جيش الاحتلال يستنفر تزامناً مع رأس السنة العبرية وخطاب عباس المرتقب
استمع إلى الملخص
- أمر قائد المنطقة الوسطى بتعزيز القوات حول المستوطنات في الضفة الغربية لتأمين مراكز التجارة ومحاور الطرق، في ظل التحديات المتزايدة مثل القتال في غزة والدفاع في الشمال.
- تستعد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لحالة تأهب قصوى في الضفة الغربية، مع تعزيز القوات وتدريبات استعداداً لاجتماع الأمم المتحدة وأعياد تشري اليهودية.
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، حالة الاستنفار وتعزيز قواته في "مختلف الجبهات" تزامناً مع رأس السنة العبرية. وأفاد الجيش بأنه "بناءً على تقييم الوضع متعدد الجبهات، تقرر تعزيز واستنفار عشرات السرايا العسكرية من الدورات التأهيلية القتالية من وحدات الجيش الإسرائيلي كافة، لتنفيذ مهام دفاعية وهجومية على مختلف الجبهات خلال أعياد رأس السنة العبرية". وأضاف أنه قام "بتعزيز جبهات القتال كافة بقوات جوية وبرية وبحرية، وفي الأنظمة العسكرية كافة، في أنحاء البلاد".
في غضون ذلك، أفاد موقع والاه العبري، اليوم، بأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تستعد لخطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس
المرتقب، هذه الليلة، في الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر تقنية الفيديو. وتزعم مصادر في الجيش، لم يسمّها الموقع، أن "أبو مازن اعتاد على تحفيز الجمهور الفلسطيني كل عام، لكنه في الواقع يبقى غير مبالٍ، ويركّز على تفاصيل الحياة اليومية والوضع الاقتصادي (أي في الضفة الغربية المحتلة)، وأقل اهتماماً بالمسار السياسي. ومع ذلك، لا يزال هناك قلق من أن خلايا .. قد تحاول تنفيذ عمليات خلال فترة العيد أو أثناء الخطاب".وأمر قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال آفي بلوت بتعزيز القوات حول المستوطنات في الضفة الغربية بوحدات إضافية من الجنود، لتأمين مراكز التجارة، ومحاور ومفترقات الطرق، ونقاط المواصلات، ومحطات الانتظار. وقال بلوت خلال مراسم الذكرى الـ35 لتأسيس وحدة المستعربين الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة: "التحديات الكثيرة التي أمامنا، القتال المكثف في مدينة غزة، والدفاع في الشمال، والمواجهة المستمرة مع الإرهاب (على حد وصفه) في الضفة الغربية، بالإضافة إلى تَراكُم عوامل متعددة، في الآونة الأخيرة، تؤدي إلى تصعيد في الجبهة الوسطى، ومنها التصريحات السياسية، والأعياد (اليهودية)، وموسم قطف الزيتون، والنيات الخارجية، والإلهام والعدوى اللذان تسببهما العمليات الفردية، كل هذه ليست سبباً للتفاؤل، ولكنني مليء بالأمل".
من جانبها، أفادت قناة "كان 11" العبرية التابعة لهيئة البث الإسرائيلي بأن المؤسسة الأمنية في إسرائيل تستعد لحالة تأهب قصوى في الضفة الغربية قبيل خطاب عباس واعتراف عدة دول بدولة فلسطينية، إلى جانب تقديرات برد إسرائيلي محتمل، بما في ذلك دعوات من وزراء لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية. ويستعد جيش الاحتلال لاحتمال أن يؤدي الخطاب إلى تصعيد حاد في أنحاء الضفة الغربية، وتشمل السيناريوهات المزعومة اضطرابات ومواجهات عنيفة، وعمليات ينفذها أفراد أو مجموعات ضد أهداف إسرائيلية.
وخلال نهاية الأسبوع المنصرم، عزز جيش الاحتلال قيادة المنطقة الوسطى بست سرايا إضافية، ليصل عدد الكتائب الفاعلة حالياً في الضفة الغربية وعلى الحدود مع الأردن إلى أكثر من 22 كتيبة، تعمل على تأمين محاور الطرق، وحماية المستوطنات الإسرائيلية، وفي محيط السياج الأمني. وقد أُجريت تدريبات في الأسابيع الأخيرة استعداداً لاجتماع الأمم المتحدة وما يُسمى أعياد تشري اليهودية.
ورغم أن الاحتلال وممارساته هي جذر كل تصعيد سابق أو محتمل، في الضفة الغربية أو سائر المناطق المحتلة، سواء بسبب قرارات سياسية أو أفعال عسكرية، أو اعتداءات من قبل المستوطنين على الفلسطينيين، أو انتهاكات مختلفة، فإن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تستبق الأمور لتحميل الفلسطينيين مسؤولية أي تصعيد، سواء على خلفية الخطاب أو غيره، متجاهلة أفعالها، وتضييقها الخناق على الضفة الغربية ودعوات وزراء في الحكومة لضمها وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، فضلاً عن حرب الإبادة المستمرة منذ عامين على قطاع غزة، والانتهاكات اليومية في القدس المحتلة، وغير ذلك.