جنرالان إسرائيليان يحذران من تبعات التهدئة مع "حماس"

جنرالان إسرائيليان يحذران من تبعات التهدئة مع "حماس"

26 يونيو 2021
دعوات لتغيير النهج القائم في التعامل مع "حماس" (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -

حذرت قيادات عسكرية إسرائيلية سابقة من مغبة العودة إلى مسار التهدئة مع حركة "حماس"، على اعتبار أنه لا يخدم مصالح تل أبيب.

وقال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق يعكوف عامي درور، إن العودة إلى مسار التهدئة مع الحركة لن يحلّ المشاكل الرئيسية، ولن يقلص التهديدات التي تشكلها غزة على إسرائيل.

وفي مقال نشره موقع قناة "12"، طالب درور برفض الشروط التي تضعها حركة "حماس" للتوصل إلى اتفاق تهدئة جديد في أعقاب العدوان الأخير.

وبحسب درور، فإن الشرط الأساس الذي يجب أن تضعه إسرائيل لقبول العودة إلى اتفاق تهدئة برعاية مصرية هو ضمان عدم السماح لـ"حماس" بتعزيز قوتها العسكرية مجدداً، إلى جانب إعادة الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم الحركة.

وحذر من أن التنازل عن الحصول على ضمانات بعدم تعاظم قوة "حماس" العسكرية يعني أن جيش الاحتلال سيواجه "عدواً أكثر قوة في المواجهة التي يمكن أن تندلع في غضون سنوات".

وشدد على ضرورة مقايضة مشاريع إعادة الإعمار بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، مشدداً على أن مطالبة "حماس" بالإفراج عن ألف من أسراها في سجون الاحتلال مقابل الأسرى الإسرائيليين يجب أن يرفض.

وبحسب درور، فإنه على الرغم من أن التهدئة قد تمنح إسرائيل فترات تهدئة لعدة سنوات، تمكّنها من التفرغ لمواجهة مصادر الخطر الأكبر المتمثلة في المشروع النووي الإيراني، وحصول "حزب الله" على صواريخ ذات دقة إصابة عالية، فإن التوصل للتهدئة لن يحول دون انفجار مواجهات مستقبلية مع "حماس" ستكون أكثر خطورة من جولة القتال الأخيرة.

ولفت إلى أن صنّاع القرار في تل أبيب سيكونون أمام معضلة كبيرة في حال توفرت فرصة لإسرائيل لاغتيال قيادات حركة "حماس" أو ضرب مخازن للسلاح والصواريخ أثناء فترة التهدئة، مشيراً إلى أنه في حال أقدمت تل أبيب على ذلك، فإنها ستخاطر باندلاع جولة قتال طويلة، فضلاً عن أنها لن تتمتع بشرعية دولية للقيام بذلك.

وفي المقابل، فإن درور يرى أن عدم استغلال هذه الفرصة يعني التسليم بأن تواجه إسرائيل "حماس" في المستقبل، كطرف أكثر قوة.

وانتقد درور أداء الجيش الإسرائيلي في العدوان الأخير على القطاع، مشدداً على ضرورة أن تستعيد إسرائيل "هيبتها كدولة لا يمكن الانتصار عليها"، على اعتبار أن تحقيق هذا الإنجاز سيعزز مكانة إسرائيل الإقليمية.

لكن الجنرال الإسرائيلي أقرّ بأنه على الرغم من أن لدى إسرائيل الكثير من الخطط لحلّ "مشكلة" غزة، إلا أن كل الدلائل تشير إلى أن الحفاظ على الوضع القائم، رغم خطورته، يظل الوضع الأفضل بالنسبة لإسرائيل.

وتبنى الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" عاموس يدلين موقفاً مماثلاً من التهدئة مع "حماس".

وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "يسرائيل هيوم"، دعا يدلين إلى تغيير النهج القائم في التعامل مع "حماس"، على اعتبار أنه فشل في ردعها. وأضاف: "كان النهج الإسرائيلي في التعامل مع "حماس" خلال السنوات الماضية يتمثل في عدم الضغط بشدة عليها في غزة، وفي نفس الوقت الاستمرار في إضعافها وردعها، لكن ما حدث هو أننا لم نتمكن من ردعها ولا إضعافها، وازدادت "حماس" قوة، جولة بعد جولة، لذلك أقترح تغيير هذا النهج بأن نوجه ضربات شديدة لها بكل قوتنا حتى تنهار - في رأيي لا ينبغي لإسرائيل أن تمنح "حماس" مزايا سياسية ولا حصانة عسكرية".

المساهمون