جنوب لبنان: عيترون وعيتا الشعب تشيّعان 130 شهيداً

28 فبراير 2025   |  آخر تحديث: 17:00 (توقيت القدس)
من مراسم تشييع الشهداء في عيترون، 28 فبراير 2025 (حسام شبارو/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت بلدتا عيترون وعيتا الشعب في جنوب لبنان تشييع 130 شهيداً، وسط عمليات تمشيط إسرائيلية وتحليق طيران الاحتلال، مما أثار استياء المواطنين الذين طالبوا الحكومة باتخاذ إجراءات فعالة.
- أكد النائب حسن فضل الله على تضحيات الشهداء ومسؤولية الدولة في إخراج الاحتلال، بينما انتقد محمد يزبك غياب الدولة عن التشييع، ودعا رئيس الوزراء نواف سلام إلى وقف الانتهاكات الإسرائيلية.
- شهدت مراسم التشييع حضوراً شعبياً كبيراً، حيث أكد علي دعموش على دعم الشعب للمقاومة، مشيراً إلى أن الحشد يرسل رسالة واضحة بأن المقاومة قوية ومتماسكة.

شيّعت بلدتا عيترون وعيتا الشعب في جنوب لبنان 130 شهيداً، اليوم الجمعة، غالبيتهم سقطوا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العدوان الإسرائيلي على البلاد، وكانوا دُفنوا "كوديعة" خارج قراهم في ظلّ استمرار الاعتداءات الإسرائيلية بعد دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ومماطلة جيش الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ الانسحاب.

وقال عضو كتلة حزب الله البرلمانية "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله خلال مراسم تشييع شهداء بلدة عيتا الشعب إنّ "هؤلاء الشهداء دافعوا عن وطنهم وأمتهم وعن تراب الجنوب وعن المستضعفين في فلسطين". وأعلن فضل الله وضع حزب الله مسؤولية إخراج الاحتلال من المناطق المحتلة في عهدة الدولة، مشدداً على أن بلدة عيتا الشعب "رفعت رأس الوطن في عدوان يوليو/ تموز 2006 وفي هذه الحرب قدمت التضحيات والشهداء"، وأضاف: "دفعنا أثماناً غالية وقدمنا التضحيات من أجل بلدنا وعزتنا".

وبالتزامن مع التحضيرات والاستعدادات لمراسم التشييع، تعرضت الأطراف الجنوبية لبلدة عيترون صباح اليوم الجمعة لعمليات تمشيط بالأسلحة الرشاشة مصدرها مواقع الاحتلال الإسرائيلي، وتزامن ذلك مع تحليق طيران الاحتلال على علو منخفض في أجواء جنوب لبنان كما اخترق أجواء بيروت.

من جهته، قام رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، صباح اليوم الجمعة، بجولة في الجنوب شملت ثكنات الجيش اللبناني في صور ومرجعيون والخيام والنبطية، وشهدت الجولة تجمعات لعددٍ من المواطنين الذي طالبوا سلام بالعمل سريعاً على وقف الانتهاكات الإسرائيلية لقرار وقف إطلاق النار، وعدم الاكتفاء بالطرق الدبلوماسية في مواجهة الاحتلال والتي لم تجدِ نفعاً حتى الساعة، في ظل استمرار الاعتداءات وسقوط شهداء بشكل يومي.

في سياق متصل، قال رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله محمد يزبك خلال تقبل قيادة حزب الله التعازي بالأمينين العامين السابقين للحزب، حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، في مدينة بعلبك شرقي لبنان: "لن نرضى بالتطبيع مع الكيان الصهيوني ولو قتلنا ومزقنا"، مضيفاً أنّ "الدولة غابت اليوم عن المشاركة في تشييع 130 شهيداً في عيتا الشعب وعيترون رووا الوطن بدمائهم"، لافتاً إلى أنه "أمام هذا التشييع الهائل لم نجد من السلطة السياسية من يشارك للأسف، ولولا هذه الدماء والشهداء لكان العدو في بيروت وكل لبنان".

وتوقف يزبك عند الاعتداءات الإسرائيلية في الأيام الثلاثة الماضية على محافظة بعلبك الهرمل، حيث سقط عددٌ من الشهداء بغاراتٍ لجيش الاحتلال، وقال: "لم نسمع من الدولة والحكومة اللبنانية أي بيان اعتراض، ونحن سنكمل الدرب عندما نرى الأمر مناسباً، فهذه المقاومة مستمرّة وهي التي سترفع عن فلسطين وعن لبنان وعن الأمة الذل وتقطع الطريق على أميركا ومشاريعها"، مشدداً على أن "هذه الراية ستبقى مرفوعة ولن تسقط لنا راية كما قال الشهيد نصر الله وستظل رايتك مرفوعة ووعدك بالنصر، والنصر آتٍ".

من ناحية ثانية، توجّه رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله علي دعموش إلى المشاركين في تشييع نصر الله وصفي الدين، في المؤتمر الصحافي الختامي للجنة العليا ‏للمراسم بالقول: "لقد أذهلتم العالم بحضوركم المهيب، وقلتم للأميركي وللإسرائيلي اللذين كانا يراهنان ‏على أن المقاومة تراجعت شعبيتها وبدأت تضعف وتنهار"، وأضاف "هذا هو شعب المقاومة الذي لا يلين ولا يستكين ‏ولا يهزم ولا تكسر إرادته مهما كانت الصعاب"، مشيراً إلى أن "الرسالة الأساسية التي أراد أهلنا إيصالها من خلال هذا الحضور المهيب هي أنهم حاضرون ‏في الميدان إلى جانب المقاومة في مواجهة كل المحاولات الداخلية والخارجية لاستهدافها والنيل منها".

واعتبر دعموش أنّ "الحشد المليوني الذي فاجأ الجميع (الأحد الماضي)، أوصل الرسالة وكان "يومكم هذا بحق يوماً من أيام الله، ‏وكان يومكم هذا بحق يوم الانتصار الكبير الذي حاول العدو الإسرائيلي وحلفاؤه أن يتنكروا له وأن ‏يروجوا لسردية الهزيمة والانكسار، وأن يوحوا لكم وللعالم أنكم خسرتم وهزمتم وتراجعتم. لكنكم باحتشادكم ‏ووفائكم أسقطتم كل فرضيات الخسارة والهزيمة والتراجع، وثبتم انطلاقة جديدة ومرحلة جديدة من مراحل ‏جهادكم وثباتكم أكثر قوة وإشراقاً وأملاً بالمستقبل".

ويوم الأحد الماضي، شُيع الأمينان العامان السابقان لحزب الله حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في المدينة الرياضية في بيروت - ملعب الرئيس كميل شمعون، وسط إجراءات أمنية مشددة وتدابير سير استثنائية. وقال مصدر في حزب الله ضمن اللجنة المنسقة لمراسم التشييع لـ"العربي الجديد"، إن "التقديرات الأولية تشير إلى مشاركة أكثر من مليون شخص في التشييع سواء في ملعب المدينة الرياضية أو الباحة وخارجها وعلى الطرقات".