جولة أمنية لسلام في شمال لبنان لتثبيت الهدوء وضبط الحدود

25 مارس 2025
جانب من جولة سلام في الشمال اللبناني، 25 مارس 2025 (المكتب الإعلامي لسلام)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قام رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام بجولة في الشمال اللبناني، شملت طرابلس وعكار، بهدف تحسين الأوضاع الأمنية والتنموية، وإطلاق خطة لضبط الحدود ومكافحة التهريب والجريمة.
- في طرابلس، ترأس سلام اجتماعاً لمجلس الأمن الفرعي، مشدداً على سحب السلاح من المواطنين وتسريع المحاكمات، مع التزام الحكومة بدعم الأجهزة الأمنية لتحقيق الاستقرار.
- في عكار، زار سلام مطار القليعات وأعلن عن اتفاق لتشغيله، مؤكداً على الشراكة بين القطاعين العام والخاص ودعم المنطقة في مواجهة التحديات، بما في ذلك ملف النزوح السوري.

أجرى رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام اليوم الثلاثاء، جولة تفقدية في الشمال اللبناني، يرافقه وفد رسميّ، وذلك للاطلاع على الأوضاع الأمنية والتنموية، وإطلاق خطة أمنية لتثبيت الهدوء والاستقرار وضبط الحدود.

وتأتي زيارة سلام في وقتٍ شهدت فيه بعض المدن الشمالية توترات متفرقة، ضُبطَت سريعاً، ولا سيما في طرابلس، أجّجتها الأحداث الأخيرة في الساحل السوري، التي ترجمت كذلك بتسجيل حركة نزوح كبيرة إلى الشمال، خصوصاً نحو عكار، وبعضها مرتبط بارتفاع نسب الجرائم، سواء القتل أو النشل والسرقة في المدينة، ولا سيما في شهر رمضان، وسط تفشٍّ كبير للسلاح، وزيادة مقلقة في معدلات الفقر والجوع والبطالة.

وبدأت جولة نواف سلام في صباح يوم الثلاثاء، من طرابلس، حيث انتقل إلى المدينة عبر مروحية عسكرية، وترأس اجتماعاً لمجلس الأمن الفرعي لمحافظة لبنان الشمالي، خلال زيارته، مؤكداً ضرورة الحفاظ على الأمن وضبط الاستقرار في المدينة، مشدداً على أن "لا غطاء على أيّ مخلّ بالأمن"، طالباً التشدّد في قمع المخالفات.

وشدد سلام على ضرورة ضبط الحدود ومكافحة التهريب، وفق خطة أمنية جديدة من الواجب العمل على تطبيقها سريعاً، مشيراً إلى أنه "في هذا السياق تأتي زيارة وزير الدفاع ميشال منسى لسورية للبحث مع المسؤولين هناك في كيفية ضبط الحدود ومنع التجاوزات والتعديات".

وطلب سلام من الأجهزة الأمنية العمل على مكافحة تجارة المخدرات وتهريبها وترويجها، وقد استمع إلى تقارير من المسؤولين العسكريين والأمنيين في المدينة، مطالباً بوضع خطة وطنية لسحب السلاح من أيدي المواطنين، وضبط التعديات على الأملاك العامة والخاصة، معتبراً أنّ "الحكومة حريصة على توفير كلّ القدرات والتجهيزات للأجهزة الأمنية والعسكرية لتحقيق النتائج المرجوة".

وأشار رئيس الوزراء اللبناني إلى "ضرورة التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية للعمل بفعالية، ورفض الخضوع لأي ضغوط لإطلاق سراح المخلين بالأمن"، معتبراً أنّ "الناس لا تهوى الإخلال بالأمن، ويجب توفير الظروف الاجتماعية والمعيشية المؤاتية لمنع كل ظواهر التفلت الأمني أو الاجتماعي"، لافتاً إلى أنّ "الحكومة بصدد إعداد مشاريع لتفعيل القطاعات الحيوية في محافظة الشمال، بهدف توفير فرص العمل ومكافحة البطالة التي تتسبب بالكثير من المشاكل".

