"جيش" نتنياهو يتكتل لإلغاء محاكمته بتهم الفساد بعد طلب ترامب العفو عنه

15 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 14:03 (توقيت القدس)
نتنياهو وترامب خلال استقبال الأخير بمطار بن غوريون، 13 أكتوبر 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استأنفت المحكمة المركزية في تل أبيب محاكمة بنيامين نتنياهو بتهم فساد، وسط مطالبات من أعضاء الكنيست والوزراء بإلغاء المحاكمة، وبيان من وزير القضاء يعارضها.
- قدم عضو الكنيست أرئيل كلنر مقترح قانون لتقليص جلسات المحاكم في حالات الطوارئ، بينما شهدت محاكمة نتنياهو تأجيلات متكررة، مما دفع القضاة للمطالبة بزيادة الجلسات.
- دعا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لمنح العفو لنتنياهو خلال زيارته لإسرائيل، مشيراً إلى شعبيته ودوره القيادي، مؤكداً أن الدعوة كانت عفوية.

أعضاء الكنيست ووزراء اشتبكوا مع محتجين خلال جلسة المحاكمة

ليفين يدفع بقانون لتمكين وزير الأمن من تقليص جلسات محاكمة نتنياهو

وزراء ونوّاب يستشهدون بمطلب ترامب لمنح نتنياهو العفو الرئاسي

لم يمضِ يومان على طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من نظيره الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، منح العفو لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يُحاكم بتهم فساد جنائية، حتّى استأنفت المحكمة المركزية في تل أبيب، صباح اليوم الأربعاء، جلسات محاكمته، قبل أن يصل "جيشه" المؤلف من أعضاء كنيست ووزراء من الحكومة إلى قاعة المحكمة، مطالبين بإلغاء المحاكمة.

وما إن بدأت جلسة المحاكمة، حتى أصدر وزير القضاء، ياريف ليفين، بياناً رأى فيه أن "محاكمة رئيس الحكومة ما كان ينبغي أن تبدأ أساساً، وانعقادها نقيض للعدل ولمصالح الدولة"، مطالباً بالدفع بمشروع قانون قدّمة عضو الكنيست أرئيل كلنر (من الليكود)، هدفه السماح لوزير الأمن بإلغاء جلسات محاكمة نتنياهو "من خلال التشاور مع وزير القضاء". 

ليفين، الذي لم يحضر جلسة المحاكمة خلافاً لوزراء ونوّاب آخرين، قال إنه أعلن قبل أسابيع دعمه لـ"الدفع السريع لمقترح القانون المهم الذي قدّمه كلنر، والذي من شأنه أن يكفل لرئيس الحكومة الوقت الكافي للتفرغ لإدارة شؤون البلاد في هذا الوقت". ولفت إلى أنه "سينقل المقترح إلى اللجنة الوزارية لشؤون التشريع فور وضعه على الطاولة".

وينص مقترح كلنر على أنه بإمكان وزير الأمن، في أوضاع الطوارئ أو الحرب، ومن خلال التشاور مع وزير القضاء، تقصير وتقليص وتيرة الجلسات في المحاكم "في حال وجود خشية من المساس بأمن الدولة"، مع العلم أن نتنياهو كان قد أبلغ المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية في إسرائيل) سابقاً بأن لا مشكلة لديه في القيام بمهامه في إطار منصبه رئيساً للحكومة بموازاة محاكمته، وبناء على ذلك تقرّر أن بإمكانه تشكيل الحكومة على الرغم من لائحة الاتهام المقدمة ضده.

ورغم ذلك، أُلغيت منذ شرع نتنياهو في الإدلاء بشهادته، جلساتٌ عدّة لأسباب مختلفة، بينها زيارات سياسية، أو بسبب خضوعه لعمليات جراحية، ما أفضى إلى تأخيرات وتأجيل للمحاكمات، وسبَّب مطالبة القضاة برفع عدد الجلسات إلى أربع أسبوعياً، لكن دفاع نتنياهو رفض ذلك.

