جوناثان ويتال... مسؤول أممي بارز في مرمى نيران إسرائيل

لندن
ربيع عيد (فيسبوك)
ربيع عيد
صحافي وكاتب من فلسطين؛ مراسل "العربي الجديد" في بريطانيا.
21 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 23 يوليو 2025 - 02:36 (توقيت القدس)
إسرائيل تقرّر عدم تمديد تأشيرة مسؤول أممي بعد تنديده بقتل مجوّعي غزة
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواصل إسرائيل منع عمل المسؤولين الأمميين في فلسطين، حيث رفضت تجديد تأشيرة جوناثان ويتال، متهمة إياه بالتحيّز بعد وصفه لممارساتها في غزة بأنها "مذبحة ممنهجة".

- يتمتع جوناثان ويتال بخبرة ميدانية واسعة في العمل الإنساني تمتد لعقدين، حيث عمل في مناطق نزاع معقدة مثل دارفور وشمال أوغندا، وشغل مناصب قيادية في منظمة أطباء بلا حدود.

- واجه ويتال تحديات كبيرة في فلسطين، وانتقد إسرائيل لعدم الوفاء بالتزاماتها القانونية، مما أدى إلى ترحيله بعدم تجديد تأشيرته.

مع استمرار حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة للشهر الواحد والعشرين، تتواصل الإجراءات الإسرائيلية الساعية لمنع عمل المسؤولين الأمميين في فلسطين، كان آخرها عدم تجديد الحكومة الإسرائيلية تأشيرة جوناثان ويتال، القائم بأعمال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في الأرض الفلسطينية المحتلة، متهمة إياه بـ"التحيّز" و"تشويه الحقائق"، بعد أن وصف ممارسات إسرائيل في غزة أنّها "مذبحة ممنهجة".

تصدّر اسم البريطاني جوناثان ويتال المشهد الأممي باعتباره واحداً من الأصوات البارزة المنتقدة لانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويُعرف على نطاق واسع بخبرته الميدانية العميقة في العمل الإنساني حول العالم، وصراحته المباشرة خلال تصريحاته تجاه الأزمات الكبرى، لا سيّما ما يجري في قطاع غزة.

مسيرة في العمل الإنساني تمتد لعقدَين

بدأ ويتال مسيرته المهنية بعد كارثة تسونامي عام 2005، حين قرّر الانتقال من التحليل الأكاديمي إلى العمل الميداني المباشر. عمل مع منظمات دولية مثل "ميرلين" و"غول" في مناطق النزاع المعقدة مثل دارفور وشمال أوغندا، مركّزاً على النازحين داخلياً وبناء استجابات إنسانية من الصفر، إلّا أن مسيرته المهنية الأبرز كانت مع منظمة أطباء بلا حدود، إذ أمضى غالبية حياته المهنية، بدءاً من جنوب أفريقيا، حيث عمل مع مجتمعات اللاجئين، إلى منسق طوارئ في ليبيا والبحرين وسورية.

تقلّد لاحقاً منصب مدير التحليل الإنساني في المنظمة، وقاد وحدة بحثية استراتيجية عالجت قضايا الصحة والنزاعات والهجرة. وخلال تلك الفترة، ساهم مباشرةً في التفاوض من أجل دخول المساعدات الإنسانية إلى مناطق مشتعلة مثل العراق، وأفغانستان، ولبنان، وسورية، وأوكرانيا، وجنوب السودان. درس في كلية ليفربول للطب الاستوائي وحصل منها على ثلاث مؤهلات: دبلوم في المساعدات الإنسانية (2005)، وماجستير في الدراسات الإنسانية (2006)، ودكتوراه عام 2015. تناول في أطروحته للدكتوراه التحديات التي تواجه الفاعلين الإنسانيين في ظل التحولات الجيوسياسية، وهي مواضيع تنعكس على أرض الواقع بعمله في فلسطين اليوم.

من التنسيق الإنساني في غزة إلى المواجهة الدبلوماسية

مع تعيينه قائماً بأعمال مكتب "أوتشا" في الأرض الفلسطينية المحتلة، خاض ويتال تجربة العمل الإنساني في واحدة من أعقد وأخطر المناطق عالمياً، في ظل التقارير الأممية حول الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الحاصل في فلسطين، وانحياز العديد من الدول الغربية إلى جانب دعم إسرائيل، إذ كان له عدد من التصريحات التي وصف فيها الواقع دون تجميل، منها ما يجري في غزة بأنه "مذبحة ممنهجة"، مشيراً إلى استخدام الجوع سلاحاً، ووصف الإجراءات الإسرائيلية بأنها "مصمّمة للقتل".

