جيش الاحتلال ينسحب بالكامل من محور نتساريم في قطاع غزة

09 فبراير 2025
فلسطينيون في الطريق قرب نتساريم بعد انسحاب قوات الاحتلال، 9 فبراير 2025 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور نتساريم في غزة، تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، بعد احتلال دام أكثر من عام وثلاثة أشهر.
- أكدت وزارة الداخلية في غزة استمرار آلية التنقل عبر شارعي صلاح الدين والرشيد، مع فحص المركبات، ودعت المواطنين للالتزام بالتعليمات الحالية لضمان سلامتهم.
- اعتبرت حركة حماس الانسحاب فشلاً لأهداف الاحتلال، محذرة من خطر عدم التزام إسرائيل بالاتفاق، واستمرار المفاوضات للمرحلة الثانية وسط تحذيرات من المماطلة.

يأتي الانسحاب في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار

القناة 13: بعد الانسحاب من نتساريم سيبقى الجيش بمحور صلاح الدين

جنود الاحتلال باشروا عملية الانسحاب بعد منتصف الليلة الماضية

انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، من محور نتساريم وسط قطاع غزة بشكل كامل تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار والتبادل المبرم مع المقاومة الفلسطينية بوساطة قطرية ومصرية وأميركية. وأفادت مصادر ميدانية وشهود عيان لـ"العربي الجديد"، بأن قوات الاحتلال تراجعت من المواقع التي كانت توجد فيها داخل القطاع إلى المناطق الشرقية من المحور على مسافة تراوح 44 متراً إلى 700 متر.

بدورها، أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد، بأن الجيش انسحب بشكل كامل من محور نتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، بعد أكثر من عام وثلاثة أشهر على احتلاله. وبحسب المصادر فإن جنود الاحتلال باشروا عملية الانسحاب بعد منتصف الليلة الماضية حيث سمعت بعض عمليات إطلاق النار في إطار عملية التمشيط التي كان جنود الاحتلال يقومون بها خلال عملية الانسحاب. وأشارت إلى أن قوات الاحتلال أخْلت كامل نطاق المحور تنفيذاً لنصوص بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي نص على انسحاب قوات الاحتلال في اليوم الـ22 من المرحلة الأولى لعملية وقف إطلاق النار.

إلى ذلك، ذكرت المصادر أن عملية تفتيش النازحين العائدين ما تزال مستمرة في طريق العودة من مناطق جنوبي القطاع إلى شماله، فيما لا يجري تفتيش أي من القادمين من المناطق الشمالية نحو الجنوبية للقطاع. وتمكن نحو 600 ألف فلسطيني خلال الأسبوعين الماضيين من العودة إلى مناطقهم التي نزحوا منها في محافظتي غزة والشمال بعد تنفيذ البند المتعلق بعودة النازحين بالرغم من المماطلة الإسرائيلية ومحاولة التعطيل.

في السياق، قالت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة إن آلية التنقل عبر شارعي صلاح الدين والرشيد ما زالت كما هي من دون أي تغيير، حيث تخضع المركبات للفحص والتفتيش قبل السماح لها بالمرور عبر شارع صلاح الدين، أما شارع الرشيد فما زال مخصصاً لحركة المشاة فقط وغير مسموح بحركة المركبات. وأضافت الوزارة في تصريح صحافي اطلع عليه "العربي الجديد" أنه "في حال فتح الشارعين بشكل كامل وطبيعي سيتم الإعلان عن ذلك رسمياً، لذا نهيب بالمواطنين إلى الحذر، والالتزام بالتنقل وفق الآلية المسموح بها حالياً حرصاً على سلامتهم".

من جانبه، أكد الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع أن الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من محور نتساريم يمثل استكمالاً لفشل أهداف حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني. وقال القانوع في تصريح وزع على الصحافيين إن عودة النازحين واستمرار عمليات تبادل الأسرى والانسحاب من نتساريم دحض كذبة نتنياهو ووهمه بتحقيق النصر الكامل على الشعب الفلسطيني.

وشدد الناطق باسم حركة حماس على أن كل محاولات الاحتلال بسط السيطرة العسكرية على قطاع غزة وتقسيمه باءت بالفشل أمام بسالة المقاومة وصمود الفلسطينيين في القطاع، لافتاً إلى أن ما لم يحققه الاحتلال على مدار 15 شهراً من التجويع والإبادة البشرية والتدمير الممنهج بتهجير الفلسطينيين لن يحققه ترامب بالعقار والسمسرة والصفقات.

#شاهد | أثناء اندحارهم عن نتساريم.. قائد فرقة بجيش الاحتلال يواسي قيادته بالعودة للاستيطان مع خطط ترمب المقترحة pic.twitter.com/OKmy6C0COs

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) February 9, 2025

وقبل نحو أسبوعين، وإثر مرور أسبوع على تنفيذ اتفاق وقف النار، بدأ الجيش الإسرائيلي سحب قواته تدريجياً من محور نتساريم، ما أدى إلى عودة أكثر من نصف مليون فلسطيني من جنوب ووسط القطاع إلى شماله. وبحسب اتفاقية وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، التي دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، فإنه بحلول اليوم الـ22 من بدء تنفيذ الاتفاق، تنسحب القوات الإسرائيلية من وسط غزة، بما في ذلك محور نتساريم ودوار الكويت، مع تفكيك المنشآت العسكرية بشكل كامل.

يأتي ذلك فيما قال مسؤول كبير في حركة حماس لوكالة "فرانس برس"، إن "عدم التزام" إسرائيل تطبيق بنود اتفاق الهدنة كافة يعرّض وقف إطلاق النار في غزة لخطر الانهيار. وحذّر عضو المكتب السياسي لحماس ووزير الصحة السابق في غزة باسم نعيم من أن الاتفاق في خطر، لكنه قال إن الحركة لا تريد العودة إلى الحرب. وبشأن مفاوضات المرحلة الثانية، لفت القيادي في حماس إلى أنه كان من المتوقع أن تبدأ يوم الاثنين الماضي، مضيفاً: "ما زلنا جاهزين للانطلاق. ولكن الاحتلال يماطل... حتى الآن ليس لدي موعد محدد لبدء عملية التفاوض... قد تبدأ في الأيام القادمة"، فيما قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن المجلس الوزاري الأمني المصغر سيبحث المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار هذا الأسبوع.