جهود أميركية للتهدئة مع استمرار الاشتباكات على خطّ كاراباخ

جهود أميركية للتهدئة مع استمرار الاشتباكات على خطّ كاراباخ

كاراباخ

العربي الجديد

العربي الجديد
23 أكتوبر 2020
+ الخط -

تستمرّ الاشتباكات على خط إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا، في وقت تتواصل الجهود الدبلوماسية من أجل التوصّل لحلّ للأزمة، إذ يلتقي وزير الخارجية مايك بومبيو في واشنطن اليوم الجمعة بنظيريه الأرميني زوغراب مناتساكانيان والأذربيجاني جيهون بيراموف، في مسعى لإنهاء أعنف قتال على ناغورنو كاراباخ منذ التسعينيات.

وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان، اليوم الجمعة، أن العمليات التي أطلقها الجيش الأذربيجاني لتحرير أراضيه بإقليم ناغورنو كاراباخ من "الاحتلال الأرميني" تواصلت بدرجات متفاوتة طوال الليلة الماضية بمناطق آغدره وفضولي وهادروت وجبرائيل وغوبادلي.

وأشارت إلى أن القوات الأرمينية فتحت نيران المدفعية وقصفت بقذائف الهاون الخطوط الدفاعية الأذربيجانية.

ولفتت الوزارة إلى أن الجيش الأذربيجاني وجه ضربات على مواقع للقوات الأرمينية في محاور فضولي وجبرائيل وغوبادلي، وسيطر على مواقع ومرتفعات مهمة.

وأوضحت أن البنية التحتية والقدرات العسكرية الأرمينية تعرّضت لخسائر لا يمكن تفاديها على طول خط الجبهة، مؤكدة أن القوات الأرمينية تعاني من نقص في المعدات والأسلحة والذخيرة والغذاء.

وذكرت أن الجنود القادمين من أرمينيا رفضوا القتال وقاموا بالانشقاق، مشيرة إلى أن المعارك ما زالت متواصلة على طول خط الجبهة، والوضع تحت سيطرة الجيش الأذربيجاني.

ويلتقي وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو نظيريه الأذربيجاني والأرميني، في واشنطن اليوم الجمعة. وقال الأربعاء إنه سيؤكد لهما ضرورة عدم تدخل البلدان الأخرى في النزاع القائم بينهما.

ودعا بومبيو، إلى وقف التدخلات الخارجية في الاشتباكات الدائرة في كاراباخ، لافتاً إلى أن محاولات التوصل لوقف إطلاق النار باءت بالفشل. وأشار إلى أن الأزمة معقدة دبلوماسياً، مطالباً الدول الأخرى بالبقاء خارج النزاع بين أذربيجان وأرمينيا.

وكانت أذربيجان وأرمينيا توصلتا عقب محادثاتهما في موسكو لهدنة إنسانية تبدأ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بهدف تبادل الأسرى وجثامين الضحايا، إلا أن الخروقات لم تتوقف، ويتبادل الطرفان الاتهامات بشأنها.

وأعلنت الأمم المتحدة، الخميس، دعمها جهود الولايات المتحدة الدبلوماسية من أجل وقف القتال في كاراباخ. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحافي في نيويورك: "نحن ندعم كل الجهود الدبلوماسية التي يمكن أن تهدأ التوترات وتساهم بالعودة إلى المفاوضات تحت رعاية رؤساء مجموعة مينسك".

وتأسست مجموعة "مينسك" عام 1992 للوساطة بين أذربيجان وأرمينيا، لتشجيعهما على الحل السلمي لقضية كاراباخ.

وعلى الرغم من جهودها على مدار 28 عاماً لم تتمكن المجموعة التي تترأسها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة، من تحقيق نتائج ملموسة لحلّ القضية.

وفي السياق، استبعد دوجاريك، اعتزام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الاجتماع مع وزيري خارجية أذربيجان وأرمينيا، خلال تواجدهما في واشنطن نهاية الأسبوع الحالي. وأشار إلى أن غوتيريس كان على اتصال بوزيري خارجية البلدين مرات مختلفة خلال هذه الأزمة.

من جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، أن كلاً من أذربيجان وأرمينيا شريكان متساويان بالنسبة لبلاده، واصفاً موت الناس في إقليم كاراباخ بالـ"مأساة".

