تستضيف قطر غداً الأربعاء، جولة مفاوضات روسية أوكرانية في إطار جهود الوساطة المستمرة التي تقوم بها لجمع شمل العائلات المتأثرة بالصراع الروسي الأوكراني. ووفق وزارة الخارجية القطرية، فإن وفداً من كلّ من روسيا الاتحادية برئاسة المفوضة الرئاسية لحقوق الطفل ماريا لفوفا بيلوفا، ومن أوكرانيا برئاسة مفوض البرلمان لحقوق الإنسان دميترو لوبينيتس، سيزوران الدوحة لهذا الغرض.

وسيعقد الجانب القطري برئاسة وزيرة الدولة للتعاون الدولي لولوة بنت راشد الخاطر، عدداً من الاجتماعات مع الطرفين، غداً، في إطار جهود الوساطة القطرية في هذا الشأن. وأعلنت قطر يوم السبت الماضي، وصول 20 عائلة روسية وأوكرانية، من بينها 37 طفلاً، إلى الدوحة، لتلقي الدعم الطبي والنفسي، ضمن برنامج متكامل يهدف إلى توفير الرعاية الصحية والدعم الشامل لهذه الأسر وأطفالها، وذلك في إطار جهود وساطتها المستمرة لجمع شمل العائلات التي شتّتها الصراع الروسي الأوكراني.

وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان نشرته على حسابها عبر منصة "إكس"، إن قطر تستضيف هذه العائلات في الفترة من 18 إلى 27 إبريل/ نيسان الحالي، لتلقي الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي، وأشارت إلى أن البرنامج يمثل خطوة مهمة في مساعدة الأسر في عملية التعافي، وهو مصمَّم لتقديم دعم شامل يلبّي الاحتياجات الفورية، ويضع أيضاً الأساس للشفاء والاندماج على المدى الطويل.

وأضافت الوزارة أن البرنامج يساعد في تعزيز المعافاة الصحية والاستقرار، من خلال التركيز على الصحة النفسية والجسدية والاجتماعية لكل فرد من أفراد الأسرة، ما يمكّن الأسر من إعادة بناء حياتها بثقة وأمان. كذلك، أشارت في هذا الصدد إلى أن البرنامج ينفَّذ بالشراكة مع ممثلي كل من الاتحاد الروسي وأوكرانيا.

ونجحت وساطة دولة قطر آخرَ شهر مارس/ آذار الماضي في لمّ شمل دفعة جديدة من الأطفال مع عائلاتهم، في إطار جهودها المستمرة بهذا الصدد. ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء أن روسيا سلّمت 6 أطفال أوكرانيين لبلادهم بوساطة قطرية، ونجحت قطر مرات سابقة في لمّ شمل عدة أطفال أوكرانيين مع عائلاتهم.

وقالت وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، لولوة الخاطر، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن سفارة دولة قطر في موسكو تستضيف الأطفال، وتسهّل مغادرتهم بشكل آمن إلى أوكرانيا، فيما يسهّل ممثلو دولة قطر مغادرة آمنة للأطفال من أوكرانيا إلى روسيا عبر بيلاروسيا. وجددت التزام دولة بلادها جهود وساطتها الرامية إلى لمّ شمل الأطفال المنفصلين عن عائلاتهم، وضمان سلامتهم ورفاهيتهم، لافتة إلى أن وساطة دولة قطر تتضمن الحصول على موافقة أُسَر الأطفال على نقلهم من أو إلى أوكرانيا وروسيا، والتحقق من هويتهم، والتنسيق مع المنظمات الإنسانية، وتلبية احتياجاتهم الطبية، فضلاً عن الترتيبات اللوجستية الخاصة بلمّ شمل الأطفال مع عائلاتهم.

ووفق بيان سابق لوزارة الخارجية القطرية، فإن عمليات لمّ شمل الأسر "جزء من مبادرة مستمرة تقودها قطر، استجابة لطلبات روسيا وأوكرانيا لتحديد واستكشاف مجالات التعاون المحتملة".