جولة "أخيرة" في الدوحة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

14 يناير 2025
نقل إصابات جراء قصف حي الزيتون في مدينة غزة، 13 يناير 2025 (داوود أبو الكاس/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انطلقت في الدوحة مباحثات حاسمة لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، بحضور شخصيات بارزة، ووافقت حماس على مسودة الاتفاق مع استمرار المشاورات مع الفصائل الفلسطينية.
- تتضمن مسودة الاتفاق ثلاث مراحل تشمل إطلاق سراح محتجزين إسرائيليين، مفاوضات لإطلاق سراح باقي المحتجزين، وترتيبات طويلة الأمد لحكم بديل في غزة وخطط إعادة الإعمار.
- يهدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي بالاستقالة إذا تم الاتفاق، بينما تستعد مصر لتشغيل معبر رفح، وسط ضغوط دولية وإسرائيلية داخلية.

تهدف اجتماعات اليوم إلى وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل المتبقية

يبدو أن احتمال التوصّل إلى اتفاق أقرب من أي وقت مضى

سيلتقي الوسطاء بشكل منفصل مع مسؤولي حركة حماس

انطلقت في الدوحة، اليوم الثلاثاء، "جولة أخيرة" من المباحثات الهادفة إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين. وقال مصدر مطلع لوكالة فراس برس، إنّ اجتماعات اليوم "تهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل المتبقية من الصفقة"، بحضور رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد ديفيد برنيع، وموفدَي الرئيس الأميركي جو بايدن، بريت ماكغورك، والرئيس المنتخب دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، ورئيس الوزراء القطري وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

ويلتقي الوسطاء بشكل منفصل مع مسؤولي حركة حماس، على ما أفاد المصدر. وفي السياق، قال مصدر مطلع على المفاوضات لـ"العربي الجديد"، إنّ الحركة وافقت على المسودة، وقد أبلغت الوسطاء بذلك.

وأعلنت حركة حماس، اليوم الثلاثاء، أنها أجرت سلسلة من الاتصالات والمشاورات مع قادة الفصائل الفلسطينية، حيث وضعتهم في صورة التقدم الحاصل في المفاوضات الجارية في الدوحة، مشيرة في بيان، إلى أن قادة القوى والفصائل عبّروا خلال هذه الاتصالات عن ارتياحهم لمجريات المفاوضات، مؤكدين ضرورة الاستعداد الوطني العام للمرحلة القادمة ومتطلباتها".

وأكدت قيادة الحركة والقوى المختلفة استمرار التواصل والتشاور حتى إتمام اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي وصل إلى مراحله النهائية، معبرين عن أملهم أن تنتهي هذه الجولة من المفاوضات باتفاق واضح وشامل، وفق بيان "حماس".

إلى ذلك، تحدثت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد" عن استعدادات لتشغيل معبر رفح، لإدخال المساعدات واستقبال المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، لافتة إلى أنه سيتم إدخال المساعدات الإنسانية والوقود عبر معبر رفح منذ اليوم الأول لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن بدء سفر المرضى والجرحى سيكون بعد مرور أسبوع على بدء الاتفاق. وأكدت المصادر أنه سيتم إدخال البيوت المتنقلة، والخيام، وآليات هندسية لإزالة الركام مع بدء الاتفاق.

ويأتي هذا في وقت يهدّد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بالاستقالة من الحكومة، في حال تمّ التوصل إلى اتفاق في غزة. واعتبر بن غفير، في شريط فيديو قام بتعميمه، اليوم الثلاثاء، أن هذه "صفقة خضوع لحماس"، داعياً وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي أعلن أيضاً معارضته الصفقة، إلى الانسحاب معاً من الحكومة إذا تم إبرامها. وقال: "لا قدرة لحزب عوتسما يهوديت وحده على منع الصفقة، أقترح أن نذهب معاً إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ونخبره أنه إذا مرر الصفقة سننسحب من الحكومة".

لكن يبدو أن احتمال التوصّل إلى اتفاق أقرب من أي وقت مضى، وفق الكثير من المؤشرات والتصريحات، وبفضل ضغوطات مارسها ترامب على حكومة الاحتلال، وفق ما أوردته تقارير إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بالإضافة إلى "هدايا" قدّمها لها، تضاف إلى ذلك حسابات إسرائيلية داخلية، ولا يقلل ذلك من جهود الوسطاء أيضاً، قطر ومصر.

وأرسلت قطر، أمس الاثنين، مسودة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ومبادلة المحتجزين الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين، إلى إسرائيل وحركة حماس، في خطوة أولى تهدف لإنهاء الحرب المستمرة على القطاع منذ 15 شهراً. وقبل أسبوع واحد فقط من تولي ترامب منصبه، قال مسؤولون إنّ انفراجة تحققت في المحادثات التي تستضيفها الدوحة، وإنّ الاتفاق قد يكون قريباً.

وكشف مصدر مسؤول في حركة حماس لـ"العربي الجديد"، مساء أمس الاثنين، عن أنّ الحركة تسلّمت مسودة اتفاق وقف إطلاق النار من الوسطاء. وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، إنه سيُعقد اجتماع مركزي للحركة لمناقشة مسودة الاتفاق الذي تسلمته، وشدد على أنه "إذا لم يكن هناك مساس بالنقاط الجوهرية التي تهمّ شعبنا، فإن الرد سيكون إيجابياً".

ووفق مسودة الاتفاق الذي يقوم على ثلاث مراحل، سيتمّ في المرحلة الأولى، إطلاق سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً، منهم أطفال ونساء ومجندات ورجال فوق الخمسين وجرحى ومرضى. وتعتقد إسرائيل أن معظم المحتجزين على قيد الحياة، لكنها لم تتلقً أي تأكيد رسمي من "حماس". وإذا سارت المرحلة الأولى على النحو المخطط لها، فستبدأ مفاوضات بشأن مرحلة ثانية في اليوم السادس عشر من دخول الاتفاق حيز التنفيذ. وخلال المرحلة الثانية، سيُطلق سراح باقي المحتجزين الأحياء، ومنهم الجنود والرجال في سن الخدمة العسكرية، فضلاً عن إعادة جثث المحتجزين. وتتناول المرحلة الثالثة والأخيرة، الترتيبات طويلة الأمد، بما في ذلك المناقشات حول حكم بديل في قطاع غزة وخطط إعادة إعماره.