حادث الدهس في ألمانيا: ارتفاع حصيلة الضحايا وإدانات دولية

21 ديسمبر 2024
زوّار يتجولون في أسواق برلين، 19 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- كثّفت الشرطة الألمانية وجودها في أسواق عيد الميلاد ببرلين بعد هجوم ماغديبورغ الدامي، حيث ارتفع عدد القتلى إلى خمسة وأكثر من 200 جريح، مع تأكيد المستشار الألماني على ضرورة التحقيق الدقيق.
- أدانت دول عربية ودولية الهجوم، معبرة عن تضامنها مع ألمانيا ورفضها للعنف، وأعربت الأمم المتحدة عن صدمتها وتعازيها لأسر الضحايا.
- يأتي الهجوم بعد ثماني سنوات من هجوم مماثل في برلين، مما يثير مخاوف من استغلاله سياسياً لخلق شقاق في المجتمع الألماني.

كثّفت الشرطة الألمانية وجودها في أسواق عيد الميلاد (الكريسماس) في برلين، عقب الهجوم الدامي على سوق عيد الميلاد بمدينة ماغديبورغ في وسط ألمانيا. يأتي ذلك فيما أفاد رئيس حكومة ولاية سكسونيا-أنهالت الألمانية بارتفاع عدد قتلى الهجوم إلى خمسة وأكثر من 200 جريح.

وقالت وزيرة الداخلية المحلية في ولاية برلين، إيريس شبرانجر، اليوم السبت، إن الشرطة وقوات الإطفاء في برلين عرضوا أيضاً الدعم الفوري على نظرائهم في ماغديبورغ، مضيفة أن السلطات الأمنية تجري اتصالات وثيقة فيما بينها لمناقشة الإجراءات اللاحقة.

وعبّرت الوزيرة، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، عن تعاطفها "الصادق مع الضحايا وعائلاتهم خلال هذا الوقت العصيب".

في غضون ذلك، توجّه المستشار الألماني أولاف شولتز، اليوم السبت، إلى ماغديبورغ، للتعبير عن تعاطفه ودعمه لمصابي الهجوم. ووصف شولتز الهجوم بأنه "جريمة مروعة"، وشدد على أنه أمر "كارثي" أن يقتل خمسة أشخاص في سوق عيد الميلاد الذي من المفترض أن يكون احتفالياً بدلاً من الموت والدمار. شولتز الذي يواجه مأزقاً جدياً بالنسبة إلى إمكانية انتخابه مجدداً لمنصب المستشارية، وسط منافسة محتدمة من قبل اليمين المتشدد ويمين الوسط في الاتحاد الديمقراطي المسيحي، اعتبر أن هجوم مساء أمس يؤثر بالجميع، مثنياً على الاستجابة السريعة لرجال الإنقاذ، مؤكداً أنهم مع ذلك يتعين عليهم التعامل مع ذكريات رهيبة من موقع الدهس.

 ودون التطرق إلى تفاصيل دوافع المهاجم، أكد شولتز ضرورة التحقيق في تصرفات مرتكب الجريمة بعناية ودقة شديدين، بحسب تعبيره.

وأعاد المستشار الألماني التذكير بهجوم سوق عيد الميلاد في برلين عام 2016 لتذكير الشعب الألماني بضرورة "أن نبقى معاً، فمن المهم عندما يقع مثل هذا الهجوم السيّئ والرهيب، في الذكرى السنوية للهجوم في برلين (19 ديسمبر 2016) أن نكون في دولة متضامنين مع بعضنا".

 وتأتي هذه التصريحات في ضوء تخوفات من أن يُستغل حادث الدهس لخلق شقاق في المجتمع الألماني، وذلك بالتحريض على المهاجرين واللاجئين، بعد توارد أخبار عن خلفية منفذ الهجوم، وإن كان ينتمي إلى تيار ناقد للإسلام ورافض لسياسات الهجرة والانفتاح على اللاجئين منذ عام 2015. وشدد شولتز على أن "الكراهية لا تنتصر، بل حقيقة أننا مجتمع ذو مستقبل مشترك". وأكد في تصريحاته الرسمية بعد وقوع الحادث مساء أمس ضرورة عدم استغلاله لبث الفرقة والكراهية "فأولئك الذين يريدون رؤية الكراهية يجب أن لا ينتصروا، ويجب ألا نسمح للجناة بالإفلات من العقاب أيضا"، داعياً إلى تطبيق صارم للقوانين.

ويسود قلق في صفوف يسار الوسط الألماني من إمكانية استغلال يمين الوسط واليمين القومي المتشدد لحادثة الدهس من أجل كسب المزيد من أصوات الناخبين.

