جيريمي كوربين وزارا سلطانة يُنشئان حزباً جديداً في بريطانيا.. لمواجهة الأغنياء وتسليح إسرائيل

24 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 16:09 (توقيت القدس)
جيريمي كوربن خلال تظاهرة داعمة لفلسطين في لندن، 15 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن جيريمي كوربين وزارا سلطانة عن تأسيس "حزبكم" لمواجهة الأغنياء والنافذين، مع التركيز على إعادة توزيع الثروة والسلطة، وتحرير نظام الصحة الوطني، وتحويل الخدمات العامة إلى ملكية عامة.

- يعبر الحزب عن مواقف ثابتة تجاه القضية الفلسطينية، داعياً لإنهاء مبيعات الأسلحة لإسرائيل، ويؤكد أن مشاكل المجتمع ناتجة عن نظام اقتصادي يحمي مصالح الشركات وليس بسبب المهاجرين.

- من المتوقع أن يؤثر الحزب الجديد على المشهد السياسي في بريطانيا، حيث أظهر استطلاع للرأي أنه قد يحصل على 10% من الأصوات، مما يهدد شعبية حزب العمال.

أكد النائب في البرلمان البريطاني جيريمي كوربين تأسيسه حزباً سياسياً جديداً مع النائبة العمالية السابقة زارا سلطانة، متعهداً "ببناء حركة ديمقراطية قادرة على مواجهة الأغنياء والنافذين وتحقيق النصر". وبعد الأنباء التي جرى تداولها في الأسبوعين الماضيين حول الحزب الجديد، قال زعيم حزب العمال البريطاني السابق، في منشور له على منصة إكس اليوم الخميس، إنه يُؤسس حزباً جديداً يُشار إليه حالياً باسم "حزبكم" (Your Party).

وجاء في بيان مشترك له وللنائبة سلطانة التي استقالت أخيراً من حزب العمّال: "النظام مُزوّر. مُزوّر عندما يعيش 4.5 ملايين طفل في فقر في سادس أغنى دولة في العالم. مُزوّر عندما تجني الشركات العملاقة ثروات طائلة من ارتفاع الفواتير. مُزوّر عندما تُصرّح هذه الحكومة بأنه لا يوجد مال للفقراء، بل مليارات للحرب".

وأضاف البيان: "لا يُمكننا قبول هذه المظالم، ولا يجب عليكم قبولها أيضاً. لن نُعالج أزمات مجتمعنا إلا بإعادة توزيع الثروة والسلطة على نطاق واسع. هذا يعني فرض ضرائب على أغنى أغنياء مجتمعنا. وهذا يعني تحرير نظام الصحة الوطني من الخصخصة، وتحويل الطاقة والمياه والسكك الحديدية والبريد إلى ملكية عامة. وهذا يعني الاستثمار في برنامج ضخم لبناء مساكن المجالس المحلية. وهذا يعني الوقوف في وجه شركات الوقود الأحفوري العملاقة التي تضع أرباحها فوق مصلحة كوكبنا".

وأضاف النائبان المعروفان بمواقفهما الثابتة تجاه القضية الفلسطينية ومشاركتهما في حراك التضامن لأجل غزة: "في هذه الأثناء، يشعر ملايين الناس بالرعب من تواطؤ الحكومة في جرائم ضد الإنسانية. الآن، أكثر من أي وقت مضى، يجب علينا الدفاع عن الحق في الاحتجاج على الإبادة الجماعية. نؤمن بالفكرة الجذرية القائلة بأن كل حياة بشرية لها قيمة متساوية. ولهذا السبب سنواصل المطالبة بإنهاء جميع مبيعات الأسلحة لإسرائيل، وبالطريق الوحيد للسلام: فلسطين حرة ومستقلة".

وخلص البيان إلى القول: "حركتنا تتكون من أناس من جميع الأديان ومن لا دين لهم. يريدك دعاة الانقسام الكبار أن تعتقد أن مشاكل مجتمعنا سببها المهاجرون أو اللاجئون. هذا ليس صحيحاً. إنها ناجمة عن نظام اقتصادي يحمي مصالح الشركات والمليارديرات. الناس العاديون هم من يخلقون الثروة، وهم من يملكون القدرة على إعادتها إلى مكانها الصحيح. لقد حان الوقت لنوع جديد من الأحزاب السياسية. حزب متجذر في مجتمعاتنا ونقاباتنا وحركاتنا الاجتماعية. حزب يبني نفوذاً في جميع المناطق والبلدان. حزب ينتمي إليكم".

وأشار البيان إلى أنه سيُعقد مؤتمر افتتاحي بعد عملية التأسيس، وأن موقع الحزب الإلكتروني بدأ تلقي التبرعات. وفي مطلع الشهر الحالي، استقالت النائبة عن دائرة مدينة كوفنتري الجنوبية وسط بريطانيا زارا سلطانة من حزب العمال، بسبب خلافها مع الحزب في قضايا اجتماعية وسياسية منها الموقف من الحرب على قطاع غزة، ومطالبتها بفرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي. وفُصل زعيم حزب العمال السابق جيرمي كوربين من حزب العمال بعد حملة قادها الزعيم الحالي كير ستارمر ضده وضد العديد من الشخصيات المحسوبة على يسار الحزب.

ومن المتوقع أن يخوض الحزب اليساري الجديد الانتخابات البرلمانية المقبلة في بريطانيا، وهو ما قد يؤثر بشعبية حزب العمال الذي يعتبر في الخريطة السياسيّة يسار وسط مع تبنيه بعض السياسات أخيراً تجاه اليمين. وانعكس التأثير على شعبية حزب العمال خلال الانتخابات الأخيرة بفوز خمسة نواب مستقلين تغلبوا على مرشحين من حزب العمال جميعاً، وكاد عددٌ آخر يفوز بفارق ضئيل أمام نواب مخضرمين، وذلك بسبب الموقف المتعلق بغزة.

وأشار استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "مور إن كومون" أخيراً إلى أنّ حزباً جديداً افتراضياً بقيادة كوربين قد يحصل على 10% من الأصوات، ويصبح الحزب الأكثر شعبية بين الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً. وأشار الاستطلاع إلى أن نسبة تصويت حزب العمال الإجمالية ستنخفض من 23% إلى 20%، وأن دعم حزب الخضر الذي زاد مقاعده من مقعد واحد إلى أربعة في الانتخابات الأخيرة، سينخفض من 9% إلى 5%.