جيش الاحتلال باقٍ في جبل الشيخ بسورية طيلة فصل الشتاء

13 ديسمبر 2024
قوات الاحتلال الإسرائيلي في جبل الشيخ السوري، 9 ديسمبر 2024 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أمر وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس قوات الاحتلال بالبقاء على جبل الشيخ خلال الشتاء لأهميته الاستراتيجية، مشيراً إلى التطورات في سورية.
- بعد انهيار النظام السوري، أعلن نتنياهو سقوط اتفاق "فض الاشتباك" لعام 1974، وسيطرت إسرائيل على جبل الشيخ والمنطقة العازلة، مع موافقة الكابينت السياسي ـ الأمني.
- بدأ الجيش الإسرائيلي بتأسيس بنية تحتية في المواقع المحتلة، وأحكم سيطرته على المناطق الحيوية، مما أدى إلى نزوح المدنيين من بعض البلدات بريف القنيطرة.

كاتس: البقاء في جبل الشيخ مهم لأمننا

الاحتلال الإسرائيلي توغل في سورية واحتل مناطق بعد إسقاط الأسد

إذاعة جيش الاحتلال: نستعد لإقامة طويلة الأمد في الأراضي السورية

أصدر وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، أمراً لقوات الاحتلال بالاستعداد للبقاء على جبل الشيخ خلال فصل الشتاء، وفق بيان صادر عن مكتبه. وأضاف البيان: "نظراً لما يحدث في سورية، فإن هناك أهمية أمنية بالغة لبقائنا على قمة جبل الشيخ"، وهو موقع استراتيجي يطل على دمشق.

ونشر كاتس عبر صفحته على منصة إكس، اليوم أيضاً، صورة تجمعه برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مرتفعات الجولان، وعلّق عليها بالقول: "إطلالة على قمة جبل الشيخ السوري الذي عاد للسيطرة الإسرائيلية بعد 51 عاماً"، واصفاً الأمر بأنه "لحظة تاريخية"، على حد قوله.

وما أن انهار النظام السوري حتى سارع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى إعلان سقوط اتفاق "فض الاشتباك" الموقع بين سورية وإسرائيل في عام 1974 بشأن الجولان المحتل، ثم سيطرت قوات الاحتلال على موقع جبل الشيخ العسكري السوري والمنطقة العازلة بين الدولتين، في وقت يواصل فيه طيران الاحتلال الإسرائيلي غاراته على سورية.

وقالت مصادر مطلعة لصحيفة معاريف، الأحد، إن الجيش الإسرائيلي سيطر على موقع جبل الشيخ العسكري السوري بعدما غادرته قوات النظام. وكانت قد سبقت ذلك السيطرة على المنطقة العازلة على الحدود بين سورية والجولان المحتل. ونقلت القناة 12 عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن الكابينت السياسي ـ الأمني الإسرائيلي أقر بالإجماع، مساء السبت، احتلال جبل الشيخ وإنشاء منطقة عازلة، موضحة أن "الجيش سيكون مسؤولاً عن هذه المنطقة العازلة باعتباره ذراعاً تنفيذية، تماماً كما هو الحال في لبنان".

وكان جيش الاحتلال قد أعلن، الأحد، أنه نشر قوات في المنطقة الفاصلة العازلة مع سورية وفي عدة نقاط دفاعية لـ"ضمان أمن" الجولان السوري المحتل. وفي السياق، قال موقع والاه العبري إن الجانب الإسرائيلي أبلغ مقاتلي المعارضة السورية بعدم الاقتراب من الحدود، محذراً من أنه سيرد بقوة إذا انتهكوا اتفاق فصل القوات.

واتفاق فصل القوات (فض الاشتباك) تم توقيعه بين إسرائيل وسورية في 31 مايو/ أيار 1974، وأنهى حرب السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 1973، وفترة استنزاف أعقبتها على الجبهة السورية. وتقرر في الاتفاقية انسحاب إسرائيل من مناطق جبل الشيخ كافة التي احتلتها في الحرب، إضافة إلى مساحة نحو 25 كيلومتراً مربعاً تشمل محيط مدينة القنيطرة وغيرها من المناطق الصغيرة التي تم احتلالها في حرب الخامس من يونيو/ حزيران 1967. وحددت الاتفاقية الحدود والترتيبات العسكرية المصاحبة لها، وتم إنشاء خطين فاصلين، الإسرائيلي (باللون الأزرق)، والسوري (باللون الأحمر)، مع وجود منطقة عازلة بينهما. ومنذ حرب الخامس من يونيو 1967، تحتل إسرائيل نحو 1200 كيلومتر مربع من إجمالي مساحة هضبة الجولان السورية البالغة 1800 كيلومتر مربع، ولا تتوفر معلومات بشأن مساحة المنطقة العازلة.

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد كشفت، مساء أمس الخميس، عن أن الجيش "يستعد لإقامة طويلة الأمد في الأراضي السورية" التي تم احتلالها إثر انسحاب قوات النظام السوري من مواقعها في المنطقة العازلة مع الجولان، ولفتت إلى أن "الجيش الإسرائيلي شرع بتحويل المواقع العسكرية السورية التي تم احتلالها من قبل مقاتلي كتيبة 101 من وحدة المظليين دون أن تُطلق أي رصاصة إثر انسحاب قوات النظام السوري، بعد هروب الأسد، إلى مواقع عسكرية إسرائيلية".

وأوضحت أن "الجيش الإسرائيلي بدأ بتأسيس بنية تحتية لوجستية شاملة، حيث تم إحضار حاويات تحتوي على خدمات، مثل الحمامات، والمطابخ، وحتى المكاتب الخاصة بالضباط"، مرجحة أن "يتوسع النشاط ليشمل أعمدة اتصالات"، وأوضحت أن "الجيش الإسرائيلي أحكم سيطرته على المناطق الحيوية في المنطقة، واحتلال قمم التلال التي تكشف مساحات واسعة من سورية، خاصة في المناطق الحدودية، وأقام حواجز عسكرية في التقاطعات داخل القرى السورية، كالحواجز المنتشرة في الضفة الغربية"، وذكرت أنه في بعض المواقع تجاوز الجيش الإسرائيلي المنطقة العازلة، وسيطر على مواقع في مناطق سورية قرب المنطقة الحدودية تقع خارج منطقة فض الاشتباك يعتبر أنها "استراتيجية للتحكم والتصدي للتهديدات القادمة من الداخل السوري".

ويأتي ذلك في وقت ذكرت فيه مصادر متطابقة أن الجيش الإسرائيلي أجبر المدنيين على إخلاء منازلهم في بلدتي الحضر والحميدية بريف القنيطرة، ما أثار حالة من الخوف والهلع بين الأهالي ودفعهم إلى النزوح نحو المناطق المجاورة. كما ذكر "تلفزيون سوريا"، أمس الخميس، أن "جيش الاحتلال دخل الأطراف الغربية لبلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة وطالب الأهالي بتسليمه ما لديهم من أسلحة"، مشيراً إلى أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي هجّر أهالي قرية الحرية بالكامل بعد الاستيلاء عليها". وقال مصدر إسرائيلي مطلع لوكالة الأناضول إن "قوات الجيش الإسرائيلي منتشرة في المنطقة العازلة على الحدود مع سورية، بين كيلومترين وعشرة كيلومترات"، غير أن المصدر رفض تحديد القرى السورية بالمنطقة العازلة وما إذا كانت تضم قرى في القنيطرة التي ينتشر فيها الجيش لـ"اعتبارات أمنية".

المساهمون