شولتز أكد برفقة رئيس حكومة مقاطعة سكسونيا أنهالت من مدينة ماغديبورغ، راينر هاسيلهوف على أن الأولوية هي للأمن، معتبرين أن اليوم السبت هو "يوم حزن".

وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي سوق عيد الميلاد، الواقع بالقرب من مبنى البلدية، وهو يعجّ بسيارات الإسعاف والمسعفين. ويذكر أن ماغديبورغ مدينة في شمال ألمانيا يبلغ عدد سكانها حوالى 237 ألف نسمة، وتقع على بعد حوالى 150 كيلومتراً غرب برلين.

وبحسب بيانات السلطات، فإن المشتبه فيه المعتقل حالياً طبيب منحدر من السعودية ويقيم في مدينة برنبورغ الألمانية.

إدانات عربية ودولية

إلى ذلك، دانت دول عربية ودولية الهجوم الدامي. وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة لحادث الدهس وتضامنها مع الشعب الألماني وأسر الضحايا. وأكدت المملكة موقفها في نبذ العنف، في بيان صدر عن وزارة الخارجية في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت. كذلك عبّرت عن تعاطفها وصادق تعازيها لأسر المتوفين ولجمهورية ألمانيا الاتحادية حكومةً وشعباً، معربة عن تمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية.

#بيان | تعرب وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية حادثة الدهس التي وقعت في سوق بمدينة ماغديبورغ في جمهورية ألمانيا الاتحادية، ونتج عنه وفاة وإصابة عدد من الأشخاص، معبرةً عن تضامنها مع الشعب الألماني وأسر الضحايا. pic.twitter.com/qShxcSrMcL

— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) December 20, 2024

كذلك دانت قطر بشدة حادث الدهس. وجددت وزارة الخارجية، في بيان اليوم، موقف قطر "الرافض للعنف والإرهاب والأعمال الإجرامية، مهما كانت الدوافع والأسباب". وعبرت الوزارة عن تعازي دولة قطر لذوي الضحايا، وحكومة وشعب ألمانيا، وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل.

عربياً أيضاً، أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، سفيان القضاة، تضامن المملكة مع ألمانيا، و"استنكارها المطلق لجميع أشكال العنف والإرهاب، التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وترويع المدنيين". ‏وأعرب القضاة عن أصدق التعازي والمواساة لحكومة وشعب جمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة، ولأسر الضحايا، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين.

أممياً، أعربت الأمم المتحدة عن صدمتها من الهجوم. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك في بيان: "لقد صدمنا من أنباء الهجوم في ماغديبورغ بألمانيا. نعرب عن تعازينا لأسر الضحايا وكذلك لحكومة وشعب جمهورية ألمانيا الاتحادية. نتمنى الشفاء العاجل للمصابين".

أوروبياً، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه شعر بالفزع من "الهجوم الوحشي" في مدينة ماغديبورغ. وكتب ستارمر على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "تعاطفي مع الضحايا وعائلاتهم وجميع المتضررين. نحن نقف مع شعب ألمانيا".

كذلك قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه "صدم بشدة" من الهجوم. وكتب على موقع إكس "صدمت بشدة من الرعب الذي ضرب سوق عيد الميلاد في ماغديبورغ بألمانيا هذا المساء". وأضاف ماكرون: "تعاطفي مع الضحايا والمصابين وأحبائهم وعائلاتهم. فرنسا تشاطر الشعب الألماني آلامه وتعرب عن تضامنها الكامل".

وفي السياق أيضاً، دانت وزارة الخارجية التركية بشدة الهجوم الذي استهدف سوق عيد الميلاد في مدينة ماغديبورغ. وقالت الخارجية التركية في بيان لها اليوم السبت، نقلته وكالة الأناضول: "نأمل أن يتم كشف دواعي هذا الهجوم الذي ندينه بشدة، في أقرب وقت ممكن، وأن تتم محاسبة الجناة أمام العدالة، ونؤكد وقوفنا مع ألمانيا في هذا اليوم الأليم".

ويأتي الهجوم في مدينة ماغديبورغ بولاية سكسونيا-أنهالت بعد ثماني سنوات من هجوم الدهس الإرهابي في أحد أسواق عيد الميلاد ببرلين. وفي 19 ديسمبر/ كانون الأول عام 2016، قاد رجل منحدر من تونس شاحنة، ودهس حشداً في ساحة "برايتشايدبلاتس" بالقرب من كنيسة الذكرى في برلين، ما أدى إلى مقتل 13 شخصاً، من بينهم واحد توفي بعد سنوات جراء مضاعفات إصابته في الهجوم، وأصيب أكثر من 70 شخصاً، بعضهم بإصابات خطيرة. وفرّ القاتل إلى إيطاليا حيث قتلته الشرطة بالرصاص.

المساهمون