وخارج قاعة المحكمة، تظاهر عشرات الإسرائيليين صارخين بوجه أعضاء الكنيست الذين وصلوا لدعم نتنياهو، ووصفوا دعمهم بـ"العار". في المقابل، هاجم الوزراء ميكي زوهار (الرياضة)، ونير بركات (الاقتصاد)، ويوآف كيش (التربية والتعليم)، وشلومو كرعي (الاتصالات)، وغيلا غلميئيل (التطوير والتكنولوجيا)، وعيديت سيلمان (حماية البيئة)، ورئيس الكنيست أمير أوحنا، وأعضاء الكنيست نسيم فاتوري، وطالي غوتليف، وأوشر شكليم، وتساغا مالكو، المتظاهرين، حتّى إن بعضهم اشتبك مع المحتجين لحظة دخول نتنياهو القاعة.

وحتّى قبل بدء الجلسة، أصدر وزير التعليم يوآف كيش بياناً دعا فيه إلى إلغاء محاكمة نتنياهو، مشيراً إلى أنه "بينما إسرائيل تقبع في ساعة مصيرية كهذه، وفي الوقت المطلوب أن يكون فيه الدفاع مُركزاً بالكامل على الأهداف الوطنية، لا يُعقل أن يضطر رئيس الحكومة إلى تخصيص ساعات طويلة من وقته لمحاكمة مدبّرة وفاقدة لكل مبدأ، وقد تحولت منذ زمن إلى سيرك جماهري وقضائي". واستشهد بمطلب ترامب من هرتسوغ منح نتنياهو العفو، للدلالة على "أحقية المطلب".

وأول أمس الاثنين، وفي ذروة زيارته لإسرائيل، أدهش ترامب أعضاء الكنيست بتوجهه خلال خطابه إلى الرئيس هرتسوغ، وتساءل أمامه: "لماذا لا تمنح العفو لنتنياهو؟". وأضاف: "لديّ فكرة يا سيادة الرئيس، لماذا لا تمنحه عفواً؟". وبدا هرتسوغ مذهولاً من المبادرة المباشرة، بينما ابتسم نتنياهو، وصفق معظم الحاضرين، سواء من الائتلاف أو من المعارضة.

وخلال خطابه الطويل، الذي استمر لأكثر من ساعة، خرج ترامب عن النص المكتوب، وقال: "هذا لم يكن في الخطاب المكتوب، لكنني أحبّ هذا الرجل (نتنياهو). السيجار والشامبانيا؟ من يعبأ بذلك أصلاً؟ إنه أحد أفضل القادة الذين كانوا هنا في زمن الحرب". وأضاف الرئيس الأميركي: "لا أعتقد أن الأمر عليه خلاف. أنت (نتنياهو) شخص شعبي جداً، لأنك تعرف كيف تنتصر". وبعد ذلك مباشرة، توجه ترامب إلى الرئيس هرتسوغ متطرقاً إلى موضوع العفو.

وقد سُئل ترامب بالأمس عن توجهه غير المتوقع إلى هرتسوغ. وخلال حديثه مع الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية، في ختام زيارته للمنطقة، سأله أحدهم إن كان قد أبلغ نتنياهو مسبقاً بنيته التوجه إلى هرتسوغ بهذا الطلب، فأجاب بأن المبادرة كانت عفوية، وأنها جاءت نتيجة انطباعه من التصفيق الحار الذي ناله نتنياهو خلال الخطاب.

وادعى ترامب أن الخطوة لم تكن مخططة مسبقاً، وقال إنه فعل ذلك فقط بسبب التصفيق الذي ناله نتنياهو من أعضاء الكنيست. وأضاف: "في الواقع، قلت (لنتنياهو) إنني لن أتطرق إلى مسألة العفو. لكن اللحظة كانت مثالية ببساطة. كان توقيتاً جيداً، أليس كذلك؟". وتابع ترامب: "لأنه تلقى تصفيقاً جيداً جداً، ثم توقفت وقلت: لماذا لا تمنح هذا الرجل عفواً؟ لو لم يتلق تصفيقاً جيداً، لما كنت سأفعل ذلك". واعترف ترامب بأنه "خاطر مخاطرة صغيرة" بهذه الدعوة، مشيراً إلى أن هذه "قضية مؤلمة إلى حد ما في إسرائيل".

المساهمون