جنازة البابا فرنسيس تقام السبت بمشاركة دولية متوقعة

22 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 18:10 (توقيت القدس)
جثمان البابا فرنسيس مسجى في كنيسة بيت القدّيسة مرتا بالفاتيكان، 21 إبريل 2025 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ستقام جنازة البابا فرنسيس، الذي توفي عن عمر 88 عامًا، يوم السبت في ساحة بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان، وسيوارى الثرى في بازيليك القديسة مريم الكبرى.
- من المتوقع حضور عالمي للجنازة، بما في ذلك رؤساء دول مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقد علقت الأحزاب الأسترالية حملاتها الانتخابية تكريمًا للبابا.
- طلب البابا فرنسيس في وصيته أن يُدفن ببساطة في بازيليك القديسة مريم الكبرى، مع كتابة اسمه فقط على القبر، واستخدام تبرع خاص لتغطية نفقات القبر.

تقام جنازة البابا فرنسيس الذي توفّي الاثنين عن 88 عاماً إثر جلطة دماغية، السبت عند الساعة العاشرة صباحاً (8:00 بتوقيت غرينتش) في ساحة بازيليك القديس بطرس، بحسب ما أعلن الفاتيكان، اليوم الثلاثاء. وبعد الجنازة، سينقل النعش إلى بازيليك القدّيسة مريم الكبرى (سانتا ماريا ماجوري) حيث سيوارى البابا فرنسيس الثرى، بحسب ما جاء في البيان.

ويسجّى نعش البابا فرنسيس، اعتباراً من الساعة السابعة بتوقيت غرينتش صباح الأربعاء في بازيليك القدّيس بطرس في روما، ليلقي عليه المصلّون نظرة الوداع الأخير، بحسب ما أعلن الفاتيكان. وعادة ما يكون الدفن بعد أربعة إلى ستة أيام من الوفاة. وجثمان البابا الذي وضع في تابوت مساء الاثنين هو راهناً في كنيسة بيت القدّيسة مرتا في الفاتيكان، حيث أقام منذ انتخابه حبراً أعظم في 2013 وحتّى وفاته.

وستكون جنازة البابا فرنسيس حدثاً عالمياً، حيث من المتوقع أن يحضرها رؤساء دول وحكومات من جميع أنحاء العالم. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه وزوجته ميلانيا يعتزمان السفر إلى روما لحضور جنازة البابا فرنسيس، فيما ستكون أول رحلة له إلى الخارج منذ توليه منصبه في يناير/ كانون الثاني. وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال": "سنذهب أنا وميلانيا إلى جنازة البابا فرنسيس في روما، نتطلع إلى الحضور هناك".

وقبل ساعات فقط من وفاته، التقى فرنسيس، أول أمس الأحد، لفترة وجيزة نائب الرئيس الأميركي، جاي دي فانس، الذي قام بعدد من الرحلات الخارجية منذ توليه مهام منصبه بالإدارة الأميركية الجديدة. ولكن بالنسبة إلى ترامب، ستكون هذه أول رحلة خارجية منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني الماضي. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان ترامب سيسافر إلى إيطاليا لحضور الجنازة فقط، أو أنه سيزور مواقع أخرى.

ودعت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، ترامب إلى روما عندما زارت البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، وقالت إنه قبل الدعوة. وكان ترامب قد خطط في الأصل للسفر إلى السعودية في أول رحلة خارجية له. بدورها، قدّمت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الثلاثاء، تعازيها في وفاة البابا فرنسيس، لكنها قالت إنها ليس لديها معلومات بشأن من قد يحضر الجنازة من بكين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جيا كون، في إفادة صحافية في بكين، إنّ الصين والفاتيكان حافظا في السنوات القليلة الماضية على اتصالات بنّاءة، وكان بينهما تبادلات مفيدة للجانبين. وأكد قوه أن الصين مستعدة للعمل مع الفاتيكان لمواصلة تحسين العلاقات الثنائية. وقال قوه إنه ليس لديه معلومات عندما سئل عما إذا كانت الصين سترسل أي ممثلين لحضور جنازة البابا فرنسيس المقررة إقامتها السبت. وتشير تقديرات الفاتيكان إلى أن نحو خمسة ملايين من سكان الصين البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة ينتمون إلى طائفة الكاثوليك.

