جنوح سفينة صينية يثير مخاوف الفيليبين من تكتيكات "المنطقة الرمادية"
استمع إلى الملخص
- تصاعدت التوترات بين الصين والفيليبين، حيث تراقب مانيلا تحركات السفن الصينية في منطقتها الاقتصادية، وسط رفض بكين لحكم التحكيم الدولي لعام 2016.
- تشارك دول أخرى مثل فيتنام وماليزيا في النزاع، مما يزيد من احتمالية تصعيد المواجهات، خاصة مع تحذيرات من تدخل الولايات المتحدة، حليفة مانيلا.
أثارت قضية جنوح سفينة تابعة للبحرية الصينية على جزيرة استراتيجية في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، مخاوف من الجانب الفيليبيني من موجة أخرى من أنشطة ما يسمى بـ"المنطقة الرمادية" التي تقوم بها بكين، حتى مع اعتراف المسؤولين في مانيلا بأن الحادث قد يكون بسبب سوء الأحوال الجوية.
ووقعت الحادثة الأخيرة التي تورطت فيها سفينة تابعة للقوات البحرية الصينية في السابع من يونيو/ حزيران، على بعد ميل بحري واحد فقط من جزيرة باجاسا (جزيرة ثيتو)، وهي أكبر كتلة أرضية في مجموعة جزر كالايان التي تطالب بها الفيليبين داخل جزر سبراتلي، وتقع على بعد 528 كيلومتراً من مقاطعة جزيرة بالاوان الغربية.
وقال المتحدث باسم خفر السواحل الفيليبيني، العميد البحري جاي تاريلا، في بيان صحافي، إن السفينة ربما انجرفت إلى المنطقة الضحلة بسبب الظروف البحرية السيئة التي تسببت في أمواج يصل ارتفاعها إلى ثلاثة أمتار وسط رياح قوية. وأضاف أن أفراد الطاقم الفيليبينيين حاولوا التواصل مع طاقم السفينة العالقة وتقديم الدعم لمنع إلحاق الضرر بالشعاب المرجانية، لكن الجانب الصيني لم يستجب، وتمكنوا في النهاية من تحرير أنفسهم بعد ثلاث ساعات.
وأشارت وسائل إعلام صينية اليوم الخميس، إلى أن الفيليبين اعتمدت الاستراتيجية نفسها للمطالبة بالسيادة على جزر توماس الثانية عندما أوقفت السفينة الحربية "بي آر بي سييرا مادري" بشكل دائم في عام 1999. ونقلت عن خبراء قولهم إن بكين قد تختبر الاستجابة العملياتية للفيليبين وسط ضغوط متزايدة بشأن شراكات مانيلا الدفاعية الأخيرة، خصوصاً أن الحادثة جاءت بعد أيام قليلة من تحذير وزير الدفاع الأميركي بيت هيثغسيث من التهديد الصيني في المنطقة خلال حوار شانغريلا، وهو قمة أمنية كبرى في سنغافورة.
ومنذ مطلع العام الحالي، تراقب السلطات الفيليبينية تحركات سفن خفر السواحل الصينية التي تعمل، وفق إدعاءات مانيلا، بشكل غير قانوني داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة للبلاد. وتقول إن "العدوان المستمر الذي تشنه بكين ينبع من مطالباتها الواسعة بالسيادة على كامل بحر الصين الجنوبي تقريباً، بما في ذلك جزء كبير من بحر الفيليبين الغربي، ورفضها المستمر لحكم التحكيم الصادر في عام 2016، الذي أبطل مطالباتها في المنطقة".
وتشارك فيتنام وماليزيا وبروناي وتايوان أيضاً في المواجهات الإقليمية المستمرة منذ سنوات، ولديها مطالبات جزئية في المناطق المتنازع عليها. وخلال العام الماضي، شهدت بكين ومانيلا تصعيداً في المواجهات، بما في ذلك حوادث الاصطدام بالقوارب وإطلاق سفن خفر السواحل الصينية مدافع المياه على نظيرتها الفيليبينية، وقد أثارت هذه الاشتباكات مخاوف من أنها قد تجر الولايات المتحدة، حليفة مانيلا الأمنية منذ فترة طويلة، إلى صدام مسلح مع الصين.
وكانت بكين قد اتهمت مانيلا بالسعي لاستغلال قوى خارجية لتعزيز توسعها الإقليمي غير القانوني في بحر الصين الجنوبي، عقب إجراء الولايات المتحدة والفيليبين في شهر مايو/ أيار الماضي تدريبات عسكرية مشتركة في المناطق المتنازَع عليها. وحذرت من أن مثل هذه المناورات لن تفشل في تحقيق أهدافها فحسب، بل ستؤدي أيضاً إلى عواقب وخيمة.