جنوب سورية.. هجمات على مواقع للنظام ومسيرات مؤيدة للشمال

01 ديسمبر 2024
عناصر من قوات النظام عند حاجز في منطقة درعا البلد 12 سبتمبر 2021 (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت محافظتا درعا والسويداء تصعيداً في الحراك الشعبي والأمني، حيث هاجمت مجموعات مسلحة حواجز أمنية للنظام السوري، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من عناصر النظام ومدنيين.
- تزامنت الأحداث مع مظاهرات في درعا مؤيدة للعمليات العسكرية في الشمال السوري، مع مطالبات بطرد أجهزة النظام، وسط تخبط النظام وإرسال العسكريين لعائلاتهم.
- في السويداء، استهدفت هجمات صاروخية واشتباكات مباني حكومية، مع دعم تجمع العشائر للعمليات في الشمال، مطالبين بالحرية والكرامة والانتقال السياسي.

شهدت محافظتا درعا والسويداء في جنوب سورية خلال الأيام الثلاثة الماضية تصعيداً في الحراك الشعبي والأمني، وأكد مصدر خاص لـ"العربي الجديد" مقتل عنصرين من قوات النظام المتمركزة على حاجز أمني بين بلدتي إنخل وسملين وجرح عدد غير مؤكد من العناصر، صباح اليوم الأحد، نتيجة هجوم شنته مجموعات مسلحة. فيما أكد المصدر إصابة ثلاثة مدنيين نتيجة القذائف التي طاولت بلدة إنخل صباحاً من قوات النظام السوري المتمركزة في المنطقة.

وكانت مجموعات مسلحة شنت هجوماً في ساعات الليل على حاجز للمخابرات الجوية الواقع على جسر بلدة خربة غزالة، وأدى إلى اشتعال النيران في كامل الحاجز، وأظهرت صور ومقاطع بثها موقع "تجمع أحرار حوران" المحلي الحاجز وهو يحترق وأكد الموقع مقتل العناصر الموجودين في الحاجز. في حين قال موقع درعا 24 إنه تم التأكد من مقتل ستة عناصر من الحاجز، وتم نقلهم إلى مشفى تشرين العسكري في دمشق، حيث تم فتح النيران عليهم من قبل شخص يستقل دراجة نارية بعد منتصف الليل عندما كانوا متجمعين أمام الحاجز. كما دخلت مجموعات محلية إلى قسم شرطة مدينة داعل واستولت على العتاد العسكري الموجود في المكان بعد طرد عناصر الشرطة الموجودين فيه.

وشهدت محافظة درعا مظاهرات شعبية مؤيدة للعمليات العسكرية التي يشهدها الشمال السوري والتي تعبر عن فرح الأهالي بتحرير كامل مناطق إدلب ومدينة حلب، حيث جابت المظاهرات المنددة بالنظام السوري بلدات بصرى الشام والغارية الشرقية ومعربة والجيزة والحراك والعديد من البلدات التي تطالب بطرد أجهزة النظام من درعا وتحرير المحافظة منها.

وقال الناشط المدني محمد المقداد لـ"العربي الجديد" إن الساعات القادمة ستكون حاسمة في تاريخ محافظة درعا وربما الجنوب السوري بالكامل، وأنها ستحمل تغييرات توازي تحرير حلب وأضاف: "إننا نشهد تخبط النظام الحاكم وسلطاته الأمنية والخوف الواضح على عناصره الأمنية، وقد شاهدنا كيف أرسل جميع العسكريين عائلاتهم من درعا خلال الأيام الثلاثة الماضية رغم ما يشاع عن تعزيزات عسكرية وصلت حديثاً إلى المحافظة".

وليس بعيداً عما يجري في محافظة درعا شهدت مدينة السويداء، ليل أمس السبت، عدداَ من الأحداث الأمنية بدأت بهجوم صاروخي على مبنى المخابرات الجوية وحاجز العنقود وفرع حزب البعث، تلاه هجوم على مبنى قيادة الشرطة في وسط المدينة الذي شهد اشتباكات مسلحة أدت إلى إصابة ثلاثة عناصر من الشرطة بإصابات متفاوتة تم على أثرها نقلهم إلى مشفى السويداء العام. كما هوجم المجمع الحكومي في مدينة شهبا بقنبلة بعد منتصف الليل. وتشهد المحافظة استنفاراً غير مسبوق من جميع الفصائل المسلحة بمختلف انتماءاتها ومن السلطات الأمنية والعسكرية.

وأعلن تجمع العشائر في الجنوب تأييده المطلق للعمليات العسكرية التي تقوم بها فصائل الشمال لتحقيق أهداف الشعب السوري بالحرية والعيش الكريم المشترك. كما أصدر الشيخ حكمت الهجري الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز بياناً أكد فيه الدعم المطلق لحق أصحاب الأرض في العودة إلى أراضيهم واستعادة حقوقهم المشروعة، والإيمان المطلق بأن سورية يجب أن تكون لجميع أبنائها من دون تمييز أو إقصاء، مع احترام مبادئ الحرية والكرامة. داعياً المجتمع الدولي إلى أخذ دوره في مساعدة الشعب السوري على تحقيق الانتقال السياسي والعدالة والحرية. كما وجه الهجري دعوة إلى جميع الأطراف لتجنب أي عمليات انتقامية، سواء ضد المدنيين أو العسكريين، وقال إن "مثل هذه الأفعال لن تؤدي إلا إلى تعميق الجراح وتعطيل جهود السلام والمصالحة الوطنية".