حافلات إلى مدينة السويداء، جنوبي سورية، فجر اليوم الاثنين، بهدف نقل عائلات من عشائر البدو الذين كانوا محتجزين داخل المدينة خلال الأيام الماضية على خلفية التوترات الأمنية الأخيرة بين مجموعات مسلّحة من أبناء المدينة ومجموعات من العشائر التي تقطن داخل السويداء وفي ريفها.
وقالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، إن الحافلات بدأت عملية نقل نحو 1500 شخص من أفراد عائلات العشائر، وبينهم نساء وأطفال وكبار في السن، بالإضافة إلى عدد من المصابين، من بينهم مدنيون أُصيبوا خلال الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها المدينة. وأشارت المصادر إلى أن قوات الأمن السورية انتشرت على الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، وخصوصاً على الطرق المؤدية إلى محافظة درعا، بهدف تأمين عبور القافلة التي من المقرر أن تتجه نحو بلدة بصر الحرير في ريف درعا الشرقي، حيث تُجري الجهات المعنية استعدادات لاستقبال العائلات وتوفير الحماية لها.
وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا)، قد نقلت عن قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء العميد أحمد الدالاتي، ليل الأحد - الاثنين، قوله إنه "نتيجةً لجهود الوساطة التي تبذلها الحكومة السورية مع الأطراف في محافظة السويداء، والتي تركز على وقف التصعيد وتعزيز المصالحة، سيتم الإفراج عن عائلات البدو المحتجزة في المحافظة خلال الساعات القادمة، وضمان عودتهم الآمنة إلى ديارهم، في إطار التزام الدولة بحماية جميع أبنائها والحفاظ على وحدة النسيج الوطني"، مؤكداً على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار من جميع الأطراف، وفتح المجال لمؤسسات الدولة لأخذ دورها في إعادة الأمن والاستقرار إلى المحافظة.
وبالتزامن مع تنفيذ عملية النقل، رصدت مصادر محلية في السويداء تحليق أكثر من خمس طائرات استطلاع إسرائيلية في أجواء المحافظة، دون تسجيل أي خرق أو تدخل مباشر.
ويأتي هذا التطور بعد أيام من التصعيد الحاد في مدينة السويداء، على خلفية احتجاز متبادل بين مجموعات مسلحة من أبناء المدينة، تُعرف بتبعيتها للمجلس العسكري في السويداء الذي يتلقى توجيهاته من الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز، ومجموعات من عشائر البدو، إثر حوادث أمنية واشتباكات متفرقة أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. وكانت المدينة قد شهدت في الأيام الماضية عمليات قتل جماعي نفذتها مجموعات مسلحة من السويداء بحق عائلات من عشائر البدو تقطن في تسع مناطق داخل المدينة، وذلك عقب اشتباكات دامية بين الطرفين أفضت إلى وقوع عشرات الضحايا.