جيش الاحتلال يزعم عدم وقوع إطلاق نار عشوائي في مجزرة المسعفين برفح

20 ابريل 2025
نقل شهداء قضوا في مجزرة المسعفين من رفح إلى خانيونس، 30 مارس 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي عدم إطلاق النار عشوائياً خلال مجزرة المسعفين في رفح، مدعياً وجود تهديدات حقيقية، لكنه أقر بفشله في الإبلاغ الكامل عن الحادثة، مما أدى إلى عزل الضابط المسؤول.
- وقعت المجزرة في 23 مارس/آذار، وأسفرت عن استشهاد 15 مسعفاً ومنقذاً، مما أثار إدانات دولية بعد نشر فيديو يوثق الإعدام الميداني.
- رغم إنكار الجيش الإسرائيلي، دحضت الأدلة، بما في ذلك فيديو نشرته نيويورك تايمز، روايته، مؤكدة أن الجثث دُفنت في مقبرة جماعية وأُطلقت النار على الشهداء بقصد القتل.

زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في تقرير نشر نتائجه اليوم الأحد، أن جنوده لم "يُطلقوا النار عشوائياً" خلال ارتكابهم مجزرة المسعفين التي وقعت الشهر الماضي في رفح جنوبي قطاع غزة وأسفرت عن استشهاد 15 مسعفاً ومنقذاً، وأثارت موجة إدانات دولية. وجاء في ملخص التحقيق الذي نشره الجيش "لم يشارك الجنود في إطلاق نار عشوائي بل ظلوا في حالة تأهب للرد على تهديدات حقيقية تم التعرف عليها منهم"، مواصلاً مزاعمه بالقول "لم يُعثَر على أي دليل يدعم الادعاءات المتعلقة بالإعدام".

في المقابل، أقر الجيش بفشله في "الإبلاغ الكامل" عن مجزرة المسعفين في منطقة تل السلطان برفح جنوبي القطاع، معلناً عزل الضابط المسؤول عن منصبه. وجاء في الملخص "حدد الفحص عدة إخفاقات مهنيّة، وانتهاكات للأوامر، وفشلاً في الإبلاغ الكامل عن الحادث"، مضيفاً "سيُعزل نائب قائد كتيبة الاستطلاع في وحدة غولاني من منصبه بسبب مسؤوليته بصفته قائداً ميدانياً... ولتقديمه تقريراً غير مكتمل وغير دقيق خلال جلسة التقييم بعد الحدث". كذلك زعم الجيش أن ستة من بين المنقذين والمسعفين الذين استشهدوا بنيران جنوده هم عناصر في حركة حماس.

ووقع الحادث في الساعات الأولى من يوم 23 مارس/آذار الفائت حين كان موظفو خدمات الطوارئ يستجيبون لنداءات استغاثة من سكان قرب رفح بعد غارة جوية إسرائيلية في المنطقة، وفقاً للهلال الأحمر الفلسطيني. وقضى في الواقعة ثمانية موظفين من الهلال الأحمر، وستة من الدفاع المدني في غزة، وموظف واحد من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وفق مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) ومسعفين فلسطينيين.

وانتهى إنكار جيش الاحتلال الإسرائيلي لمجزرة المسعفين التي ارتكبها جنوده بدم بارد بحق 15 مسعفاً، والذي امتد منذ 23 مارس/آذار الماضي، بعدما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، بعد أيام من الحادثة، شريط فيديو عُثِرَ عليه في هاتف أحد المسعفين الذين استشهدوا يوثق الإعدام الميداني الذي تعرّض له المسعفون، ويدحض رواية الاحتلال الذي حاول طمس مجزرة المسعفين، عبر دفنهم في مقبرة جماعية، والتلاعب بمسرح الجريمة.

وفي السابع من إبريل/نيسان الحالي، أعلن جيش الاحتلال أن تحقيقاً أولياً في مجزرة المسعفين التي ارتكبتها قواته في رفح أظهر أن الواقعة حدثت "بسبب الشعور بالتهديد". وقال الجيش إنه يجري تحقيقاً موسعاً، لكن "النتائج الأولية تشير إلى أن القوات أطلقت النار بسبب شعور بتهديد مُحتمل، عقب مواجهة سابقة في المنطقة".

وعُثِر على جثث الرجال الذين استشهدوا مدفونة قرب موقع إطلاق النار في منطقة تل السلطان بمدينة رفح، في ما وصفه مكتب الأمم المتحدة بأنه "مقبرة جماعية". وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يونس الخطيب للصحافيين في رام الله مؤخراً إن تشريح الجثث كشف أن "جميع الشهداء تم إطلاق النار عليهم في الجزء العلوي من أجسادهم، بقصد القتل".

ووقعت مجمل أحداث المجزرة في طريق شارع ميراج، بالقرب من شاليه القادسية، إذ اعترضت قوات إسرائيلية خاصة، أربع سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني وسيارتين تابعتين للدفاع المدني، وسيارة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أثناء مرورها عبر الطريق، وأطلق الجنود رصاصاً كثيفاً مباشراً تجاه السيارات.

(فرانس برس، العربي الجديد)