وعلّقت الأحزاب السياسية الكبرى في أستراليا حملاتها الانتخابية، اليوم الثلاثاء، عقب وفاة البابا فرنسيس، حيث أشاد القادة السياسيون بالبابا الراحل تزامناً مع بدء التصويت المبكر في الانتخابات الاتحادية المقررة في 3 مايو/ أيار المقبل. وحضر رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز قداساً صباحياً في كاتدرائية سانت باتريك في ملبورن، بينما قال زعيم المعارضة بيتر داتون إنه سيقضي اليوم في "التأمل"، مضيفاً أن اليوم "ليس وقت السياسة الكبرى"، بحسب ما أفادت به هيئة الإذاعة الأسترالية "إيه بي سي".

ووفقاً لوكالة أسوشييتد برس، ألغى الزعيمان جميع الفعاليات الانتخابية المجدولة، لكن من المقرر أن يستمرا في المناظرة الثالثة مساء الثلاثاء. ووصف ألبانيز، وهو كاثوليكي، البابا فرنسيس بأنه "واحد من أبرز الباباوات في التاريخ"، مشيداً بتواضعه وتركيزه على العدالة الاجتماعية. وقالت الحكومة إنّ الأعلام على المباني التابعة للكومنولث ستُنكس اليوم الثلاثاء تكريماً له.

وصية البابا.. مدفن بسيط

وطلب البابا فرنسيس في وصية مقتضبة نشرها الفاتيكان، بأن يُدفن بطريقة "بسيطة" في كنيسة في روما مخصصة لتكريم مريم العذراء. وفي ما يأتي نصّ الوصية المؤرخة في 29 يونيو/حزيران 2022 التي يطلب فيها البابا الأرجنتيني اليسوعي دفناً "دون زخرفة خاصة"، مع ذكر اسمه باللغة اللاتينية فقط "Franciscus" (فرنسيس):

"باسم الثالوث الأقدس. آمين.

وإذ أشعر بأن شمس حياتي الأرضية تميل إلى المغيب، وبثقة حية في الحياة الأبدية، أرغب في التعبير عن إرادتي في ما يخص فقط مكان دفني. لقد أوكلتُ دائماً حياتي وخدمتي الكهنوتية والأسقفية إلى أم ربنا، مريم كلية القداسة. ولذلك، أطلب أن يرقد رفاتي، بانتظار يوم القيامة، في البازيليك البابوية للقديسة مريم الكبرى.

وأرغب في أن تُختتم رحلتي الأرضية الأخيرة في هذا المزار المريمي العريق، حيث اعتدتُ أن أذهب للصلاة في بداية كل زيارة رسولية ونهايتها، لأوكل بثقة نياتي إلى الأم الطاهرة، وأشكرها على رعايتها الوالدية والوديعة.

أطلب أن يُهيأ قبري في اللّحد الواقع في الجناح الجانبي بين كابيلا العذراء مريم "Salus Populi Romani" ("سالوس بوبولي روماني") والـ"Cappella Sforza" ("كابيلا سفورزا") في البازيليك البابوية المذكورة، كما هو موضح في الملحق المرفق. يجب أن يكون القبر في الأرض، بسيطاً، دون زخرفة خاصة، ولا يُكتب عليه سوى: Franciscus (فرنسيس).

أما نفقات إعداد القبر، فستُغطّى من تبرّع المحسن الذي خصصتُه لهذا الغرض، والذي يجب تحويله إلى بازيليك القديسة مريم الكبرى، وقد أوصيت المونسنيور رولانداس ماكريكاس، بتنفيذ التعليمات اللازمة.

أسأل الرب أن يجزي خيراً كل من أحبّني وسيواصل الصلاة من أجلي. أما الألم الذي رافقني في المرحلة الأخيرة من حياتي، فقد قدّمته للرب من أجل السلام في العالم، والأخوّة بين الشعوب".

(فرانس برس، أسوشييتد برس)