أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، اعتقال فلسطينيّين اثنين في الخليل، بزعم تنفيذ العملية التي أسفرت عن مقتل مستوطنة وإصابة مستوطن جنوبي الخليل، أمس الاثنين.
وجاء في بيان مشترك صادر عن جيش الاحتلال وجهاز "الشاباك" و"حرس الحدود"، أنه "في أعقاب عملية مشتركة استخباراتية وعملياتية، بقيادة الجيش الإسرائيلي والشاباك وحرس الحدود، تم الليلة الماضية اعتقال فلسطينيَّين تربطهما صلة قرابة من سكان الخليل، بشبهة تنفيذ عملية إطلاق النار التي وقعت صباح أمس قرب الخليل".
وادّعى جيش الاحتلال في بيانه أن الفلسطينيَّين "اعترفا في التحقيقات الأولية بصلتهما بتنفيذ العملية، وبعد اعتقالهما، تم تسليم السلاح الذي يبدو أنه استُخدم في تنفيذ العملية. وتم تحويلهما للتحقيقات لدى الشاباك".
وقُتلت مستوطنة إسرائيلية وأصيب مستوطن بجروح خطيرة، أمس الاثنين، في عملية إطلاق نار وقعت في شارع 60 الاستيطاني، جنوبي الخليل.
وقالت مواقع إسرائيلية إن مركبة عابرة أطلقت النار باتجاه مركبة إسرائيلية في المنطقة الواقعة بين بلدة يطا والمنطقة الصناعية الجنوبية في الخليل.
غالانت يتوعّد
وعلّق وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت على اعتقال الفلسطينيَّين بالقول إنهما "سيقبعان في السجن لبقية حياتهما"، مضيفاً: "سنستخدم كلّ الأدوات من أجل تعزيز الأمن. سنطارد ونمسك أعداءنا".
وأصدر غالانت تعليماته لمنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة لسحب ومنع تصاريح دخول الفلسطينيين من أبناء عائلات وأقارب منفذي العملية.
وقال وزير الأمن الإسرائيلي، في بيان صادر عن مكتبه، إن "الأجهزة الأمنية تعمل بكلّ الوسائل التي تمتلكها من أجل إحباط الإرهاب في الضفة الغربية. بموجب تعليماتي، تم منذ بداية العام سحب آلاف تصاريح الدخول إلى إسرائيل من فلسطينيين أقاربهم نفّذوا ووجهوا عمليات ضد قوات الأمن الإسرائيلية ومواطنين إسرائيليين".
وأضاف أنه "إلى جانب الجهود العملياتية"، ستتم محاسبة منفذي العمليات "ومرسليهم، وبيئتهم الداعمة لهم، وتدفيعهم ثمناً باهظاً".
وتشير المعطيات الإسرائيلية إلى مقتل 35 إسرائيلياً منذ مطلع العام الحالي في عمليات، معظمهم من المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، وبعضهم خلال عمليات في تل أبيب والقدس ومناطق أخرى.
وبهذا أصبح عام 2023، قبل أربعة أشهر من نهايته، العام الأصعب بالنسبة لإسرائيل من حيث عدد القتلى منذ نهاية الانتفاضة الثانية عام 2005.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق عدة في الضفة الغربية المحتلة أمس، مع إعلان الجيش تعزيز قواته في منطقة الضفة الغربية بكتيبة واحدة، وسريتين عسكريتين، بذريعة "المساعدة في النشاطات الدفاعية في المنطقة".
وتسببت الاقتحامات بإصابة عدد كبير من الفلسطينيين، بعضهم بالرصاص في قرية بيتا، قرب نابلس، جراء اعتداء جنود الاحتلال عليهم.
ووصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وغالانت إلى مكان العملية في الخليل أمسذن حيث قال نتنياهو: "نحن في ذروة هجوم إرهابي تشجعه وتوجهه إيران وأتباعها"، مشدداً على أن "جزءاً كبيراً من موجة الإرهاب الحالية سببها توجيهات خارجية"، على حدّ ادعائه.
وتقرّر تقديم موعد جلسة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) إلى اليوم، بعد أن كان موعدها مقرراً بعد أسبوعين.
ويأتي ذلك عقب تصاعد الأحداث في الضفة الغربية، خصوصاً بعد عملية الخليل أمس، والعملية التي شهدتها حوارة قبل أيام، وأسفرت عن مقتل مستوطنين اثنين.