وأشار بوتين خلال مشاركته في اجتماع نادي الحوار الدولي "فالداي" عبر تقنية الاتصال المرئي، إلى الخسائر الكبيرة للطرفين في المعارك الدائرة بينهما في المنطقة. وأفاد بأن روسيا تمتعت على الدوام بعلاقات جيدة مع كل من أذربيجان وأرمينيا، لافتاً إلى أن أكثر من مليوني أرميني وما يقرب من مليوني أذربيجاني يعيشون في بلاده. وأوضح أن هؤلاء الأشخاص يعملون في روسيا ويرسلون مليارات الدولارات لأسرهم. وأضاف: "لهذا السبب تعتبر كل من أذربيجان وأرمينيا شريكين متساويين بالنسبة لنا، وموت الناس هناك مأساة كبيرة بالنسبة لنا".

كما ذكر أن بلاده تريد إقامة علاقات شاملة مع كل من أذربيجان وأرمينيا. واستطرد: "هناك بعض النقاط التي تفصل هذه العلاقات عن بعضها البعض، على سبيل المثال، النقطة المشتركة بيننا مع أرمينيا هي المسيحية، ولكن لدينا أيضاً علاقات مختلفة مع أذربيجان في جوانب أخرى".

وأضاف: "أود أن ألفت انتباهكم إلى أن المسلمين يشكلون في روسيا نحو 15% من عدد السكان، وفي هذا السياق، أذربيجان ليست دولة أجنبية بالنسبة لنا".

وقال بوتين، وفق ما أوردته "رويترز"، إنه يأمل أن تساعد الولايات المتحدة بلاده في التوسط في حل للصراع. وأضاف "يحدوني أمل كبير في أن يتحرك شركاؤنا الأميركيون معنا ويساعدوا في التوصل إلى التسوية". وتابع قائلاً إنه يتحدث عدة مرات يومياً بالهاتف مع رئيسي أرمينيا وأذربيجان.

وأقرّ بوتين بأنّ روسيا لا تتفق مع تركيا بشأن ناغورنو كاراباخ، لكن البلدين بحاجة لإيجاد حل وسط. وأضاف أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "قد يبدو صارماً، لكنه سياسي مرن وشريك لروسيا يعول عليه".

إلى ذلك، شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي مع نظيره حسن روحاني، على أن "الهجمات ضد المدنيين من قبل أرمينيا التي أججت الأزمة نتيجة اعتداءاتها واحتلالها الأراضي الأذربيجانية، تعتبر جريمة حرب".

وبحث الجانبان في اتصال هاتفي الخميس، قضايا ثنائية وإقليمية على رأسها الملف السوري والوضع بين أذربيجان وأرمينيا. وأكد أردوغان أهمية التمييز بين المحق والمخطئ، وبين المحتل والمحتلة أراضيه، بحسب البيان.

ويبدو أن فرص الحلول السياسية تبتعد أكثر، بعد تصريحات رئيس أذربيجان إلهام علييف عن اعتقاده أن الصراع يمكن أن يُحل عسكرياً، وهو ما رد عليه رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الأربعاء، والذي قال بدوره إنه لا يرى فرصة لحلّ دبلوماسي سريع للصراع في الإقليم.

ذات صلة

الصورة
الفنان جان بوغوصيان امام لوحة من لوحاته في معرض الدوحة (العربي الجديد)

منوعات

التقت "العربي الجديد" الفنان جان بوغوصيان في الدوحة بمناسبة افتتاح معرضه (نيران) في غاليري (أنيما)، فكان هذا الحديث عن فنه واختياره النار وسيلة تعبيره.
الصورة

سياسة

يستمرّ نزوح الأرمن الجماعي من جيب ناغورنو كاراباخ، اليوم الجمعة، غداة الإعلان عن حلّ الجمهورية الانفصالية المعلنة من جانب واحد، على الرغم من دعوات أذربيجان لهم للبقاء.
الصورة

سياسة

تمتد سنوات عديدة من الجفاء والصراع بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم كاراباخ، وقد شهدنا مؤخراً تصاعد التوتر بعد هجوم مفاجئ من قبل باكو في هذا الجيب الانفصالي.
الصورة

سياسة

انتشر اسم تاجر الأسلحة الروسي، فيكتور بوت، خلال اليومين الماضيين على قنوات تليغرام وحسابات على منصة إكس كقائد جديد محتمل لمجموعة فاغنر خلفاً لزعيمها، يفغيني بريغوجين، الذي قُتل مساء الأربعاء الماضي مع عدد من قادة المجموعة