"جيل زد" في المغرب تعلّق احتجاجاتها مؤقتاً: ليس تراجعاً عن المطالب
استمع إلى الملخص
- دعت الحركة إلى مشاركة واسعة في احتجاجات الخميس للمطالبة بإقالة الحكومة وتعزيز قطاعي الصحة والتعليم، مع التركيز على المدن الكبرى لزيادة الضغط قبل خطاب الملك محمد السادس يوم الجمعة.
- انتقد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، توقيت الاحتجاجات، محذراً من أن الضغط على الملك قد يُفهم بشكل سلبي، ودعا الحركة إلى مراجعة قرارها.
قرّرت حركة "جيل زد 212" في المغرب، بشكل مفاجئ، اليوم الثلاثاء، توقيف احتجاجاتها مؤقتاً حتى يوم الخميس المقبل، مؤكدة أن هذه الخطوة "ليست تراجعاً عن المطالب". وأعلنت الحركة، في بيان لها، أن تعليق الاحتجاجات، جاء بعد اتفاق أغلبية المشاركين في التظاهرات ومراجعة الوضع الراهن بدقة، بهدف إعادة التنظيم والتخطيط لضمان فعالية أكبر يوم الخميس، قبيل اجتماع البرلمان المقرر يوم الجمعة المقبل، تزامناً مع خطاب للعاهل المغربي الملك محمد السادس.
وأكدت "جيل زد" أن "هذا التوقف ليس تراجعاً عن المطالب؛ بل خطوة استراتيجية لتعزيز قوة صوتنا الجماهيري وضمان وصوله بشكل واضح ومؤثر"، داعية الجميع إلى الاستعداد والمشاركة الواسعة يوم الخميس في وقفات على صعيد التراب الوطني، للمطالبة بإقالة الحكومة ومحاسبتها، وتعزيز قطاعي الصحة والتعليم، والإفراج عن المعتقلين. وأفادت الحركة أنه سيجري التركيز على المدن الكبرى في احتجاجات الخميس، لتجميع أكبر عدد من المشاركين، وزيادة الضغط لضمان أن تُسمع المطالب بقوة وثبات.
ويرتقب أن يلقي العاهل المغربي خطاباً يوم الجمعة أمام البرلمان بغرفتيه، في افتتاح السنة التشريعية الأخيرة للحكومة، وهو الخطاب الذي ينتظر المراقبون أن يتفاعل مع الاحتجاجات التي يعرفها الشارع المغربي.
وعاشت 23 مدينة مغربية، مساء أمس الاثنين، على وقع احتجاجات، رفع خلالها المشاركون شعارات تطالب بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ومحاربة الفساد، والمحاسبة، ورحيل رئيس الحكومة عزيز أخنوش، في حين بدا لافتاً استمرار تراجع أعداد المشاركين.
إلى ذلك، أثار إعلان حركة "جيل زد" التوقف مؤقتاً عن التظاهرات إلى يوم الخميس قبل الخطاب الملكي، انتقاد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، الذي اعتبره إعلاناً "غير موفق" من الناحية السياسية، بالنظر لما يمكن أن يفهم منه، منبهاً إلى إمكانية اعتبار حشدهم للاحتجاج يوم الخميس محاولة للضغط على الملك. وأوضح أن هذه الخطوة "ستُفهم منه أنكم تستجمعون قوتكم اليوم وغداً لتضغطوا بها يوم الخميس، قبيل خطاب جلالة الملك المنتظر يوم الجمعة"، مشيراً إلى أن "المغاربة لا يحبون أن يمارس الضغط بهذا الشكل تجاه جلالة الملك".
وقال موجهاً كلامه إلى شباب حركة "جيل زد": "الضغط لن يكون أمراً إيجابياً، خاصة أنكم لم توضحوا ما الذي ستفعلونه يوم الجمعة.. من غير اللائق أن يكون جلالة الملك يخطب في البرلمان وأنتم تحتجون في الشوارع.. هذا لا يليق بكم ولا بالمسار المتدرج والعاقل الذي سلكتموه حتى الآن"، داعياً إياهم إلى مراجعة هذا القرار والتوقف عن التظاهرات، خاصة أن "رسالتهم قد وصلت".
ودعا بنكيران شباب "جيل زد" إلى التشاور في ما بينهم وإعادة صياغة إعلان جديد، وذلك من خلال "إصدار توجيهاتهم بعدم تنظيم أي احتجاج يومي الخميس والجمعة، لأن الخطاب الملكي لا ينبغي أن يُمس"، معتبراً أن صورة المغرب "تتضرر كثيراً من هذه الأفعال، وهذه ليست أموراً بسيطة". وقال إن المغاربة "يتقبلون من الذين ينهضون للاحتجاج على الظلم أو الفساد، بل ويناصرونهم"، لكن حين "تمس الملكية أو يمس شخص الملك يتغير موقفهم، وأنتم إلى حد الآن قدمتم الدليل على أنكم تفهمون هذا الأمر فهماً جيداً".