جنازة مرح أبو زهري في إيطاليا تتحول إلى تظاهرة لدعم فلسطين
استمع إلى الملخص
- أُجلِيت مرح إلى إيطاليا بسبب تشخيص خاطئ بسرطان الدم، لكن الأطباء اكتشفوا حالة هزال شديد نتيجة حرب التجويع الإسرائيلية على غزة، مما يبرز الكارثة الإنسانية والسياسية في القطاع.
- أكدت الأمم المتحدة أن الحرب دمرت النظام الصحي في غزة، حيث يعاني السكان من سوء التغذية، مع تحذيرات من برنامج الأغذية العالمي بأن ثلث السكان لم يأكلوا منذ أيام.
أُقيمت، أمس الأربعاء، مراسم جنازة الشابة الفلسطينية مرح أبو زهري، التي توفيت في إيطاليا بعد وقت قصير من نقلها من قطاع غزة الأسبوع الماضي، في حدث كشف للإيطاليين عن حرب الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون في القطاع المحاصر. وشهدت جنازة مرح أبو زهري، التي حضرها مئات الأشخاص، هتافات متكررة تطالب بـ"حرية فلسطين"، كما ألقيت كلمات لمسؤولين محليين إيطاليين أدانوا فيها سياسات إسرائيل في غزة وأعلنوا تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.
وبينما كانت الأعلام الفلسطينية ترفرف، وقف المشيعون للصلاة أمام نعش مرح أبو زهري (19 عاماً) الذي لُفّ بالعلم الفلسطيني وكوفية، في متنزه بمدينة بونتاسيركيو قرب بيزا. وكانت أبو زهري أُجلِيت إلى إيطاليا بعدما قيل إنها مصابة بسرطان الدم (لوكيميا)، لكن أطباء إيطاليين ذكروا أنهم لم يجدوا أي دليل أولي على ذلك، بل اكتشفوا حالة "هزال شديد" وحالة مرضية غير مشخصة أو مشخصة بالخطأ، من جراء حرب التجويع الإسرائيلية التي تنشها إسرائيل على قطاع غزة.
Ad onorare la sua memoria insieme alla madre il sindaco di San Giuliano Terme e il presidente della regione Toscana.
— Fab Yusuf (contro la censura) (@fabbjusufbis) August 20, 2025
Nessun membro del governo nazionale era presente pic.twitter.com/0Mq7SfjFcC
وقال رئيس بلدية بونتاسيركيو، ماتيو تشيكيللي، إنه أراد تكريم حياة مرح أبو زهري بإقامة مراسم عامة في "حديقة السلام" بالمدينة لـ"إحداث ضجيج" حول ما وصفه بـ"كارثة سياسية وإنسانية" في غزة. وأضاف وسط تصفيق: "الواقع هو أن الناس يموتون يومياً في غزة وسط صمت يصم الآذان من حكومات العالم. لا يمكننا أن نصمت اليوم، هناك من قرر أن يرفع صوته ويعبّر عن رفضه لهذه الإبادة الجماعية".
وأكدت الأمم المتحدة وشركاؤها أن 22 شهراً من الحرب دمرت النظام الصحي في غزة، بينما قال خبراء الأمن الغذائي إن "أسوأ سيناريو للمجاعة يحدث بالفعل". وتواصل إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها، ما أدى بحسب وزارة الصحة الفلسطينية إلى استشهاد أكثر من 62,122 فلسطينياً وإصابة أكثر من 156,758 شخصاً.
ويفتك التجويع وسوء التغذية في غزة بمختلف الفئات العمرية، إلا أنه يلقي بظلاله على الشرائح الأكثر هشاشة، وفي مقدمتها النساء الحوامل اللواتي يعانين ظروفاً صعبة تنعدم فيها المتطلبات الأساسية، كذلك المواليد الذين يفتقدون الحليب الغذائي والعلاجي، علاوة على الأطفال وكبار السن والمعوقين والمرضى. وأخيراً، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن "ثلث سكان غزة (من أصل نحو 2.4 مليون فلسطيني) لم يأكلوا منذ عدة أيام". وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، الأربعاء، أن نسبة إشغال المستشفيات بلغت 300% ما يعكس حجم الكارثة الصحية والإنسانية التي تسببها الحرب الإسرائيلية على القطاع.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)