اتهم ويتال إسرائيل بعدم الوفاء بالتزاماتها القانونية بموجب اتفاقيات جنيف، بما في ذلك توفير الحماية للمدنيين، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، كما أشار إلى استهداف مباشر لعمال الإغاثة، قائلاً: "إننا نرى استخداماً مجنوناً للجوع أداةَ قتل، ونواجه عراقيل ممنهجة لمنعنا من إيصال الغذاء والدواء. ما نشهده هو تهجير قسري بحكم الأمر الواقع". وعن نظام توزيع المساعدات الأميركي الذي استبدل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قال: "مئات يُقتلون يومياً وهم في طريقهم للحصول على الطعام... نظام توزيع جرى إعداده في مناطق عسكرية، والجوع بات مصمّماً للقتل".

ونفى ويتال في إحاطة قدّمها في مايو/ أيار الماضي، المزاعم الإسرائيلية عن أن حركة حماس تحوّل مسار المعونات التي تقدمها الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، قائلاً إن هذا الادعاء لا يصمد في مواجهة التدقيق والتمحيص، بينما السرقة الحقيقية التي طاولت المعونات منذ بداية الحرب تنفَّذ بحسب قوله "على يد العصابات الإجرامية على مرأى ومسمع القوات الإسرائيلية، وقد سُمح لها بالعمل على مقربة من معبر كرم أبو سالم الذي يؤدي إلى غزة".

ونشر ويتال عدداً من الفيديوهات الذي تحدث فيها  مباشرةً بكلمات مصوّرة من غزة عن الفظائع اليومية التي يعيشها الناس بسبب التهجير والنزوح، وعدم إدخال الحاجيات الأساسية للفلسطينيين.

ترحيل قسري من فلسطين

قرّرت الحكومة الإسرائيلية مطلع هذا الأسبوع ترحيل جوناثان ويتال من فلسطين من خلال عدم تجديد تأشيرته التي تنتهي في أغسطس/ آب المقبل، بعد تصريحات أخيرة له ندّد فيها بقتل إسرائيل للمُجوّعين في غزة. وجاء في بيان صدر عن مكتب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر: "في أعقاب سلوك منحاز وعدائي ضدّ إسرائيل، حرّف الواقع، وقدم تقارير كاذبة، وشهّر بإسرائيل، بل وانتهك قواعد الأمم المتحدة نفسها المتعلقة بالحياد، وبناءً على التوصية المهنية المقدّمة، أصدرت تعليماتي بعدم تمديد تصريح الإقامة لرئيس مكتب أوتشا في إسرائيل، جوناثان ويتال"، وهو بيان يزيد من رصيد إسرائيل في منع عمل مؤسّسات أممية وممثلين عنها.

ذات صلة

الصورة
لافتة مؤيدة للفلسطينين في مطار أو آر تامبو، 8 أكتوبر 2025 (ماناش جيوتي داس/Getty)

سياسة

كشفت صحيفة هآرتس أن الجهة التي تقف وراء الرحلات الغامضة التي تنقل فلسطينيين من غزة عبر مطار رامون هي جمعية، يديرها شخص يحمل جنسية إسرائيلية وإستونية.
الصورة
من تظاهرة تضامنية في أوكلاند مع غزة وضد الاحتلال 14 نوفمبر 2025 (العربي الجديد)

سياسة

ركز الحراك الأسبوعي الذي تنظمه شبكة التضامن مع فلسطين في مدينة أوكلاند في نيوزيلندا، اليوم السبت، على المطالبة بمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات على إسرائيل.
الصورة
خيم النازحين الغارقة في مدينة غزة، 14 نوفمبر 2025 (العربي الجديد)

مجتمع

تتفاقم معاناة مئات آلاف النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، مع وصول منخفض جوي مصحوب بأمطار وكتلة هوائية باردة منذ فجر الجمعة.
الصورة
غزة (فرانس برس)

منوعات

يفرض الاحتلال الإسرائيلي حصاراً إعلامياً شاملاً على قطاع غزة يشمل منع دخول الصحافيين الأجانب والمعدات التقنية وأجهزة البث والتصوير.