وتعهّد نواف سلام بإجراء زيارة ثانية للشمال، لإطلاق العديد من المشاريع الحيوية، على أن تكون الزيارة مقرونة بالأفعال وبالخطط الفعالة، ولا سيما في تفعيل عمل مرفأ طرابلس، والمنطقة الاقتصادية الخاصة، والمعرض، وغيرها، وهذا ما التزمته الحكومة في بيانها الوزاري، مؤكداً العمل على رفع الظلم والقهر عن الشمال.

وعن موضوع السجون والاكتظاظ، أشار سلام إلى العمل على وضع خطة للسجون لتخفيف الظلم الذي يطاول الموقوفين، بالإضافة إلى العمل على تسريع المحاكمات وإنشاء محاكم في السجون لتسريع إصدار الأحكام، لأن عشرات الموقوفين يقبعون في السجون منذ سنوات بلا أي محاكمة وهذا ظلم إنساني لا يجوز.

نواف سلام من عكار: إطلاق مخطط توجيهي لمطار القليعات

وانتقل سلام إلى محافظة عكار، في زيارة بدأها من مطار القليعات، حيث هبطت المروحية التي تقلّه على مدرجه، وجال في أرجائه، واعداً بزيارة ثانية للمنطقة لإطلاق المخطط التوجيهي ولإطلاق مشاريع أخرى. وكشف عن "إنجاز اتفاق مع شركة دار الهندسة لإعداد دراسة مجانية لتشغيل مطار القليعات، وخلال ثلاثة أشهر سيُقدَّم تصور أولي لمخطط توجيهي لانطلاق آلية العمل لتفعيل هذا المرفق". وأشار إلى "أهمية الشراكة بين القطاعين، العام والخاص، للدخول في استثمارات كثيرة، وخصوصاً في الشمال، ولا سيما في المطار، وقد ترأست بالأمس اجتماعاً للمجلس الأعلى للخصخصة في سبيل إعادة تفعيله".

وقال: "لا نعتبر أنفسنا في حالة بعد عن عكار، وإن كانت بعيدة جغرافياً عن بيروت. نحن نعلم ما الذي عانته عكار على مدى عشرات السنوات الماضية، من إهمال، ولدينا خطط واضحة لرفع الظلم عنها". وخلال ترؤسه جلسة لمجلس الأمن الفرعي، قال سلام: "هناك حاجة ماسة وضرورة لضبط الحدود"، مشدداً على "الجهوزية الكاملة لتحقيق الاستقرار، ودعم عكار في مواجهة كل المشاكل التي تعاني منها، بالإضافة إلى ملف النزوح السوري المستجد في الفترة الأخيرة، ومعالجة كل الاشكالات التي تحصل على المعابر".

وأعطى نواف سلام "كل التوجيهات لضبط الأمن بشكل كامل، ومنع حصول التجاوزات"، لافتاً إلى "الزيارة التي سيجريها وزير الدفاع ميشال منسى لسورية الأربعاء للبحث في ضبط الحدود".

من جهته، كشف وزير الأشغال العامة والنقل، فايز رسامني، أنّ وفداً من شركة دار الهندسة زار المطار قبل فترة، وقدم تصوّراً أولياً، للعمل في سبيل تفعيل المطار، معتبراً وجوده فرصة للاستفادة من الموقع الجغرافي للمطار، ما يعزز فرص استقطاب المستثمرين. وقال رسامني: "نحن سنعمل وفق مسارين، تشغيل المطار، وتعزيز التنمية في المنطقة، وهنا يمكن التفكير بجعله مطاراً للشحن من خلال الاستفادة من قرب مرفأ طرابلس، وخلق منطقة حرّة فيه، والتفكير في إمكانية خلق منطقة لصيانة الطائرات أيضاً".