جنود إسرائيليون يخشون تعقّبهم و"كمائن موت" تعدها حركة حماس

20 فبراير 2025
جنود إسرائيليون في حدود غزة، 11 نوفمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يشعر جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي بقلق متزايد من مراقبة عناصر حماس لهم في المنطقة العازلة بقطاع غزة، حيث يعتقدون أن حماس تعدّ "كمائن موت" لاستهدافهم، مما يزيد من توتر الأوضاع.
- تقارير الجنود تشير إلى أن حماس تجمع معلومات استخباراتية عن القوات الإسرائيلية، ورغم سياسة الاحتلال بعدم التحرك ضد النشطاء غير المسلحين، إلا أن الجيش استهدف عدداً من سكان غزة.
- تستخدم شهادات الجنود كذريعة لاستهداف المدنيين الفلسطينيين، مع ارتفاع عدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي وصعوبة الوصول إلى بعض الضحايا.

معاريف: تراجع قوة ردع الجيش الموجودة في القطاع أمام حماس

وفق شهادات جنود، بدأت حماس بإعادة تأهيل أنفاقها

تثير قلق الجنود عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية من قبل حماس

يشعر جنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن عناصر من حركة حماس يراقبونهم عن قرب، ويتوجسون من أنهم يعدّون لهم "كمائن موت" لقتلهم داخل المنطقة العازلة في قطاع غزة، الموجودة فيها قوات إسرائيلية. ونقلت صحيفة معاريف العبرية عبر موقعها الإلكتروني، اعتقاد جنود احتياط، بتراجع قوة ردع قوات الاحتلال الموجودة في القطاع أمام حماس، في الأسابيع الأخيرة منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، خاصة في المنطقة العازلة. ووفق شهادات جنود، بدأت حماس بإعادة تأهيل أنفاقها. 

ويزعم جنود في جيش الاحتلال رصد "خلايا" من حماس تحفر في المناطق القريبة من المنطقة العازلة. وتشير تقديراتهم إلى أن جزءاً من الحفر يهدف إلى وضع عبوات ناسفة لاستهداف القوات، في حال استأنف الجيش عملياته العسكرية في القطاع، فيما تفيد تقديرات أخرى بأن حماس تحاول إعادة بناء الأنفاق التي تضررت أو حفر مسارات جديدة.

وتثير قلق الجنود عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية، التي يعتقدون أن الحركة تمارسها، كما كان الحال قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ووفقاً لشهادات جنود الاحتياط، الذين تحدّثوا للصحيفة، ترسل حماس نشطاءها بدون سلاح، وهم على ظهور حمير أو يركبون الدراجات الهوائية، لمسافة عشرات الأمتار من المواقع التي تعمل فيها القوات داخل المنطقة العازلة، بحيث يقفون ويشاهدون القوات لساعات طويلة، ويراقبون النشاطات والعادات اليومية، ويحاولون رصد نقاط ضعف.

وتزعم الصحيفة أن سياسة الاحتلال في ظل اتفاق وقف إطلاق النار، هي عدم التحرّك ضد هؤلاء المسلّحين، طالما لم يعبروا إلى المنطقة العازلة، لكن هذا الكلام قد لا يكون دقيقاً في ظل استهداف قوات الاحتلال عدداً من سكان غزة في منذ بداية وقف إطلاق النار، بذرائع مختلفة.
 
وتزعم شهادات الجنود أن "مسلّحين" من حماس عادة ما يكونون على بعد بضع عشرات من الأمتار من مراقبين يدعمونهم من بعيد، فيما يراقب جيش الاحتلال بدوره "المسلّحين". ومن الناحية النظرية، تسمح تعليمات فتح النار للجنود، بإطلاق النار فقط عندما يقترب مسلّحون من القوات، لكن من الناحية العملية يواصل الجيش انتهاكاته. كما يشيرون إلى تآكل الردع أمام حماس، ويدّعون أن "سياسة التغاضي" تعرّض القوات للخطر، وأن "السؤال ليس متى سيحاولون استهداف قوة أو اختطاف جندي، ولكن عن توقيت حدوث ذلك".

وسواء صحّت شهادات جنود الاحتلال بشأن تحركات قوات من حماس لمراقبتهم وإعداد كمائن لقتلهم أو اختطافهم، أم كانت مجرد هلوسات، فإنها قد تستخدم غطاء وذرائع لمواصلة قتل مدنيين فلسطينيين، علماً أن تقارير إسرائيلية سابقة أشارت إلى تسهيلات كبيرة بتعليمات إطلاق النار على الفلسطينيين بحجة الاقتراب من جنود أو تشكيل خطر عليهم، ما أدى لمقتل مدنيين بينهم أطفال في عدة حالات.

وكان يندرج في إطار الذرائع إعلان جيش الاحتلال اليوم الخميس، في بيان، أنه أطلق النار "لإبعاد عدد من المشتبهين الذين اقتربوا من القوات العاملة في عدة مناطق في قطاع غزة وشكّلوا خطراً على الجنود". وأضاف البيان أن "جنود الجيش الإسرائيلي رصدوا في وقت سابق من اليوم عدداً من المشتبهين يتحرّكون على مقربة منهم، وأطلقوا النار لإبعادهم، في ما واصل أحد المشتبهين الاقتراب نحو القوّة وشكّل خطراً فورياً عليها، وتم إطلاق النار عليه مرة أخرى لإزالة التهديد".    

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة ضمن التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى من جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عن وصول ستة شهداء (شهيدا انتشال، شهيد متأثر بجراحه، ثلاثة شهداء جدد) و11 إصابة، إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية. وأضافت أن بعض الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. وأوضحت أنه بذلك ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 48 ألفا و297 شهيدا، و111 ألفا و733 إصابة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

المساهمون