جيش الاحتلال يصادق على خطط هجومية لاستئناف الحرب على غزة

07 مارس 2025   |  آخر تحديث: 10:45 (توقيت القدس)
دبابة إسرائيلية على حدود غزة مع الأراضي المصرية، 29 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- صدّق إيال زامير على خطط هجومية جديدة في غزة، وسط تقديرات بصعوبة احتواء الهجوم وتشكيك بعض المسؤولين في واقعية تنفيذ هجوم واسع النطاق.
- جيش الاحتلال يواجه قيوداً في خططه الهجومية، مع استعداد فرق الجيش لهجوم بري محتمل مصحوب بغارات جوية، وتصريحات زامير تلزم الجيش بمواصلة القتال.
- ألوية الاحتياط تواجه صعوبات في التعبئة، مع مطالب سياسية لاحتلال مناطق في غزة، وشكوك حول إمكانية تنفيذ الخطط بشكل كامل واحتمالية العودة التدريجية للحرب.

مصادر أمنية إسرائيلية تشكك في قدرة الجيش على تجنيد الاحتياط

المستوى السياسي يطالب بسيطرة عملياتية

الخطة تطلب تدمير مناطق سكنية واسعة

صدّق رئيس هيئة الأركان الجديد في جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير، بعد توليه منصبه أمس الأول الأربعاء، على خطط هجومية استعداداً لاحتمال استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة المحاصر. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الجمعة، أن هذه الخطوة تبدو أقرب من أي وقت مضى، وأنه ووفقاً لتقديرات مختلفة، ستتحول بمجرد تنفيذها إلى حدث يصعب احتواؤه أو إيقافه، بينما تحدثت صحيفة "هآرتس" عن تشكيك مسؤولين في الجيش بواقعية الهجوم الواسع، وعن رفض جنود احتياط العودة للقتال.

وأوضح جيش الاحتلال للمستوى السياسي، وفق "يديعوت أحرونوت"، أن أي خطة هجومية متجددة على غزة سوف تخضع لقيود مختلفة، ليس فقط من حيث عدد القوات، ولكن بالأساس في المناطق التي لن يتمكن الجيش من مهاجمتها، خشية وجود محتجزين إسرائيليين هناك. وكانت عدة فرق من جيش الاحتلال، بما في ذلك ألوية احتياط، تستعد لهجوم بري على قطاع غزة خلال الشهر الماضي، ترافقها غارات جوية مكثّفة من قبل سلاح الجو.

وبحسب الصحيفة ذاتها، فإن التصريح الذي أدلى به زامير قبل أيام، وقال فيه إن حماس لم تُهزم بعد، على عكس تصريحات سلفه هرتسلي هليفي، أصبح عاملاً ملزماً للجيش لمواصلة مهمة "القتال البري" في جميع أنحاء قطاع غزة، والتي ستستمر في السنوات القادمة.

ودخل زامير إلى قطاع غزة أمس، والتقى مقاتلين من كتيبة "نيتسح يهودا". وذكر بيان لجيش الاحتلال أن زامير أجرى جولة ميدانية في القطاع مع قائد المنطقة الجنوبية المستقيل يارون فينكلمان وقادة آخرين، والتقى قبل ذلك رؤساء سلطات محلية في غلاف غزة، وأبلغهم بأن الجيش يستعد للعودة إلى الحرب في ظل وقف إطلاق النار الهش. إلا أنه أوضح أن عودة المحتجزين "هي أولويتنا القصوى".

من جانبها، أفادت صحيفة "هآرتس" بأن المؤسسة الأمنية ترى أنه وفقاً للخطة التي وضعها زامير، ستكون هناك حاجة إلى عدة فرق للمشاركة في القتال، وإعادة احتلال المناطق التي انسحب منها الجيش خلال وقف إطلاق النار. وشككت مصادر أمنية مطّلعة، لم تسمّها الصحيفة، في قدرة جيش الاحتلال على تجنيد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لتنفيذ مثل هذه الخطة لفترة طويلة من الزمن.

وبحسب المصادر الأمنية التي تحدثت لصحيفة "هآرتس"، فإن ألوية الاحتياط تواجه صعوبات في تعبئة صفوفها، وسبق أن أعلن العديد من جنود الاحتياط أنهم سيواجهون صعوبات في الامتثال للتجنيد مرة أخرى لفترة قد تمتد لعدة أشهر. وقالت مصادر مطّلعة على التفاصيل إن نسبة الحضور في بعض ألوية الاحتياط تبلغ نحو 50%، ويحاولون في بعضها ملء الصفوف من خلال تجنيد جنود احتياط من وحدات أخرى.

وأشارت المصادر إلى أن عدداً غير قليل من قادة الاحتياط أوضحوا أنهم ينوون إنهاء خدمتهم وعدم التطوّع لمواصلة الحرب على غزة، استناداً إلى الموقف القائل إن العودة إلى القتال تتم لأسباب سياسية وعلى حساب حياة المحتجزين. ويقول قادة في قوات الاحتياط إن استنزاف الجنود وحالة المعدات العسكرية سيجعلان من الصعب على بعض الألوية والوحدات إظهار القدرات نفسها التي كانت لديها في بداية الحرب. وستتطلب إعادة التوغل في القطاع استخدام العديد من المركبات المدرّعة، بسبب استعدادات حماس لاستئناف القتال منذ وقف إطلاق النار.

وطالب المستوى السياسي رئيس الأركان الجديد بتقديم خطط لاحتلال مناطق في قطاع غزة وإخلاء السكان إلى "مناطق إنسانية". وفي هذه المرحلة، فإن التوجيهات الصادرة عن المستوى السياسي بشأن احتمال العودة إلى الحرب تتطلع إلى تحقيق وضع يفضي إلى السيطرة العملياتية من قبل جيش الاحتلال على أجزاء من القطاع، وبالتالي سيتعيّن على الجيش، وفقاً للصحيفة، الاستعداد لاحتمال الاضطرار إلى إدارة حياة السكان في المنطقة لفترة طويلة من الزمن. ومن مطالب المستوى السياسي أن يقدّم الجيش خططاً لهدم مناطق مبنية واسعة داخل القطاع، وإعادة بنائها وفقاً للمصالح الأمنية الإسرائيلية.

ولكن، بحسب "هآرتس"، "ليس من الواضح ما إذا كان سيُطلب فعلاً من الجيش الشروع في خطة عملياتية لاحتلال أجزاء من قطاع غزة في حال استئناف القتال"، ومن المحتمل أن تعود إسرائيل إلى الحرب تدريجياً، الأمر الذي من شأنه السماح بالعودة إلى مفاوضات الصفقة.

وذكرت الصحيفة العبرية أن جهات داخل الجيش تشكك في تصريحات القيادة السياسية بأن الجيش سيستأنف الحرب بكثافة لم تعرف حماس مثلها من قبل، ونقلت عن مصادر مطلعة قولها إن التوقّعات بتصرف الجيش بشكل مختلف عما فعله في قطاع غزة حتى الآن مبالغ فيها، مضيفة "سيتم استخدام النيران" بطريقة تسمح لجيش الاحتلال "بالاستعداد لأي تطورات على الجبهات الأخرى أيضاً، وخاصة إيران، في حال اندلاع مواجهة عسكرية في الأشهر المقبلة".