سرق جندي في جيش الاحتلال الإسرائيلي أغراض زملائه ومقتنياتهم حين كانوا منشغلين بالقتال في مناطق غلاف غزة، في حادثة ليست الأولى بعد عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وبحسب إذاعة "ريشت بيت" العبرية التي أوردت الخبر، الخميس، وقعت الحادثة يوم 11 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد أربعة أيام من عملية "طوفان الأقصى" والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وبحسب التفاصيل، فإنه في الوقت الذي كان فيه آلاف الجنود في ذروة القتال في مناطق غلاف غزة، التي تمكّنت المقاومة الفلسطينية من اختراقها، اقتحم الجندي حاوية في قاعدة عسكرية في الجنوب ونفّذ عملية السرقة.
وأوضحت الإذاعة أنه إضافة إلى سرقة الجندي أدوات ومعدات عسكرية كانت داخل الحاوية، سرق أيضاً الحاسوب الشخصي لنائب قائد سرية في الكتيبة 51 في لواء "غولاني"، أحد ألوية النخبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، يُدعى عومير فولف، الذي سقط خلال المعارك في 7 أكتوبر.
وفي أعقاب توجه عائلة فولف للشرطة العسكرية، فتحت الأخيرة تحقيقاً في الحادثة وتمكّنت من العثور على الحاسوب في بيت الجندي. وقدمت النيابة العسكرية لائحة اتهام "خطيرة" ضد الجندي تتهمه بالسرقة و"التصرّف بطريقة غير لائقة".
وتابعت الإذاعة الإسرائيلية أنه على الرغم من خطورة المخالفات وقيامه عمداً بسرقة معدات من حاوية جنود، أصدرت المحكمة العسكرية في المنطقة الجنوبية حكماً مخففاً على الجندي، يشمل السجن الفعلي لمدة ثلاثة أشهر ووضعه تحت المراقبة، وتخفيض رتبته، ودفع تعويض مالي لعائلة وولف قدره 2000 شيكل (الدولار اليوم نحو 3.66 شيكل). ونتيجة لذلك، استأنفت النيابة العسكرية على القرار، وطالبت بمضاعفة عقوبة السجن الفعلي إلى ستة أشهر على الأقل.
وذكرت النيابة أن الحاسوب الشخصي للضابط وولف بقي بحوزة المتهم لأكثر من أسبوعين، وفقط بعد تفتيش بيته عُثر عليه، فيما لم يقم الجندي بإعادته بنفسه.
واعتبرت النيابة العسكرية أن الحديث عن "أعمال مخجلة وقبيحة"، وأنه "لا يمكن القبول بوضع تُسرق فيه المقتنيات الشخصية لجنود من القواعد العسكرية، في أثناء تركيز جهودهم على القتال".
وعقّب جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقول إن "ما حدث خطير جداً وبخلاف ما هو متوقّع من الجنود وقيم الجيش الإسرائيلي. النيابة العسكرية على اتصال مع العائلة الثكلى، وتطلعها على جميع التطورات، كما أعيد الحاسوب لها بعد فتح التحقيق. الجيش الإسرائيلي يشارك العائلة عزاءها وسيواصل مرافقتها".
النصب باسم عائلات الأسرى
وهذه الحادثة ليست الأولى بعد عملية "طوفان الأقصى"، بل امتد الأمر إلى عائلات الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، حيث أفادت الإذاعة العبرية العامّة باعتقال ثلاثة إسرائيليين انتحلوا صفة أفراد من عائلات الأسرى والفارين من مناطق غلاف غزة، وجمعوا عشرات آلاف الشواقل مستغلّين الأوضاع التي أعقبت 7 أكتوبر.
وادعى الثلاثة، حسب الإذاعة الإسرائيلية، أنهم من أهالي الأسرى والفارين خارج غلاف غزة، مستخدمين صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تواصلوا مع الجمهور عبر برامج المراسلة وطلبوا التبرّعات نقدًا فقط.
وذكر المصدر ذاته أن تطورّات التحقيق أظهرت أنّ المشتبه فيهم تمكنوا بطريقة احتيالية من الحصول على مبالغ مالية تصل إلى نحو 100 ألف شيقل.
واعتقل محققو وحدة منع الاحتيال في الشرطة الإسرائيلية، صباح الخميس، المشتبه فيه الرئيس، في أثناء محاولته الهرب إلى الخارج عبر مطار اللد، كذلك اعتُقِل مشتبه فيهم آخرون في القضية.
إسرائيلي ينتحل صفة جندي ويسرق أسلحة
أيضاً، مطلع الشهر الحالي، ذكرت وسائل إعلام أن الادعاء العام الإسرائيلي وجه اتهامات جنائية لرجل بانتحال صفة جندي للمشاركة في الحرب على غزة وسرقة ذخيرة، كما ظهر في صورة على الخطوط الأمامية مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت.
وفقاً للائحة الاتهام المقدمة للمحكمة في تل أبيب، فإن المتهم روي يفراخ لم يخدم قَطّ في جيش الاحتلال الإسرائيلي، لكنه مع ذلك تمكن من شقّ طريقه إلى مناطق الحرب من خلال التظاهر بأنه عضو في وحدة قتالية من النخبة في جهاز الأمن الداخلي (الشاباك).
وبثت القناة (12) التلفزيونية صورة قالت إنها للشاب البالغ من العمر 35 عاماً، وهو يرتدي معدات القتال الكاملة مع جنود آخرين إلى جانب نتنياهو في موقع هبوط طائرات الهليكوبتر.
בלעדי: רועי יפרח הנאשם בהתחזות ללוחם וגנבת נשק - תועד חמוש לצד רה"מ נתניהוhttps://t.co/n6oy02pVn9 | @guypch2news pic.twitter.com/0xnPB6tvcQ
— החדשות - N12 (@N12News) December 31, 2023
وذكرت تقارير إعلامية أنه منذ انضمامه إلى الجنود المشاركين في الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول وحتى اعتقاله في الـ17 من ديسمبر/ كانون الأول، سرق كميات كبيرة من السلاح والذخائر وزياً عسكرياً وأجهزة اتصال وطائرة مسيّرة. كما كان عند توقيفه يخزن أسلحة في سيارته وفي بيته وبيت أمه.
وجاء في لائحة الاتهام أن الحيلة "سهلت حصول (يفراخ) على الأسلحة النارية والذخيرة والمعدات العسكرية ومعدات الشرطة"، مضيفة أن المسروقات التي عُثر عليها في منزله تضمنت بندقية هجومية وأنواعاً مختلفة من الرصاص وقنابل دخان وحافظات.