كان من المفترض أن يلقي رئيس الحكومة البريطانية السابق بوريس جونسون كلمة الوداع، اليوم الثلاثاء، من أمام داونينغ ستريت (مقر رئاسة الوزراء البريطانية) بعد الساعة الثامنة والنصف، قبل أن يستقلّ الطائرة متوجّهاً إلى قصر بالمورال في اسكتلندا للقاء الملكة إليزابيث الثانية، إلا أن الطقس المتقلّب وحركة الطيران المرتبكة دفعاه لإلقاء الكلمات الأخيرة عند السابعة والنصف صباحاً، حيث ودّع ناخبيه والعاملين معه، وأثنى على جهود الحكومة في "وضع اللمسات الأخيرة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفي منح اللقاح المضاد لفيروس كورونا لـ70% من السكّان في غضون ستة أشهر".
كما حاول جونسون التخفيف من وطأة الكارثة الاقتصادية وأزمة غلاء المعيشة التي تشهدها بريطانيا، مؤكّداً أن "الحكومة قادرة على تجاوز هذا الوقت الصعب، والخروج من الأزمة أقوى من السابق".
ودعا جونسون "الزملاء المحافظين" إلى الوقوف إلى جانب خليفته ليز تراس وفريقها وبرنامجها، "لنقدّم للناخبين ما يتطلّعون إليه وما يحتاجونه وما يستحقّونه".
ولم تغب الأزمة الأوكرانية عن خطابه، هو "الزعيم المفضَّل" لدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث أشار جونسون إلى "أننا سنتحمل أزمة كلفة المعيشة التي تفاقمت بسبب الغزو الروسي، وسنخرج أقوى"، محذّراً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من مغبّة "ابتزاز الشعب البريطاني والتنمّر عليه".
ولم يفت جونسون الحديث عن أسفه للطريقة التي أُجبر فيها على التنحّي ومغادرة داونينغ ستريت، متّهماً "المتآمرين" عليه بتغيير القواعد في منتصف الطريق. وختم جونسون كلمته مخاطباً حزبه الذي يعيش انقسامات هائلة، وقال ممازحاً إنّ كلبه ديلين استطاع التوافق مع القط لاري الشهير "قط داونينغ ستريت"، ونجحا في "وضع خلافاتهما جانباً"، وبالتالي "يمكن لحزب المحافظين أن يحذو حذوهما".
وقبل أن يركب السيارة بصحبة زوجته مغادراً إلى اسكتلندا، شدّد جونسون على دعمه لتراس ولحكومتها في كلّ خطوة.
ومن المتوقّع أن يلتقي جونسون بالملكة إليزابيث الثانية، حيث سيعلن تنحّيه. وسيعقب لقاء الملكة بجونسون لقاء بليز تراس، زعيمة حزب المحافظين الجديدة، والتي ستُنَصّب رسمياً رئيسة للحكومة.
وستبدأ تراس اعتباراً من مساء اليوم بالتعيينات الوزارية السيادية، على أن تستكمل حكومتها غداً الأربعاء.
يُذكر أن الأسماء المتداولة حتى اللحظة لشغل الحقائب الوزارية هي تلك التي دعمت تراس منذ اللحظة الأولى لخوضها السباق مع منافسها وزير المالية المستقيل ريشي سوناك، ما دفع بوزيرة الداخلية بريتي باتيل إلى الاستقالة من منصبها أمس الإثنين، قبل أن تُقال، بعدما نأت بنفسها عن دعم أي من المرشّحين، إلى جانب استقالة صديق جونسون المقرّب ووزير الدولة في داونينغ ستريت نايجل آدمز.
الكرملين يرجح عدم تحسن العلاقات مع بريطانيا بعد اختيار تراس
إلى ذلك، رجح الكرملين، اليوم الثلاثاء، عدم تحسن العلاقات مع المملكة المتحدة بعد اختيار ليز تراس لمنصب رئيسة وزراء البلاد. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي وفق "الأناضول": "لكي نكون صادقين، إذا حكمنا من خلال تصريحات السيدة تراس بخصوص بلدنا عندما كانت وزيرة للخارجية، يمكننا أن نفترض بدرجة عالية من اليقين أنه لا يمكن توقع أي تغييرات للأفضل في ضوء تسلمها المنصب الجديد".