جيش الاحتلال بشأن هوية جثة تسلّمها من "حماس": ليست لجندي أسير
استمع إلى الملخص
- أفادت وسائل إعلام عبرية بأن الجثة الرابعة تخص فلسطينيًا عمل لصالح الجيش، بينما أكدت المقاومة الفلسطينية أنها لجندي أُسر في عملية بجباليا. أعيدت الجثث بعد تهديد إسرائيل بإغلاق معبر رفح.
- أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى عودة الرهائن العشرين من غزة، مؤكدًا أن حماس لم تسلم كل الجثامين، مما أثار انتقادات من نتنياهو تجاه حماس.
تمكن طاقم معهد الطب العدلي الإسرائيلي من التعرّف إلى جثث ثلاثة من الأسرى الإسرائيليين ضمن الجثث الأربع التي سلّمتها حركة حماس لإسرائيل من خلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر ليل الثلاثاء - الأربعاء، في وقت أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الجثة الرابعة لا تعود لأي من الأسرى الإسرائيليين في غزة. فيما تشير تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى أن الجثة الرابعة تعود لعنصر في حركة حماس.
وأفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان بأنه "بعد استكمال الفحوص في معهد الطب العدلي، تبيّن أن الجثة الرابعة التي سلّمتها حماس الى إسرائيل أمس لا تلائم أياً من المختطفين (الأسرى) الإسرائيليين. حماس مطالبة ببذل كل الجهود المطلوبة لإعادة جميع المختطفين الشهداء"، وفق البيان. وبحسب وسائل إعلام عبرية، قال ديوان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إنه بعد التأكد من أن الجثة ليست لأسير إسرائيلي، فإنّ على "حماس" الوفاء بالتزاماتها.
من جهتها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الجثة التي سلمتها حماس أمس تخصّ فلسطينيًا عمل لصالح الجيش في تمشيط الأنفاق. وكانت وسائل إعلام عبرية، ذكرت في وقت سابق صباح اليوم الأربعاء، منها القناة 12 وموقع واينت، إلى وجود احتمال ألا تكون الجثة الرابعة لإسرائيلي، في وقت أعلن فيه منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين أنّ إحدى الجثث التي تم تسلّمها من غزة تعود لجندي قُتل جراء قصف إسرائيلي.
في المقابل، قال مصدر قيادي في المقاومة الفلسطينية لقناة الجزيرة إن الجثة التي يقول الاحتلال إنها ليست لإسرائيلي هي في الواقع جثة جندي أُسر في عملية للمقاومة. وأضاف المصدر "عملية أسر وسحب جثة الجندي لأحد الأنفاق جرت بعملية للقسام في مخيم جباليا في مايو/أيار 2024".
يشار إلى أنّ الجثث الأربع أعيدت ليل أمس بعد تصعيد الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكه لاتفاق وقف إطلاق النار، وتهديده بإغلاق معبر رفح أمام دخول المساعدات الإنسانية، ومنع الغزيين من الخروج. ومن المتوقّع أن تسلّم حركة حماس لإسرائيل اليوم المزيد من الجثث بعدما سلمتها في اليومين الماضيين ثماني جثث من أصل 28. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد قال، أمس الثلاثاء، إنّ جثث أربعة أسرى سلّمتها حركة حماس إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة نُقلت إلى إسرائيل. وقال الجيش في بيان: "عبرت أربعة توابيت لرهائن موتى... الحدود إلى دولة إسرائيل قبل وقت قصير"، مؤكداً أن الجثث ستخضع لفحوصات المعهد الوطني للطب الشرعي لتحديد هويات أصحابها.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد كتب في منشور على منصته "تروث سوشال"، أمس الثلاثاء: "جميع الرهائن (الأسرى) العشرين في غزة عادوا وهم في حالة جيدة"، مضيفاً أنه "تم رفع عبء كبير، ولكن المهمة لم تنتهِ بعد"، وقال إنّ "حماس لم تسلّم بعد كل الجثامين لباقي الرهائن كما وعدت. المرحلة الثانية تبدأ الآن". وخلال استقباله رئيس الأرجنتين خافيير ميلي، سأل أحد الصحافيين ترامب عن مدى التزام حماس بدورها في الصفقة، فردّ الرئيس الأميركي قائلاً: "سنرى".
يذكر أنه في الصفقة السابقة، تسلّمت دولة الاحتلال في فبراير/ شباط الماضي جثة، تبين أنها لا تعود لإسرائيلي، ويبدو أنه تم تسليمها عن طريق الخطأ بسبب الظروف الميدانية في قطاع غزة. وهاجم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حركة حماس في حينه، مؤكداً أن إسرائيل تسلّمت جثمان امرأة فلسطينية من غزة بدلاً من جثة الأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس. وزعم نتنياهو في بيانه "لم يكتفوا باختطاف الأب يردن بيباس، والأم الشابة شيري، وطفليهما الصغيرين. بل بشكل ساخر لا يمكن وصفه، لم يعيدوا شيري إلى جانب أطفالها الصغار، الملائكة الصغار، ووضعوا في التابوت جثة امرأة غزية. سنعمل بعزم لإعادة شيري إلى المنزل مع جميع مختطفينا، الأحياء والأموات على حد سواء، وسنضمن أن تدفع حماس الثمن الكامل على هذا الانتهاك القاسي والشرير للاتفاق". وتم بعد ذلك تسليم الجثة الصحيحة.
وفي إشارة الى صعوبة تحديد الجثث في بعض الأحيان، حتى بأساليب علمية متقدّمة، صرّح الطبيب حين كوغل، مدير المعهد الإسرائيلي للطب الشرعي، في الفترة ذاتها، بأنّ فحص ظروف الوفاة "جزء لا يقل أهمية عن تحديد الهوية". ومع ذلك، أشار في حينه إلى أن الإجراء من المتوقع أن يستغرق بعض الوقت. وتابع كوغل: "سنبذل قصارى جهدنا، وهذا ليس ممكناً دائماً، خاصة مع رفات تصل بعد فترة طويلة من الوفاة، وفي كل الأحوال سنبذل قصارى جهدنا لتعرف العائلات ما حدث لأحبائها. ويجب أن نأخذ في الاعتبار أنه في بعض الأحيان لا يكون هذا ممكناً بسبب حالة الأدلة".