جنبلاط يحذّر من مشروع فتنة في سورية: دعوة للتهدئة والحوار والتحقيق

30 ابريل 2025
وليد جنبلاط يلقي كلمة خلال تجمع في عين زحلتا، 25 يونيو 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دعا وليد جنبلاط وشيخ عقل الدروز سامي أبي المنى إلى التهدئة وفتح الحوار في سورية، محذرين من "مشروع فتنة" تغذيه أطراف داخلية وخارجية، في ظل التوترات بريف دمشق، مؤكدين على إدانة الإساءة للنبي محمد والإسلام ورفض التدخل الإسرائيلي.
- أجرى جنبلاط اتصالات مع الإدارة السورية ودول إقليمية لوقف إطلاق النار في أشرفية صحنايا، بينما أكد أبي المنى على أهمية التنسيق مع القيادة السياسية لتطويق الأحداث، مشيراً إلى اتصالاته مع مفتي سورية ولبنان.
- شدد أبي المنى على رفض الدروز لأي مخططات لاستغلالهم، مؤكداً انتماءهم العربي الإسلامي، ودعا السلطات السورية لتحمل مسؤولياتها في حماية المواطنين وضبط الفصائل المتطرفة.

جنبلاط مستعد للذهاب إلى دمشق مجددًا لـ"وضع أسس لمطالب الدروز"

اجتماع استثنائي للمجلس المذهبي في دار الطائفة الدرزية في بيروت

جنبلاط قاد سلسلة اتصالات لاحتواء الوضع في أشرفية صحنايا

دعا كل من الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، سامي أبي المنى، إلى التهدئة وفتح باب الحوار في سورية، محذّرين من "مشروع فتنة" تسعى أطراف داخلية وخارجية إلى تغذيته، في ضوء التوترات الأمنية الأخيرة في منطقة جرمانا وأشرفية صحنايا بريف دمشق، على خلفية تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد وما أعقبه من اعتداءات على الدروز.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الصحة السورية مقتل 11 شخصاً من المدنيين وقوات الأمن جراء هجمات مسلحة شنتها "مجموعات خارجة عن القانون" في منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق.

وعقب اجتماع استثنائي للمجلس المذهبي في دار الطائفة في بيروت، اليوم الأربعاء، وبحضور شيخ العقل سامي أبي المنى وجنبلاط الذي قاد اليوم سلسلة اتصالات عربية ودولية لاحتواء التصعيد، إلى جانب وزراء ونواب الطائفة وقضاة ومشايخ، قال جنبلاط "إما أن نقتنع بسورية موحدة مع احترام التنوع، أو ننساق خلف المشروع الإسرائيلي". وشدد على ضرورة "اتخاذ موقف واضح وصريح لإدانة من أهان النبي محمد والإسلام"، داعياً في الوقت نفسه إلى التهدئة والحوار، والسلطات السورية إلى فتح تحقيق شفاف يتبين من خلاله كيف وقعت الحادثة على مشارف جرمانا. ولفت إلى أن "حفظ الإخوان" (الدروز) يكون بالاتصال المباشر مع القيادة السورية، مؤكداً استعداده للذهاب إلى دمشق مجددًا "لوضع أسس لمطالب الدروز الذين هم جزء من الشعب السوري".

كما دعا إلى رفض التدخل الإسرائيلي، مشيراً إلى أن "ما يجري من الشيخ (موفق) طريف وأتباع الشيخ طريف يريدون توريط بني معروف في سورية ولبنان بحرب لن تنتهي ضدّ المسلمين". وأضاف أن "إسرائيل ستستخدم بعض الدروز ولا تبالي". كما دعا إلى "إسكات بعض الأصوات في الداخل (داخل الأراضي المحتلة) التي بدأت تستنجد بإسرائيل". ولفت إلى أن الدولة السورية تبتدئ بترميم نفسها بنفسها وأن رموز النظام  السابق في كل مكان ولم تستطع الدولة بعد من استئصال رموز النظام السابق.

