جهود الوساطة تنجح في حلحلة عُقَد اتفاق غزة ومكتب نتنياهو ينفي

13 فبراير 2025
جنود يقفون فوق دبابة على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع غزة، 12 فبراير 2025 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- جهود الوساطة المصرية والقطرية: نجحت الجهود المصرية والقطرية في تذليل العقبات لاستكمال تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة، رغم نفي مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التوصل إلى تفاهمات مع حماس.

- تفاؤل بشأن إطلاق سراح المحتجزين: تزايدت المؤشرات الإسرائيلية على حل الأزمة، مع توقع تنفيذ الدفعة السادسة من الأسرى، وسط تفاؤل بين عائلات المحتجزين بعد تلقيهم مؤشرات إيجابية.

- ضغوط دولية ومحلية: طالب الرئيس الأميركي بالإفراج عن المحتجزين، بينما شهدت تل أبيب احتجاجات تطالب الحكومة الإسرائيلية بالالتزام بتنفيذ الصفقة.

نفى مكتب نتنياهو التوصل إلى تفاهمات مع حماس

تفاؤل يسود اليوم في أوساط منتدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين

مسؤول إسرائيلي يزعم أن التهديد باستئناف الحرب يدفع نحو حل الأزمة

أفادت وسائل إعلام مصرية، اليوم الخميس، بنجاح الجهود المصرية والقطرية في تذليل العقبات التي كانت تواجه استكمال تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة، والتزام الطرفين باستكمال تنفيذ الهدنة بالقطاع، فيما نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التوصل إلى تفاهمات بشأن حل الأزمة مع حركة حماس. وقال مكتب نتنياهو في بيان: "لم يتم التوصل حتى الآن إلى تفاهمات بشأن حل الأزمة مع حماس". وأشار إلى أن أي تقارير بشأن نجاح أطراف الوساطة في حل الأزمة بمثابة "أخبار كاذبة، وليس لها أساس من الصحة".

يأتي ذلك فيما تزداد المؤشرات الإسرائيلية على أن الأزمة في طريقها إلى الحل، وأن الدفعة السادسة من الأسرى والمحتجزين ستخرج في موعدها بعد غد السبت، الأمر الذي يعززه أيضاً موقف الحركة التي أعلنت اليوم الخميس أنها غير معنية بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحريصة على تنفيذه وإلزام الاحتلال به كاملاً.

وعلم "العربي الجديد" أن تفاؤلاً يسود اليوم في أوساط منتدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين، وفقاً لمصادر داخل الهيئة المذكورة، بعد "مؤشرات إيجابية" حصلت عليها العائلات من المسؤولين الرسميين في المنتدى، ما قد يعني أن هؤلاء حصلوا على معلوماتهم من خلال تواصلهم مع جهات رسمية على الأرجح، دون البوح بذلك صراحة على الملأ.

ويتزامن هذا مع تواتر تقارير إسرائيلية حول تقديرات مسؤولين إسرائيليين بأن الأزمة في طريقها إلى الحل، وأن الدفعة السادسة ستنفّذ في موعدها يوم السبت. ومن المقرر في إطار الاتفاق، الإفراج عن ثلاثة محتجزين إسرائيليين في الدفعة القادمة، لكن في ضوء مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالإفراج عن كل المحتجزين، وتحذيره من أن الوقت المتبقي لبقاء المحتجزين على قيد الحياة قصير، تستمر دولة الاحتلال في الحفاظ على ضبابية معيّنة بشأن عدد المحتجزين الذي تطالب به ليوم السبت.

ورغم تكرار مسؤوليها كلمتي ترامب "جميع الرهائن"، لم يوضحوا إن كان الجميع في هذه المرحلة يعني كل المحتجزين في غزة، أم جميع من تشملهم الدفعة السادسة، أي جميع المحتجزين الثلاثة المقرر إطلاق سراحهم يوم السبت، أو غير ذلك. وبالنظر إلى الوضع الحالي، يبدو أن إطلاق سراح المحتجزين الثلاثة هو الأمر الأكثر احتمالاً.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الخميس، عن مسؤول أمني لم تسمّه، قوله: "نحن نعمد إلى عدم الإعلان عن العدد الدقيق للمختطفين (المحتجزين الذين يطالب الاحتلال باستعادتهم السبت)، لأن هذا بيد حماس"، مدعياً أن الحل المحتمل للأزمة يأتي في ضوء التهديد باستئناف الحرب، وبفضل التحذير الذي أصدره ترامب، "والذي عرض على إسرائيل فتح أبواب الجحيم على غزة إذا لم يُطلق سراح كل الرهائن" بحلول الساعة 12:00 ظهر السبت. وأوضح المسؤول: "ترامب قام بالعمل نيابة عنّا بتصريحاته، لأنها كانت أكثر شدة. لا نذكر عدد المختطفين لأننا نعلم أن الرسالة وصلت إلى حماس".

وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى التقديرات الإسرائيلية بأنه سيتم إطلاق سراح محتجزين يوم السبت، مستدركاً أن "السؤال هو كم عددهم. في حماس يناقشون أيضاً عدد المختطفين. هذا بأيديهم، وهم يسمعون أيضاً ترامب ويفهمون الرسالة". ونقلت الصحيفة ذاتها، قول عضو في المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، لم تسمّه، إن "إسرائيل وحماس ترغبان في نجاح المرحلة الأولى حتى نهايتها. في حماس يرسلون إشارات بأنهم مستعدون للمضي قدماً في الصفقة. إنهم يرون رسالة إسرائيل واستعداد قوات الجيش ويدركون أننا جادون".

وأضاف عضو "الكابينت" بدوره، أن مواقف ترامب تشكّل ضغوطات على حماس، لكنه اعترف من جهة أخرى بأن مطالبة الرئيس الأميركي بالإفراج عن جميع المحتجزين يوم السبت "تضع إسرائيل أمام معضلة، هي ماذا تفعل في حالة إطلاق سراح ثلاثة محتجزين فقط بخلاف مطالبة ترامب بإطلاق سراح الجميع. ورغم أنه أوضح أنها مجرد اقتراح، وأن إسرائيل يمكن لها اتخاذ قرار مختلف من جهتها، بيد أن تصريحات ترامب أثارت ضغطاً من قبل اليمين على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو". وأوضح المسؤول: "السؤال إذن هو ماذا تفعل إسرائيل وكيف ترد؟"، ولفت في ذات الوقت إلى أنه "لا شك أن إسرائيل في موقف أفضل مما هي عليه حماس في ضوء تهديدات ترامب".

ضغط من العائلات

في سياق متصل، شاركت عائلات محتجزين إلى جانب عدد من المتضامنين، بما في ذلك ناشطات في حركات نسائية اليوم، بنشاط احتجاجي في تل أبيب، تحت شعار "فشل الصفقة سيعني اشتعال الدولة". ونقل موقع والاه العبري، قول المتظاهرين إن "رفض نتنياهو المستمر لبدء مفاوضات المرحلة الثانية، والتهديدات بالعودة إلى القتال، هو تضحية إجرامية (بالمحتجزين) لن تُغفر"، وإن "حالة العائدين (الذين أطلق سراحهم في الدفعات السابقة) الصعبة أثبتت ما كنا نعرفه منذ فترة طويلة، وهو أن المختطفين موجودون في الجحيم ... وممنوع أن تفجّر الحكومة الصفقة".