استمع إلى الملخص
- جهود الوساطة والتعاون الدولي: شهدت القاهرة لقاءات بين حماس والوسطاء المصريين والقطريين لمتابعة تنفيذ الاتفاق، مع تأكيد التعاون المصري-القطري لضمان تدفق المساعدات.
- التحديات والخروقات الإسرائيلية: أبرزت حماس خروقات إسرائيل مثل منع دخول مساكن الإيواء، مما أدى لتعليق تسليم الأسرى الإسرائيليين، مع استمرار الضغط الدولي على إسرائيل للالتزام بالاتفاق.
تنتظر آليات هندسية وبيوت متنقلة بمعبر رفح بانتظار السماح بالدخول
ستعمل الآليات الهندسية بغزة تحت مسمى اللجنة المصرية القطرية
حماس: الاحتلال يماطل بتنفيذ الجانب الإنساني من الاتفاق
قال الناطق باسم حركة حماس جهاد طه لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إن القضايا الإنسانية ومستلزماتها هي ضمن الاتفاق الذي أبرم بين الحركة وإسرائيل والذي يؤكد ضرورة تطبيق الشق الإنساني، مضيفاً: "يجب إدخال البيوت الجاهزة والمعدات والآليات الكبيرة لإزالة الردم والركام الذي خلفه الاحتلال نتيجة قصفه المدمر إضافة إلى الوقود وكل ما تحتاجه المستشفيات وغيره من الاحتياجات الإنسانية والإغاثية".
وأضاف طه، أن الاحتلال يمارس سياسة المماطلة والتسويف والإغفال عن تنفيذ الجانب الإنساني من الاتفاق. وأكمل: "نأمل من الإخوة الوسطاء والمؤسسات الدولية الإنسانية الدولية والمجتمع الدولي تحمل مسؤولياتهم وإلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه والعمل على تدفق كافة الاحتياجات بشكل يومي دون مراوغة وتعطيل من الاحتلال".
وشهدت العاصمة المصرية القاهرة لقاءات بين الوسطاء وحركة حماس برئاسة خليل الحية رئيس الحركة في غزة حول تنفيذ البروتوكول الإنساني من اتفاق وقف إطلاق النار. وقالت مصادر مصرية بمعبر رفح لـ"العربي الجديد"، إن عشرات الآليات الهندسية والبيوت المتنقلة تصطف على بوابة المعبر في انتظار السماح لها بالمرور إلى قطاع غزة.
وأضافت المصادر ذاتها أن الآليات الهندسية تشمل جرافات وشاحنات لإزالة الركام ونقله، وأنها ستعمل في غزة تحت مسمى اللجنة المصرية القطرية على غرار مهمة التفتيش على شارع صلاح الدين. وأشارت إلى أن الآليات ستنقل إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي بعد إجراءات التفتيش. وبينت أن عدداّ من الآليات الهندسية مرسلة كمساعدة من دولة قطر وجزءا آخر لشركات مصرية.
وبثت قنوات مصرية مشاهد تظهر اصطفاف الشاحنات والمعدات الثقيلة، وهي تحمل العلم المصري، وشارة اللجنة المصرية - القطرية، تأكيداً لجهود التعاون المشترك للإغاثة وإعادة البناء في القطاع، مشيرة إلى دخول أكثر من 150 شاحنة محملة بنحو عشرة آلاف خيمة إلى مناطق شمال القطاع، عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه حكومة الاحتلال.
وصرحت حركة المقاومة الإسلامية حماس بأن وفد حماس برئاسة خليل الحية رئيس حركة حماس في غزة رئيس الوفد المفاوض أجرى مباحثات مع الإخوة الوسطاء لبحث مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، خاصة في أعقاب الخروقات الإسرائيلية المتتالية، حيث عقد اجتماعاً في القاهرة مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، كما أجرى مباحثات هاتفية مع معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري.
وقالت الحركة إن "وفد الحركة عقد اجتماعات وأجرى اتصالات مع مسؤولي ملف المفاوضات في مصر وقطر، وكذلك مع فرق العمل الفنية للإخوة الوسطاء والتي تتابع تنفيذ الاتفاق بكل جوانبه"، مشيرة إلى أن "البحث تركز خلال جميع اللقاءات والاتصالات على ضرورة الالتزام بتطبيق بنود الاتفاق كافة، خاصة ما يتعلق بتأمين إيواء شعبنا وإدخال بشكل عاجل البيوت الجاهزة (الكرفانات) والخيام والمعدات الثقيلة والمستلزمات الطبية والوقود واستمرار تدفق الإغاثة وكل ما نص عليه الاتفاق".
وأكدت حماس أن "المباحثات سادتها روح إيجابية، وقد أكد الوسطاء في مصر وقطر متابعة كل ذلك لإزالة العقبات وسد الثغرات، وعليه تؤكد حماس الاستمرار في موقفها بتطبيق الاتفاق وفق ما تم التوقيع عليه بما في ذلك تبادل الأسرى وفق الجدول الزمني المحدد".
وجاء هذا البيان بعد بيان سابق أكدت الحركة فيه حرصها على استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قائلة إن الوسطاء يضغطون على الاحتلال الإسرائيلي لإتمام تنفيذ الاتفاق بالكامل، بما في ذلك البروتوكول الإنساني، واستئناف تبادل الأسرى يوم السبت المقبل.
وفي اجتماع مطول، أمس الأربعاء، بحث وفد الحركة برئاسة خليل الحية، مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصري اللواء حسن رشاد، آليات تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، واستئناف إطلاق سراح الأسرى من الجانبين.
ومثل منع الاحتلال دخول مساكن الإيواء الجاهزة والخيام أحد أبرز الخروقات لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وهو ما دفع حركة حماس إلى تعليق تسليم الأسرى الإسرائيليين المقرر الإفراج عنهم، حتى تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاق.
وتمثلت أبرز خروقات الاتفاق من الجانب الإسرائيلي في تأخير عودة النازحين إلى شمال القطاع، وإعاقة دخول متطلبات الإيواء من خيام وبيوت جاهزة والوقود وآليات رفع الأنقاض لانتشال الجثث، وتأخير دخول ما تحتاجه المستشفيات من أدوية ومتطلبات لترميم المستشفيات والقطاع الصحي.
وأقامت محافظة شمال سيناء المصرية منطقة لوجستية في منطقة الماسورة بمدينة رفح الحدودية، تستوعب أكثر من 20 ألف شاحنة مساعدات، فضلاً عن أماكن للمخازن والمكاتب الإدارية ومبيت السائقين، وتزويدها بوسائل المعيشة والكهرباء تسهيلاً لعملية تفويج الشاحنات، وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة بشكل مستمر.
وكانت مصادر مصرية قد قالت لـ"العربي الجديد"، إن جهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر، إلى جانب تحركات ستيف وتيكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط، نجحت في حل بعض الأمور العالقة، ومنها الموافقة لعدد من المنظمات الدولية على إدخال الوقود اللازم والمعدات الطبية التي كانت مطلوبة بشكل عاجل في القطاع.
وأفاد مصدر قيادي في حركة حماس، بأنه سيتم بموجب الدفعة الجديدة من الأسرى الإسرائيليين إطلاق سراح 1800 من أسرى قطاع غزة الذين اختطفتهم إسرائيل عقب الاجتياح البري للقطاع، إضافة إلى عدد من الأسرى أصحاب المحكوميات العالية وكبار السن والمرضى في السجون الإسرائيلية.