واتهم جنبلاط إسرائيل بمحاولة استغلال الطائفة الدرزية في سورية "لإحداث فتنة". وشدّد على أنّه "إما أن نقتنع أنه لا بد أن نعيش في سورية موحّدة مع احترام التنوع أو ننساق إلى المشروع الإسرائيلي الذي لن يترك درزياً في مناطقه، يريد تهجير الحدود إلى قرب الحدود الأردنية الإسرائيلية واستخدامهم".

من جهته، أعلن شيخ العقل سامي أبي المنى، أن "ما حصل كان مشروع فتنة من خلال تسجيل صوتي يُسيء إلى النبي محمد، استُتبع بردات فعل خطيرة". وقال: "ندين الإساءة كما ندين ردة الفعل، وندعو للتنبه للكلام الفتنوي"، مشيراً إلى وجود "يد خفية تعمل لتأجيج النزاع في سورية". وشدد أبي المنى على أن الموحدين الدروز "يرفضون أن يكونوا في حالة عداء مع أي مذهب إسلامي، ويرفضون أي مخططات لتحويلهم إلى قومية مستقلة". وأضاف: "نحن امتداد عربي مسلم، ولا نقبل بأي مخططات مشبوهة لإسرائيل".

ودعا أبي المنى السلطات السورية إلى "تحمل مسؤولياتها في حماية المواطنين وضبط الفصائل المتطرفة"، مؤكداً أن "للدولة السورية مسؤولية بحفظ حقوق الناس والمكونات كافة، والموحدون الدروز أحد هذه المكونات". 

 اتصالات مكثفة لاحتواء أحداث أشرفية صحنايا

وكان جنبلاط، أعلن في وقت سابق الأربعاء، إجراءه اتصالات مكثّفة ضمن مساعيه لوقف إطلاق النار بمحافظة ريف دمشق جنوبي سورية. بوذكر بيان صادر عن الحزب الاشتراكي اللبناني أن جنبلاط أجرى اتصالات مكثّفة شملت الإدارة السورية وتركيا والسعودية وقطر والأردن، وطالب فيها "بالسعي إلى وقف إطلاق النار في منطقة أشرفية صحنايا لوقف حمام الدم". وطالب الزعيم الدرزي اللبناني كذلك بمعالجة الأمور "انطلاقاً من منطق الدولة ووحدة سورية بجميع مكوناتها". وأوضح البيان أنه نتيجة للاتصالات "جرى الاتفاق على وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ منذ نصف ساعة".

وفي السياق، أعلن شيخ عقل الدروز في لبنان سامي أبو المنى، في بيان، إجراءه اتصالات رفيعة المستوى مع القيادة السياسية المحلية والخارجية "لتطويق الأحداث الدامية" في سورية. وذكر البيان أن الشيخ المنى "أجرى سلسلة اتصالات محلية وخارجية ضمن المساعي التنسيقية مع القيادة السياسية التي تتابع اتصالاتها على أعلى المستويات".

ولفت إلى أن الاتصالات "تهدف لتطويق الأحداث الدامية الحاصلة في منطقة جرمانا وأشرفية صحنايا في سورية". وأوضح أن أبرز الاتصالات أجريت مع مفتي سورية الشيخ أسامة الرفاعي، ومفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، بهدف "استدراك المخاطر جرّاء الحوادث المفتعلة".

وأعلن الأمن السوري، الأربعاء، بدء قواته عملية تمشيط واسعة في منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق، بهدف القبض على "العصابات الخارجة عن القانون". وذكرت وزارة الداخلية السورية أن الاشتباكات "جاءت على خلفية انتشار مقطع صوتي مسيء للنبي محمد، وما تلاه من تحريض وخطاب كراهية على مواقع التواصل الاجتماعي".

المساهمون